قطرات الغيث بقلم فاطمه الالفى
دقائق لتقف امام الباب تدقه برفق
بعد لحظات قليله وجدت الباب ينفتح علي مصراعيه وتطل من خلفه زاهيه رسمت الابتسامه علي محياها ثم هتفت مرحبا بها
يا الف اهلا ومرحب بام العروسه اتفضلي يا غاليه الدار دارك
تهللت اساوير الاخيره ورفعت كفها تضعها علي فمها لتطلق الزغاريد وتصدح بارجاء المنزل
وبعد ان استردت غاليه انفاسها هتفت بتسأل وينهم العرسان لساتهم نايمين اياك
ثم حملت عنها صينيه الطعام ووضعتها اعلي المائده ثم قالت وها ليه تاعبه حالك اكيده خير ربنا كتير والحمد لله
ربنا يزيدكم كمان وكمان بس دي عوايدنا
في ذلك الوقت كان يصف سيارته بداخل حديقه المنزل الواسعه وحمل زوجته كالريشه بين يديه وسار بها بخفه ليصعد الي حيث شقته قبل ان يراهم احد .
ابتلعت ريقها بتوتر ثم همت تجلب لها مشروب الضيافه لازمن اضيفك الاول يا غاليه انتي مش رايده تجعدي امعاي ولا ايه
لاع يا حجه ماتجوليش اكيده دي جعدتك مايتشبعش منيها بس جلب الام عاد بدي اطمن علي بتي
قررت ان تصطحبها لاعلي وتدق الجرس امام والدتها طيب يا غاليه جومي بينا نطلع نشچر عليهم
اما عن الداخل .
فبعد ان دلف بها داخل الشقه اراحها بفراشها ودثرها بالغطاء ثم نهض ليدلف داخل المرحاض يريد ان ينعش جسده تحت المياه البارده ..
واثناء وجوده اسفل المياه استمع لرنين جرس المنزل زفر بضيق ثم جفف جسده علي عجاله وارتدي جلبابه وسار بخطوات واسعه يفتح الباب تفاجئ بوجود والدته ووالدة زوجته عندما راءته زاهيه لاحت ابتسامتها الواسعه ثم اطلقت الزغاريد واقتربت منه تضمه لصدرها تبارك له مبارك يا ولدي
تبادل النظرات بينه وبين والدته لتهتف زاهيه قائله ادخلي شوفي بيتك
دلفت غاليه لداخل ولحقت بها زاهيه بعد ان ربتت علي كتف ابنها
اما غيث فجلس باقرب مقعد يزفر بضيق ويخلل انامله بين خصلاته المبتله شارد الذهن .
وها بتي فيكي ايه يا نضري ايه اللي صابك يا حبيبتي
وقفت زاهيه تربت علي كتف غاليه قائله بتك بخير ما تتخلعيش اكيده
البت وشها اصفر كيف الملونه ومابتنطجش بكلمه يا ام غيث
هتفت زاهيه پحده تلك المره بتك ازغيره وماتحملتش اللي بيوحصل دلوك تبج زينه همليها انتي دلوك ترتاح
سحبتها زاهيه من رسغها لتغادر الغرفه ثم قالت بأمر سيبي بتك تعيش يا غاليه هي اللي ضعيفه وماتحملتش اللي بيحصل في الجواز كان دورك توعي بتك هي دلوك مخضوضه بس هي زينه وغيث ولدي هيراعيها ماتحمليش هم واصل
غادرت منزل ابنتها منكسه الراس تشعر بمراره داخل حلقها لا تلوم الا نفسها التي أصرت علي اتمام تلك الزيجه فوجدت عائله زهار تريد ان تناسب عائلتهم البسيطه لذلك لم تضيع تلك الفرصه الذهبيه الان خيم الحزن صفيحه وجهها تخشي ان يصيب ابنتها مكروه بسبب تلك الزيجه .
