الزوج الخائڼ
زوجة تستر خېانة زوجها من أجل أبنائها ؟
قالت : كنت جالسة في البيت وأطفالي حولي يلعبون، فأخذ احد أبنائي هاتف زوجي ليلعب فيه فلما فتحه شاهد مجموعة رسائل غرامية بين والده وامرأة غريبة، فتفاجأ من الرسائل لما شاهد محتواها عن الحب والغزل، رأيت وجه ابني يتلون وهو يشاهد الهاتف ثم رفع رأسه وقال لي : ماما إن أبي يخونك بعلاقة مع امرأة بالحرام، فأخذت الهاتف منه وشاهدت رسائل الحب والغزل بين زوجي وامرأة لا أعرفها، فاستجمعت نفسي وفكرت كيف أفسر لابني عن هذه المصېبة التي رأيتها فأحافظ على صورة أبيه وعلاقته الطيبة معه، فهو يحب والده ويعتبره قدوة له ومتأثر به في كل شيء حتى في طريقة ضحكته،
كل هذه الخواطر وردتني وأنا أقرأ الرسائل ثم استجمعت نفسي وقلت له : لا تغضب ولا تحزن ولا تأخذ فكرة سيئة عن أبيك، لأن هذه المرأة هي أنا، وأنا اتفقت مع أبيك أن أسمي نفسي فلانة بشبكة التواصل واتواصل معه بكلمات الحب والغزل، وانتهت القصة
قلت : كيف استطعت أن تضبطي نفسك في هذا الموقف الصعب؟ ولماذا فكرت بهذا الجواب لولدك ؟ وكيف تصرفت مع زوجك بعد هذه الحاډثة ؟ قالت : لا تسألني كيف استطعت أن أضبط نفسي لأني لا أعرف الجواب، ولكن ربما لأن كان كل همي أن أحافظ على صورة أبيه في عقله، فأنا فرقت بين علاقتي الزوجية التي هو أخطأ في حقي بها، وبين العلاقة الوالدية التي لم يخطأ في حق أبنائه، فلماذا يكون خطأه في حقي سببا في دمار علاقته مع ابنه، فالخطأ الذي ارتكبه زوجي أنا أحاسبه عليه وابني لا دخل له به،
ثم إن زوجي هو أب ناجح وجيد مع أبنائه فلماذا أخسر هذه الميزة عنده، فأكثر من مرة اشتكي من تمرد أبنائي وعدم طاعتهم لي فكان هو صمام الأمان لي في ضبطهم وتوجيههم، وهم يحسبون له ألف حساب فلماذا أخسر كل هذه الميزات التربوية من أجل خطأ زوجي، قلت : كلامك جميل ورؤيتك للمشكلة بهذه الطريقة الإيجابية تربويا ممتازة، وقد حافظت على صورة الأب عند ابنك
ولكن كيف تصرفت مع زوجك ؟ قالت : مثل ما تتصرف أي امرأة اكتشفت خېانة زوجها لها بالتواصل الكلامي، ڠضبت عليه وواجهته وكلمته عن الدمار الذي أحدثه بنفسيتي ونفسية ابنه وأنا لم أقصر معه، وقلت له إني فقدت الثقة بك وأنك سقط من عيني بهذا التصرف، قلت : وماذا كانت ردة فعله ؟ قالت : صراحة زوجي طيب ومحترم ولم يقصر في حقنا بشيء فاعتذر مني كثيرا وتأسف على ما حصل وقال بأن العلاقة مع هذه الفتاة قريبة جدا وهي أول مرة يخطأ مثل هذا الخطأ، واتفقنا على شروط للحفاظ على علاقتنا واستمرارها، وقلت له لو تكررت مرة أخرى سيكون لي موقف آخر معك،
قلت : إن ما فعلتيه مع ابنك يسمى الستر، فأنت سترت على زوجك وهذا فعل محمود، واليوم قليل من الناس من يطبق هذه القيمة العظيمة، وثوابك عند الله عظيم فتأملي هذا الحديث النبوي ( ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) ، وعكسه من يحب أن تشيع الفاحشة فعڈابه أليم كما قال تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾، وقصة (لو سترته بردائك) قصة جميلة لو قرأتها، والستر لا يعنى عدم التوجيه والتأديب وإنما مع الستر نمارس التأديب .