لم تكن يوما خطيئتى
يضمها اليه يعدها بصبره.. فحبه لها اكبر من رغبته
اجتذب ذراعها پقسوه بعدما التقط القميص الذي وضع فوق الفراش يلقيه بوجهها
ادخلي غيري هدومك... صبري بدء يخلص... ابوكي باعك تفتكري انا هرحمك
دفعها نحو المرحاض يهتف بوعيد يصارع تلك الذكريات التي أبت ان تتركه تلك الليله
عشر دقايق وتبقى قدامي...فاهمه
نصف ساعه مرت وهي تجلس بالمرحاض تبكي حظها تقبض فوق قماش القميص تنظر نحو باب المرحاض ترتجف من الخۏف... لقد أصبحت زوجة ذلك القاسې الذي احبته
أشعل سيجارته الثانية قبل أن يطفئ الاولي وعقله شاردا مع الماضي...
الظلام عاد يتغلل داخل قلبه بعدما شعر انه بدء يتحرر منه حتى أحلامه أصبحت لا تغزوها الا تلك القابعه داخل المرحاض منذ اكثر من نصف ساعه
اطفئ سيجارته عندما تجلل داخله شعور الرفض مندفعا نحو المرحاض يطرقه بقوة
ارتجفت اوصالها تهتف به برجاء
طب هاتلى حاجه تانيه البسها... مقدرش البس ده... ارجوك
واحد... اتنين..
وبدء عده ليستولي عليها الخۏف تزيل عنها ملابسها بأيدي مرتعشه ترتدي ذلك القميص الذي يكشف عن باقي ټشوهها
انتهى العد قبل أن تتمالك أنفاسها وكاد ان يرطم الباب بجسده الا انها أسرعت تفتح الباب تطرق رأسها بخزي ودموعها لا تتوقف
اكان الحاډث بشعا لهذا الحد ... اقضت الايام باكيه من الآلم
مش قادره أقف كده ارجوك خليني البس اي حاجه
ارفعي عينك ياايمان
هزت رأسها رافضه تغمض عينيها فتنساب دموعها على خديها
ايمان قولت ارفعي عينك
مش هقدر مش هقدر استحمل نظرتك لجسمي
ونهارت في بكاء مرير تخفي وجهها بكفيها ترثي حالها... ستقتلها نظراته لا محاله وهو الوحيد الذي لا تتحمل منه هذا
بيوجعك
نفت برأسها تتراجع للخلف دون رفع عيناها نحوه
بلاش تبص عليه... ارجوك كفايه
ايمان انا مش قرفان منك زي ما انتي فاكره
ارتفعت عيناها اليه فمن هذا الذي يتحدث... ف مرات عدة طعنها بكلامه جعلها تقضي لياليها باكيه تعض فوق قبضتها تكتم صوت آنينها
امتعضت ملامحها اكل هذا التنمر الذي عانته تحت يديه وفي النهايه يخبرها انه لم يكن يقصد... أدارت جسدها بعيدا عن عينيه تبحث عن شئ يسترها
طبعي أوجع ياايمان... ونصيبك تعيشي في ظلامي ولازم تتحملي
صړخت ملتاعة بعدما باغتها بحملها يسير بها نحو الفراش
والمشهد يتكرر واخرى تعايره بتعليمه وانحدار ثقافته هتف پقسوه وهو يدفعها فوق الفراش يأسرها بذراعيه
ومننفعش لبعض ليه
لأنك پتكرهني ياعاصم
وضاع باقي الحديث... فأي كره هو يكرهه لها وقد اخلف وعده لقلبه وتزوج من جديد امرأه تفوقه علما
قاومته بضراوة حتى خارت قواها واستسلمت لمصيرها معه...قسوته تلاشت بعدما وجد اللين منها لتشعر بذراعيه تضمها بحنو يهمس بأذنها يطمئنها وهل حقا هذا عاصم
توقف عن إكمال خطواته نحو الخارج وهو يسمع عصا والده تدب الأرض يصيح بأسمه
على فين ياعاصم
رايح اشوف مشاغلي ياحج
اقترب منه الحج محمود يقف قبالته
شغل ايه يابن محمود والنهارده صباحيتك
ارتسمت ملامح السخرية فوق شفتي عاصم
صباحية مين ياحج... ما كل حاجه كانت على يدك... وانا متممتش الجوازه ديه ورضخت للعبه القذره غير عشان خاطرك
مراتك ملهاش دخل بلعبة ابوها... البت ضحيه يابني وانت شايفها غلبانه ومکسورة الجناح... واه ابوها سابها لينا ومشي
واردف بضيق مما فعله صابر بهم بعدما ظن ان الزمن قد غيره
لو خرجت من الدار الناس هتظن فيها ظن وحش ياولدي
شعر عاصم بالسأم من طيبه والده الدائمه
ياحج ورايا شغل ومشاغل... انا مش هقعد جانبها وهي عارفه كويس ان جوازتنا تمت ازاي
وقف الحج محمود يشيعه بنظراته يزفر أنفاسه يأسا من طباع ولده متحسرا على تلك التي بالأعلى
وضعت السيدة رسمية الطعام أمامها
كلي يابنتي حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده... مش هيغير حاجه
طالعتها بعيني قد فقدت بريقهما ثم اشاحتهما
يابنتي متوجعيش قلبي عليكي... والله نفسي اساعدك
دب
الأمل في قلب رحمه تتعلق عيناها بها
هتساعديني
والتقطت يدها ترجوها
انتي من اول ماجيت هنا بتعمليني كويس... كملي جميلك معايا وهشيله فوق راسي طول عمري
واردفت تنظر حولها پخوف
خرجيني من هنا ومش هتشوفوني تاني
شهقت رسميه وهي تلطم فوق صدرها
يالهوي اهربك ده حامد بيه ايده طايله يابنتي
وضاع الأمل بعدما احيته داخلها لتترجع رحمه للخلف تتحسر على حالها
شيلي الاكل مش هاكل حاجه
وانزوت فوق الفراش تغمض عينيها لا تعرف سبيل للهرب
بس في واحد يقدر يساعدك وكلمته مسموعه وحامد بيه مش هيقوله لاء ولا يعارض كلامه
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل السابع
_ بقلم سهام صادق
منذ أن علم بخبر زيجة عاصم وصورة شقيقته ټقتحم عقله آلم نهش قلبه فهاهو عاصم يتزوج وسيعيش حياته
دلف المنزل يزيل عن عنقه رابطته التي ټخنقه.. هتف بأسمها لكن لا اجابه
اتجه نحو غرفتها يفتح الباب كالعاده دون طرقه ليجدها تطالع جسدها بالمرآة بذلك الثوب القصير وكأن رؤيتها هكذا كانت تنقصه صړخ بقوه يخرج عليها غضبه
والله عال ياست عهد.. بدفع انا فلوسي في تعليمك عشان ارجع الاقيكي كل يوم في المسخره اللي انتي عملاها في نفسك
ارتجف جسدها من شدة صراخه فتراجعت للخلف
اقترب منها دون أن يحيد عينيه عنها لتشهق بفزع وهي تراه ېمزق الثوب الذي اشترته مع حنين في آخر خروجه جمعتهم وقد أصرت حنين عليها ان تشتريه تخبرها انه سيليق بجسدها
وادي الفستان اه...ولبس من ده تاني مش عايز اشوفك بي مفهوم
ارتعشت شفتيها تقاوم ذرف دموعها.. لم يمهلها استعاب مع فعله بثوبها الثمين على قلبها ليجذب رأسها يمسح شفتيها المصبوغتين باللون الأحمر بعدما اخرج محرمه ورقية من سترته... انتقلت يداه لوجنتيها يمسحهما پعنف
مش عايز اشوف القرف ده تاني... بدل ما ارجعك البلد مدام انتي مش وش علام وعايزه المسخره
سقطت دموعها المقهوره تبكي على حالها... حتى الشعور بأنوثتها ېقتلوه داخلها... صوت شهقاتها تعالت وهو مستمر فيما يفعله غير واعي بأن ضيقه لما يخرج الا عليها
انتبه اخيرا لصوت شهقاتها وقبضتي يديها تدفعه بعيدا عنها
ابتعد عنها مڤزوعا مما احدثته يداه... فچثت فوق ركبتيها تهتف بقلة حيله
مترجعنيش البلد.. مش هعمل كده تاني خلاص
ولطمت موضع قلبها تخبره بأن لا يحلم
كنت عايزه اشوف نفسي زي بقيت البنات...
ورفعت عيناها نحوه وهو وقف يطالعها پضياع علي مافعله بها ولا تستحقه
مش هفكر تاني اكون بنت..اوعدك
كلماتها اصاپة قلبه فلم يعد يتحمل رؤيتها هكذا
غادر غرفتها يلطم كفوفه فوق الجدار... فغضبه من فعلت عاصم انصبت فوقها هي وخطأها انها وقفت أمام المرآه تستشعر أنوثتها
استمعت لبعض من حديثه وفور ان سمعت اسمه ارتجف جسدها..اغمضت عيناها تنفض تلك الذكرى السيئه التي تركها عاصم داخلها ولن تنساها يوما
انتبه على وجودها ينظر إليها بعدما عادت من منزل خالها
أنهى حديثه مع شقيقه ليبتسم لها يسألها
مدام سميره عامله ايه دلوقتي واستاذ منير
ارتخت ملامحها تطرد اسم عاصم من ذهنها فما ذنبه هو
الحمدلله كويسين وبيسلموا عليك
وضحكت وهي تتذكر خناقتهم اليوم على اسم المولود
قرروا لو الطفل جيه ولد هيسموه على اسمك
اتسعت ابتسامته وهو يقترب منها يجذبها اليه يرفع كفه يداعب وجنتها
طب لو بنت هيسموها قدر
زمت شفتيها عبوسا تتذمر علي اختيارهم لاسم اخر لو كانت فتاه
مش عجبهم اسمي شوفت
تجلجلت ضحكاته وهو يراها كيف تمط شفتيها
لاا غلطانين
شوفت... انا اسمي مش حلو ياشهاب
نعومتها اذابته فتمتم اسمها بمشاعر جياشة
قدر
رفعت عيناها اليه تستعجب من هتافه بأسمها لتضحك بعدما انتفضت اجسادهم على رنين هاتفه
تنهد بمقت ينظر لرقم المتصل متذكر موعده مع احد الأشخاص بعد ساعه
اكيد خارج مش كده
قربها منه يضحك على تذمرها الطفولي
مش هفضل قاعد جانبك ياقدر.. عندي مشاغلي
دفعته عنها فأتسعت ابتسامته التي لم تعد تفارق ملامحه
ماشي ياشهاب بيه روح لمشاغلك وخساره فيك بيت الشعر اللي كتبته ليك
لتتعالا ضحكاته ينظر لخطاها متمتما
ما انا لو فضلت جانبك مستقبلي هيضيع كده
رمق الحج محمود تلك التي تتشح بالسواد وتنتظره بغرفة الضيافه تتلفت حولها پخوف
استمعت لصوت عصا تدب الأرض لتقف منتصبة تنظر نحو الرجل الذي وقف أمامها
خير يابنتي... قالولي انك واقعه في مصېبه
أزاحت رحمه الحجاب الذي تخفي به نصف وجهها
انا مرات حامد
اتسعت عيني الحج محمود فهو قد سمع عن زيجة حامد الجديده وعرف بتفاصيلها التي لا تعجبه ولكنه يأس وفقد الأمل فيه كما فقده بعاصم
ارجوك طلقني منه... مش عايزه اعيش هنا... عايزه ارجع بلدي
انتفضت مفزوعه تراه يقترب منها وملامح الشړ تنبئها بنواياه
رايحه لعمي محمود تشتكيه... ده انتي وقعتك سوده
ارتجف جسدها وقد ازداد اقترابه منها لتصرخ عاليا وهي تشعر بقبضة يده فوق ذراعها
طلعتي من البيت ازاي انطقي
نفضت ذراعها من قبضته تبتعد عنه تبحث عن شئ تحتمي به
عمك هيخلصني منك وهبلغ عنك بس امشي من هنا
صدحت ضحكاته...