بعد ان غادرت غاليه المنزل اقتربت زاهيه من نجلها هاتفه بتسأل مرتك عامله ايه دلوك
تطلع لوالدته بضيق ثم قال الدكتوره عملت ليها عمليه البت لاستها ازغيره ومش حمل جواز ولا نيله ادي البت اللي جولتلي كيف العجينه تشكلها علي هواك البت ضعيفه ومش متحمله وجال ايه الدكتوره جالت مالمسهاش واصل لمده شهرين امال انا اتجوزتها ليه
تنهدت بضيق ثم ربتت علي كتفه واردفت قائله برضك مرتك وتحت طوعك تشكلها كيف ما بدك اسمع كلام امك انا رايدالك الصالح وسيبك من كلام الحكيمه هي يومين تلاته وهتلاجيها جامت من رجدتها كيف الفرسه العفيه البت لاستها عود اخضر وهتتحملك بس انت كون لين معاها اليومين دول
تأفف بضيق ثم نهض عن مقعده متجها نحو الغرفه الاخري انا مانمتش ومحتاج اريح شويا وياريت توكليها عشان تصلب حيلها انا مابحبش العيه
أومت بخفه ليدلف غيث الغرفه المجاوره ويغلق الباب خلفه ثم مدد جسده اعلي الفراش وعيناه تحملق بسقف الغرفه يتذكر ما حدث معه قبل عامين .
فلاش باك ..
كان يمطي جواده ويركض به داخل حدود مزعته يمر علي المحاصيل الزراعيه الخاصه بعائلته واثناء عودته استمع لصهيل جواد قوي ركض بجواده خلف ذلك الصهيل ليجد فرسه بيضاء زمجرت ترفض التحرك وفتاه ملاقاه ارضا ولكن فاقده للوعي ترجل من اعلي جواده يتفقد حالة تلك الفتاه رفع خصلاتها البنيه كسلاسل الذهب التي تداري وجهها ازاح خصلاتها ليجد اسفله وجه مستدير ابيض ناصع وانف مستقيم وشفتيه منتكزه وذقنها الصغير محفور داخله غمزه الحسن ربت علي وجنتيها برفق يريد ان يرا جمال عيناها التي تخفيهم لتبربش عده مرات قال بصوته الاجش يا أنسه فوجي
فتحت عيناها ببطئ ليتطلع هو لكمال حسنها فقد أسرته بجمالها الاخذ للعيون كانه يتطلع داخل بحيره بصفاء عينيها الزرقاء الممزوجه بالاخضر
شعرت بالم يحتاج جسدها همست بصوتها الرقيق متألمه أه انا فين
لاحت شبح ابتسامه جانبيه اعلي ثغره قائلا وهو يمد كفها ليساعدها علي النهوض كيفك دلوك
تاهت هي الاخري بملامحه الرجوليه وصوته الغليظ
وتاملت كفه الممدود لها وضعت كفها برقه بين راحته لينهضها بقوته ويتطلع لقصر قامتها قائلا بلهفه صابك شي
ابتلعت ريقها بتوتر في حصاره وقالت وهي تنفض الغبار العالق ببنطالها الاسود القصير الذي يظهر جمال ساقيها و نضارة بشرتها البيضاء
جف حلقه واشاح بانظاره مبتعده عنها وهو يهتف بجديه واضح ان الفرسه ۏجعتك اهنيه انتي أول مره تركبي خيل .
ضحكت برقه ثم ارفت قائلا فعلا وشكلها هتكون أخر مره
ابتسم لتلك الجنيه الرقيقه ثم قال وليه الاخيره ممكن اعلمك
لمعت عيناها بفرحه ثم هتفت بسعاده بجد
چد الچد كمان
ثم اردف بتسال انتي مش من اهنيه
هزت راسها نافيه لا انا من القاهره بس هنا بنقضي اجازه الصيف مع أهل داد
ضيق حاجبي بتسأل مين داد
ابتسمت برقه ثم قالت بابا
عاد يمطر عليها بعض الاسئله مين والدك انت بت مين
مدت يدها تريد مصافحته وهي تفصح عن هويتها عنود ماهر الشنداوي
فاق من شروده عندما توصل لاول ذكري جمعت بينه وبين زوجته السابقه .
انتفض من فراشه كانه صعق بماس كهربائي غادر منزله بخطوات واسعه متوجها الي أسطبل الخيل سحب جواده الاصيل
اعتلي بجسده اعلي صهوة الجواد وامسك اللجام يضربه برفق ليركض به جواده الي حيث خلوته التي ينعزل بها دائما عن الناس .
_
الفصل الثالث
كان يراقبها عن بعد فمنذ ان وقعت عيناه عليها وهو يلاحقها كالظل وهي لم تشعر به ..
تذكر اول لقاء بينهما منذ عده أشهر عندما اتت الي بلدته وهي لا تعي شيئ فهي طبيبه اتت من أجل استلام عملها بمشفي المدينه تقابلا صدفه علي اول طريق البلده .
