قصة الفتاه الفقيرة والزفاف بقلم عزة العمروسي
" كلهم بيبصولي كدا ليه؟ "
كنت معزومة على خطوبة صاحبتي ولبست يومها دريس بسيط على قد ظروف والدي، كنت محروجة شوية بس مهتمتش والمهم إني روحتلها وبقيت معاها، هي كانت مبسوطة بوجودي جدًا وكانت كل شوية تشدني أساعدها في اللبس والميك أب، تقولي إيه أحلى بين دول وتلبس اللي أنا أقول عليه.
لحد ما بدأت أخد بالي من نظرات اللي حواليا على شكلي ولبسي، لما حضروا الأكل حطولي أكل لوحدي عشان لبسي القديم ميلفتش نظر المعازيم طبعًا، كل ما كنت بقرب من العروسة فجأة بنات عمها يقفوا جنبها عشان محدش ياخد باله إني أقربلها.
وقفت شوية متماسكة مش عاوزة أعيط، لحد ما العياط خنقني وحسيت بشعور وحش جدًا فسيبت الخطوبة بسرعة ومشيت وأول ما اختفيت عن النظر قعدت أعيط، دموعي حتى مستنتش استأذن صاحبتي، كان جوايا شعور مُخزي، قلة ثقة في نفسي، شكلي، وزني، لبسي، ظروفي، كل ما بفتكر نظرتهم بقعد في أوضتي وأنهار من البكاء بس كنت برجع وأقول:
« كفاية بناكلها بالحلال »
بقيت كل يوم بصلي قيام الليل، سمعت عنه كلام جميل قولت أجرب، مش هخسر حاجة بالعكس هبقى كسبت رضا ربنا عليا حتى لو مشوفتش نتيجة لأي حاجة، كل يوم حرفيًا كنت بصليه بعد ما بابا وماما يناموا وبعد شهر تقريبًا دكتورة قريبتنا بعتتلي أشتغل في الصيدلية بتاعتها، قرَّبت مني الفترة دي وبقت صاحبتي، ولما حكيتلها كل اللي جوايا عملتلي جلسة ديرما بن لبشرتي ضيَّعتلي كل التصبغات وآثار الحبوب، وعملتلي برنامج تخسيس أمشي عليه، وخلتني اقرأ كتب علم نفس وكتب تثقيفية، وقفت جنبي بكل ما تحمله الكلمة والحقيقة مستغربتش لإن ربنا دايمًا بيكافيء عباده اللي مش بييأسوا يطلبوا منه.
بس الغريب والمعجزة بالنسبالي إن لما شكلي اتغيَّر أخوها كان دكتور مسافر ولما جه من السفر جالها الصيدلية على طول، اتكسفت جدًا واستأذنت ومشيت عشان ياخدوا راحتهم، وبعد فترة طلب إيدي، كان الموضوع ميتصدقش، اتحولت من حد فاشل، حزين، محل تنمر لحد مرغوب في وجوده، قعدت معاه ولما سألته ليه ميخطبش دكتورة زيه قالي:
« انا عاوز حد ياخد باله مني ويربي ولادي صح، بس لو حابة تنجحي هساعدك في ده، ومعرفش ليه عاوزك انتي، متسألنيش اشمعنا وليه، ربنا هو اللي بيزرع الألفة بين القلوب »
من اليوم ده مبقيتش أسيب صدقة أو فرصة خير إلا وأزرع نفسي فيها، قيام الليل بقى أساسي في حياتي ومهما كان حجم تعبي بصليه، وعمري ما هنسى يوم ما كنت حامل وتخنت جدًا في آخر شهور وكنا في عزومة عائلية وزوجي سمع مرات عمه بتتريق عليا راح شاددني من إيدي ومشينا، كله حاول يصلح ويقوله بتهزر ومتقصدش، قالهم يومها كلمة عمري ما هنساها:
رصيدي لو خلص في قلبها هتكرهني وانا عاوز حياتي تفضل مليانة هدوء وحب، عاملوني في مراتي، أدوها تقدير هديكم إحترام.
ولما رجعنا البيت بقوله تصرفك غلط وإحنا ستات زي بعض رد وقالي:
تكرار خذلان الست في حضور زوجها بيفقدها رغبة العيش معاه، ومبتعرفش تديله الأمان تاني! ♥
#عزة_العمروسي