الألم القاسى
ذراعه خلف كتفها ينهضها عن الفراش برفق يحدثها بحزم
طلما انا موجود يبقى متطلبيش من حد غيرى اى حاجة او اى طلب ليكى اتفقنا
ارتجف قلبها فرحا بحديثه تتراقص ابتسامة سعيدة بلهاء وهى تطاوعه فى حركته ناهضة عن الفراش معه ببطء
يتحرك بها بأتجاه الحمام الخاص بالغرفة لكن تأتى طرقات ناعمة فوق باب لتوقفهم مكانهم بغتة قبل ان يقول جلال بصوت رقيق
هزت راسها له ببطء تطيع كلماته فتدخل الى الحمام مغلقة خلفها الباب يتابعها جلال بعينه بأهتمام للحظة قبل ان يتوجه الى الباب يفتحه ليجد شروق تقف ومعها سعد الذى اسرع فى القاء تحية الصباح عليه دون محاولة الدخول على عكس شروق والتى اسرعت تدلف الى الداخل تجول فى ارجاء الغرفة متسألة بقلق ولهفة
قاطعها سعد بحرج ينظر بأتجاه جلال الواقف مستند فوق اطار الباب عاقدا ذراعيه يتابع تحركاتها داخل الغرفة بعدم اكتراث
اهدى يا شروق مش كده هتكون فين يعنى
توقفت
شروق مكانها بارتباك قائلة بحرج موجهة حديثها الى جلال
اسفة ..انا بس قلقت عليها ...هى فين بقى
فى الحمام تقدرى تدخلى تطمنى عليها لو تحبى
ارتبكت شروق تشتعل وجنتيها حرجا ليسرع سعد قائلا بمرح
طيب ايه رايك نخليهم مع بعض وتعال احنا نقعد بره فى الاستراحة
هز جلال راسه موافقا يتحرك معه مغادرا ولكنه توقف مرة اخرى يلتفت ناحية شروق يناديها بصوت ظهره فيه الرجاء جعلها تنتبه له وعينيها تتسع ذهولا حين رأت التردد والحيرة فوق ملامحه قبل ان يقول برجاء وصوت هامس
وقفت شروق تحدق فيه تراه ينتظر اجابتها بلهفة ورجاء ظهر جليلا بعينيه جعلها ترق له
غريب اووى جلال ده دايما حاله بيتبدل تماما ومابشوفش ادامى وقتها جلال الصاوى اللى الكل بيتكلم عن صرامته وشدته مدام الموضوع بيخص ليله وراحتها
نطق علوان بكلماته تلك لولده راغب الجالس باسترخاء فوق مقعده ينفث دخان سيجارته بهدوء مستفز ليهب علوان صارخا بصوت نزق
ماترد عليا يا بنى عرفنى دماغك دى فيها ايه
الټفت اليه راغب ببطء وهدوء قائلا
الارض يابا ...عاوز الارض كلها لينا وبس
علوان ذهولا للحظة ثم عقد حاجبيه بحيرة يهمس
ودى هتيجى ازاى مانت عارف ان بنات عمك معاناو...
قاطعه راغب يعتدل فوق مقعده قائلا بحزم خبيث
اديك قلت بنات عمى ...احنا بقى من امتى والبنات ليها ورث فى الارض واظن ان حقهم وصل وبزيادة
علوان وقد التمعت عينيه بجشع يسأله بلهفة
طب ازاى فاهمنى
بادله راغب النظرات وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة جذلة فرحا بما رأه من قبول لدى والده
اقولك ازاى. دلوقت ليله واخد ارض تمنها الشيئ الفولانى علشان جوزتها وشروق كفاية عليها جوازها من سعد ويبقى كده وصلهم حقكم تالت ومتلت
علوان وقد ارتسمت ابتسامة جذلة طامعة هو الاخر يتراجع فى مقعده مستندا عليه قائلا
والله كلامك معقول ياواد ياراغب ويوزن الدماغ بس ..
ضاقت عينيه قلقا يكمل قائلا
تفتكر بنات عمك هيسكتوا على الكلام ده ولا هيفضحونا فى البلد ويقولوا كلوا حقنا وسيرتنا تبقى على كل لسان
اسرع راغب يجيبه بتاكيد وحزم
لا متخفش. وحتى لو حصل ساعتها هنسكتهم بقرشين ونخليهم يمضوا انهم استلموا مراثهم بس ارض لا ولا شبر منها هيطلوه مننا وكفاية اووى اللى ضاع
هز علوان راسه بأسف قائلا
عندك حق ياراغب والله كفاية اللى عمله جدك الله يرحمه ضيع من ادينا حتة ارض عمرنا ما هنعوضها علشان خاطر جوازة الست ليله
التمعت عينى راغب پحقد وقسۏة قائلا
صدقينى يابا ارض وصاحبة الارض راجعين راجعين
علوان پخوف وتوجس
ودى ازاى بقى يافالح .لاا بقولك ايه مشاكل مع عيلة الصاوى انا مش عاوز انت متعرفش جلال الصاوى ده نابه ازرق واحنا مش اده
کسى الحقد والغل وجه راغب وهو يستمع الى حديث والده ورعبه الظاهر بوضوح من غريمه قائلا
انت مش قلت ان ليله لسه الارض بأسمها وانها لحد دلوقت ما راحتش لابن الصاوى
هز علوان راسه بتأكيد قائلا
حصل والمحامى مأكدلى الكلام