الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

قصة سماح بقلم Lehcen tetouani 

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

كان جميع افراد أسرة علي منشغلون بترتيبات الزواج الذي لم يبقي لموعده سوى اياما قليلة وهو زواج سماح ابنة علي الصغرى من ابن عمها منير الذي كان يعمل طبيبا بإحدى المستشفيات الخاصة وقد تمت خطبتها لابن عمها منير منذ ان كانت في مرحلة الاساس
وفي احد ليالي الصيف كانت القرية تضج بالزغاريد والاهازيج والافراح احتفالا بزواج سماح ومنير الذي تم في ابهي الصور امست القرية ليلتها ساهرة بالافراح حتي قبيل الصبح بساعات فانتهت مراسم الزفاف وعاد الناس الي منازلهم.

وفي صباح اليوم التالي ودعت سماح وزوجها اسرتهم وغادرا القرية في طريقهما إلى العاصمة لقضاء شهر العسل
كانت سماح في غرفة نومها وزوجها تقوم بترتيب الفراش اقترب منها وطبع قبلة حانية على جبينها فأبتسمت واحمرت وجنتاها خجلا
ثم قال زوجها لا تعلمين مدى سعادتي بك فانا لا اصدق باننا قد اصبحنا زوج و زوجة اتعلمين باني احببتك منذ صغرنا وبدأ منير يتحدث مع زوجته عن ذكريات طفولتها واحلامهما التي اصبحت حقيقة
بعد لحظات ...... هب منير واقفا وابتعد عن الفراش وعيناه تشعان ڠضبا وهو يسب ويشتم في زوجته واصفا اياها بأبشع الاوصاف ثم اقترب منها في ثورة ڠضب وانهال عليها بالضړب حتى تغطي جسدها بدماءها ثم قال لها لقد خدعتني وكذبتي علي وقمتي بخيانتي ودنستي شرف العائلة انتي طالق طالق طالق
ثم خرج من الغرفة وترك سماح خلفه تبكي بصوت مبحوح وتتلوى وهي تسب نفسها وټلعن حظها
جلس منير علي البلكون وهو يستشيط ڠضبا وهو غير مصدق ان ابنة عمه التي احبها وكانت تتصف بالاخلاق الحسنة ان تفعل ذلك
ولقد قرر ان يعود بها الي القرية حيث تعيش اسرته وقد قام بتطليقها فهي الان لم تعد زوجته ولكنها لازالت ابنة عمه لكنه بات يكرهها ويلعنها.
مرت تلك الليلة بطيئا وكئيبة علي سماح و زوجها منير الذي لم تراه منذ ان نطق بالطلاق وخرج من الغرفة
كانت سماح تجلس في غرفتها مهمومة وهي تعلم مصيرها الذي ينتظرها عند عودتها الي القرية منير قد طلقها وقد كرهها دون ان يعطيها فرصة لتشرح له ما حدث فهو لم يسترها وسيخبر والدها بالامر دون شك
فتذكرت ماحدث في ذلك اليوم الاسود فبدات تبكي بحړقة وهي تصيح بصوت مبحوح قائلة الله يسامحك يا جدتي انتي السبب انتي السبب فازدادت في البكاء وهي تردد انا بريئة انا مظلومة انا مظلومة ولا زالت على تلك الحالة حتى جاء صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر.
اما منير فكان جالسا في الغرفة الاخري ولم تغمض له عين طوال الليل وهو يفكر فيما عليه فعله لقد فكر في اخبار احمد شقيق سماح الذي يعمل مهندس معماري بمدينة بالامر ولكنه تراجع عن الأمر وقرر ان لا يخبر احد حتي يعودا الي القرية
وفي الصباح جاء منير الي غرفة سماح فوجدها لازالت متكومة فراشها وقد تورمت عيناها الواسعتان من البكاء وقد تركت تلك الكدمات اثارا واضحة علي وجهها الجميل
فنظر اليها فاشفق على حالها لوهلة ثم بدا يحدث نفسه قائلا والله لم اكن ارد ان افعل بك هذا يا سماح ولكن ما فعلتينه بي لا يغتفر فانتي من ظلمتي نفسك وظلمتيني معك الله يسامحك يا سماح.
فلم اقترب منها شعرت بحركته فنهضت مڤزوعة ظنا منها انه يريد ضربها مرة أخرى ثم نظرت اليه بترجي وخاطبته قائلة منير رجاءا اعطني فرصة لاخبرك بالحقيقة.
ولكن منير انتفض پغضب رد عليها قائلا لا اريد ان اسمع منك شيئا فقط اجمعي اغراضك لنعد الي القرية ثم غادر الغرفة.
علمت سماح بان منير لن يسمع منها شيئا وعلمت ايضا بأنه سيخبر والدها بالامر ولا احد سيسمع منها الحقيقة وحتي ان استمعوا لها لا احد سيصدقها فاستسلمت لمصيرها الذي ينتظرها فقامت من فراشها متكاسل وبدأت بجمع اغراضها.
جمعت سماح كل اغراضها ثم غادرت الغرفة عندما وصلت الي باب الغرفة توقفت والتفتت الي الغرفة التي تم تزيينها بطريقة رائعة لليلة العمر التي تنتظرها اي فتاة
فمرت احداث الليلة الماضية بخيالها سريعا فنزلت دمعة ساخنة علي خدها الوردي فمسحتها بيدها وواصلت سيرة والحزن يعتصر قلبها
لقد كانت بالامس عروسا واصبحت اليوم تحمل لقب المطلقة وليس هذا فقط بل الشخص الذي احبته وتزوجته

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات