كان يا ما كان في قديم الزمان حطاب فقير إسمه عمر له سبعة بنات وكانت زوجته تغزل الصوف وتساعده في إعالة الأطفال أحد الأيام مرضت تلك المرأة وماټت فحزن عليها وبعد تمام العام تزوج امرأة من إحدى أقاربه وهي أرملة لكنها كانت بخيلة لا تحب سوى الأكل والراحة وكان لها ولد تدلله وتعطيه أفضل الطعام واللباس وتحرم البنات ولم يعد يكفيها ذلك ففكرت في حيلة لتبعدهن عن الدار ليبقى كل شيئ لها ولابنها فصارت تطبخ القدروتأكل ما فيه من لحم قليل هي وابنها ولما يرجع زوجها لا يجد لحمة ولا قديدة فلما يسألها تقول له أن بناتك يأكلن كل شيئ فيسكت .
أحد الليالي قالت له إلى متى سنظل على هذه الحالة فبناتك يأكلن ولا يفعلن شيئا وأنا مضطرة لخدمتهن !!! وبالطبع كانت تكذب على أولائك البنات اللواتي يتعبن كامل النهار في النظافة وجلب الماء لكن عمر صدقها وقال لها سترين ما أفعله سأضربهن بشدة أجابته ذلك لا ينفع من الأفضل أن ترميهم في الغابة ليتعلمن الإعتماد على أنفسهن !!! فكر قليلا ثم قال سأفعل ذلك على شرط أن يذهب إبنك معهن وبذلك يبقى الطعام واللحم لنا فقط !!! فأجابته أنا موافقة وهمست لابنها لما تصل إلى الغابة إبتعد عن البنات وسأجيئ لأخذك أما ههن فسنتركهن هناك ولما نعود سأخفيك في سلة ولن يفطن أبوك لشيئ .
أخبر الحطاب بناته أنه سيأخذهم إلى الغابة لمساعدته في جمع بعض العيدان الجافة لتسخين الطابونة ولما خرجوا غطت المرأة رأسها و تسللت ورائهم وهي تحاذر أن يراها أحد .ولما وصلوا الى غابة العصافير وقف أمام شجرة كبيرة وقال لهم سأقوم بقطعها أما أنتهم فستجمعون كل ما تجدونه على الأرض من عيدان ولما تنتهون عودوا إلى هنا ولا تتأخروا !!! ثم ربط عصا كبيرة بحبل على أحد الأغصان وكلما هبت الريح ضړبت جذع الشجرة بقوة وأصدرت صوتا يشبه ضړبة الفأس ثم رمى على الأرض علبة كبريت وسکينا وقلة ماء وقال ستحتاجون إلى هذه الأشياء لكي تصطادون الفرائس الصغيرة وتطبخون والآن سأذهب فالرزق شحيح لا يكفينا كلنا ولتسامحني زوجتي التي ماټت وهي توصيني عليهن .
كانت البنات كلما سمعن الضړبة على جذع الشجرة إعتقدن أن أباهن قريب منهن أما الولد فكان يعلم الحقيقة ولكنه لم يخبرهن شيئا ثم إبتعد عنهن كما أوصته أمه لكنه كل مرة يقول ربما هااذا ليس كافيا سأزيد قليلا لكي لا يرونني لما وصلت المرأة رأت البنات وعن يجمعن الأغصان الصغيرة وتبدو عليهن الفرحة أما إبنها فلم يكن موجودا فلعنت نفسها على هذه الفكرة وبدأت تبحث عنه دون جدوىوقالت سأعود الآن قبل أن يشك زوجي بشيئ وآتي غدا للبحث عنه مع بعض الأهل .
وهكذا بقيت الأخوات السبعة ينتظرن ويلعبن في الغابة حتى بدأ الليل في النزول و لما ذهبوا إلى الشجرة التي كان يقطعها أبوهم لم يجدوا سوى عصا ټضرب في الجذع مع كل هبة هواء ورأوا الصرة فقالت الكبرى لقد تآمر أبونا علينا مع تلك المرأة اللئيمة لإبعادنا عن الدار فالغابة كبيرة ومن يدخلها يضيع إسمعوا سنتدبر حالنا لعلنا نعثر على شخص صياد أو حطاب يقودنا إلى بيتنا .بدأت البنات يبحثن عن مكان يبتن فيه وقد إشتد بهن الجوع وفجأة لاح من بعيد ضوء ولما اقتربن رأين كوخا من الخشب وقربه إسطبل فدخلن إليه ووجدن بقرة سمينة فحلبنها وشربن لبنها ثم إستلقين على القش في ركن ونمن ...
...
يتبع الحلقة 2
بنات_الحطاب_والغزاله_الجريحه
الجزء الثاني
كانت تسكن في ذلك الكوخ غولة إسمها دوجة مع إبنها فقالت له إذهب واملأ هذا الوعاء بالحليب وسأطبخ لك عصيدة .فرجع لها وقال يا أمي ليس في ضرع البقرة نقطة حليب واحدة فڠضبت منه وردت يا لك من أحمق سأذهب بنفسي والويل لك إن كنت تكذب !!! وما كادت تدخل الإسطبل حتى شمت رائحة غريبة فنظرت حولها ثم إقتربت من القش وهناك وجدت سبعة بنات جميلات مثل القمر فقالت في نفسها سأحبسكن وآكل كل يوم واحدة منكن ثم أنهضتهن وقالت لهن تعالوا عندي فلي فراش وثير وبإمكانكن أن تتعشينعلى مائدتي .دخلت البنات ووجدن