كانت تحمل حقيبتها وتسير مشيا علي اقدامها في حراره الجو المرتفعه تكاد تضل طريقها واثناء مروره من جانبها بسيارته وجد فتاه تلوح له بيدها لكي يقف .
صفا سيارته جانبا وترجل منها وسار اتجاه الفتاه بخطوات واسعه
تفحص هيئتها لعده ثواني فقد كانت تضيق عينيها من أجل تسلط اشعه الشمس الحارقه اعلي وجهها تعرق جبينها اثر حراره الجو المرتفعه وضعت كفها تحجب اشعه الشمس قليلا عن وجهها الابيض
ليرا جمال ملامحها الرقيقه عن قرب تمتلك بشره ببضاء وعينان بندقيه وشعر بني تخفيه خلف حجابها ذات قوام متناسق فاق من تطلعه بها علي صوتها الانثوي الرقيق لو سمحت ممكن تساعدني
لاحت ابتسامته وهو يقول تحت امرك
ابتلعت ريقها بصعوبه بسبب عطشها الشديد ثم قالت انا دكتوره وجايه هنا استلم تعيني بمستشفي المدينه الحقيقه انا حاسه ان توهت ومش عارفه اوصل ازاي
حمل عنها الحقيبه ثم قال بجديه انتي فعلا بعدتي عن مكان المستشفي تعالي معايا هوصلك
سارت خلفه تتنهد بارتياح وعندما استقلت جانبه السياره التقط حمزه قاروره المياه التي يضعها بسيارته ثم اعطاها اياها
اتفضلي
التقطها منه بامتنان ثم تجرعت المياه لتروي ظمها
هتف حمزه وهو يتطلع اليها بتسأل ازاي المستشفي مش تبعت عربيه تستقبلك وحضرتك غريبه عن البلد
لوت ثغرها بضجر ثم قالت ماحدش عبرني وانا نزلت من القطر وحسيت ان تايهه ولم حاولت اتصل بمدير المستشفي اعرفه بوصولي فونه مغلق للاسف
شعر بضيقها قال ليهون عليها ولا يهمك انا هوصلك لحد باب المستشفي
نظرت له بامتنان بجد مش عارفه اشكر حضرتك ازاي ربنا بعتلك ليه من السماء
ضحك بصوت خاڤت ثم رمقها نظره اخيره وعاد ينظر للطريق امامه
هتفت بتسال هو حضرتك من المنيا
هز راسه موكدا ايوه
هتفت بدهشه صعيدي يعني
تطلع له والابتسامه مازالت علي محياه صعيدي أبا عن جد
بس شكلك مايقولش انك صعيدي
رفع حاحبيه بدهشه ثم قال وهم الصعايده ليهم شكل غير باقي الناس
هتفت بجديه ايوه مش الصعيدي بتكون ليه لهجه معينه وكمان لبسه بيلبس جلباب وعمامه وبحس ان ملامحهم غليظه
صفا سيارته عندما اقترب علي المشفي ثم تطلع لها بثبات قائلا بصوت دافئ ومقلتيه البنيه لا تفارق بندقيتها
بذمتك أن ملامحي غليظه
تاهت بنظراته الدافئه وملامحه الرجوليه الوسيمه شاب في منتصف العقد الثاني من عمره قمحي البشره بوجه عريض جبينه متسطحه عينان واسعه بنيه كالقهوه أنف مستقيم وشفتيه غليظه بارزه ولحيه ناميه تزيد من وسامته بجسد رياضي عريض
هزت راسها بتوتر ثم توردت وجنتيها عندما طال التطلع بها
ابتلعت ريقها قائلا بتهرب وصلنا المستشفي
أومي بخفه قائلا بتنهيده وصلنا المستشفي يا دكتوره بس ماتعرفناش لسه
همست اسمها بتوتر وجدان
مد كفه ليصافحها قائلا حمزه زهران رائد شرطه
ابتسم حمزه لتلك الذكره وظل يترقب مغادرتها المشفي يريد ان يشبع عيناه من رؤيتها قبل ان يتوجه الي عمله بالقريه المجاوره لبلدته فهو يعمل ضابط شرطه وعليه العوده الان
ترجلا من اعلي الجواد وجلس متكي علي ركبتيه امام جريان المياه داخل بركه المياه القريبه من مزرعته التقط بعض الحصي والقاها داخل المياه واحده تلو الاخري وهو يهمس بصوت خاڤت لا يسمعه الا نفسه
ايه الذنب اللي أني أذنبته چوايا چبل هموم محدش واعي إني الچرح تچيل