رواية حارة تايسون للكاتبه زينب سمير
وضع قدما علي الاخري بعنجهية واضحة تنهدت بضيق من الحال برمته لكنها تماسكت وهي تنطق بصوت جامد
_انا موافقة
نطق بعدم فهم مصطنع
_علي اية
رمقته برفعة حاجب ساخر لكنه لم يهتم بل قال بتذكر مصطنع
_اها قصدك علي جوازنا ياوعدي .. صح
سيطر الجمود عليها وهي تؤمي بنعم فتغيرت ملامحه هو ايضا ل الجدية و
_كلمة موافقة بعديها مفيش رجوع لو رجعتي لبطن امك هجيبك .. بعد الموافقة مفيش هرب مني
_وانا مش هرجع في قراري
نهض عن مجلسه وارتسمت علي وجهه بسمة منتصرة
_يبقي نجهز بقي لفرحنا ياوعدي
_هو انهاردة
علق بجدية
_لا .. انهاردة مش فاضي بكرة كتب الكتاب والډخلة ياعروسة
وبكل فظاظة ارسل لها قبلة في الهواء !
. . .
وجدت الباب يطرق وتدخل منه ام السعد معها حامل به طعام تذكرت الان انها لم تأكل منذ زمن وشعرت بجوع قوي يغمرها معدتها ايضا اصدرت اصوات سائمة من كل هذا التأخير لذا لم تعترض بل ما ان وضعت الطعام امامها حتي بدأت بألتهامه بشهية كبري !
_بتبتسمي لية
ام السعد بصدق
_فرحانة ان تايسون بية هيتجوز
وعد بضحك
_ما صدقتي هتخلصي منه وتلاقي غيرك تستحمل غضبه
ضحكت ام السعد بقوة واؤمات بالنفي عدة مرات
_لا متخفيش لو جت الف واحدة هيدي كل واحدة حقها من عصبيته وغضبه
_لا وهو الحقيقة حكيم اوي
ام السعد بعيون صادقة محبة
_لما تعرفي تايسون بية هتعرفي انه مفيش في طيبته وكرمه وحكمته
علقت بدهشة مذكرة اياها بإحدي المواقف التي تعاياشتها بحارته
_دا بأمارة الالف اللي كان عايز ياخده من الراجل خمسة !
تنهدت ام السعد وهي تفهمها ما حدث
_ابو محمد اب لاربع عيال غير الخامس اللي مراته حامل فيه عايشين كلهم في اوضة وصالة .. مفروض يعمل اية
_يحاول يوسع علي نفسه وعلي عياله
اكملت ام السعد
_هو بيتداين بقي ويضيعه علي القمار اتسلف من رجالة الحارة كلها ومكنش بيرجع غير بطلوع الروح لحد ما لجأ ل تايسون ف حب يعلم عليه يمكن يفوق ويتكسف علي دمه
_و فاق
قالت ام السعد مبتسمة
_تايسون بية مبقاش فاضي يشوفه ويشوف غيره جيتي انتي شغلتيه عن كل حاجة
. . .
بوقت العصرية تقريبا علي رنين الجرس بمنزل تايسون اسرعت ام السعد بأتجاه الباب لتفتحه بوقت نزول وعد من الاسفل فتحته فوجدت ان الطارقة هي علا تغيرت ملامحها ل الضيق وهي تسمح لها بالدخول
وصلت اخيرا وعد لهم فنظرت ل علا بتعجب ثم ل ام السعد بأستفهام فقالت ام السعد معرفة اياها ب علا
_دي علا اخت جعفر دراع تايسون بية اليمين ..
صمتت ونطقت مرة اخري كلماتها بتعمد
_وهي خدامة هنا بس مبتجيش كتير بتيجي يومين بس في الاسبوع علشان تساعدني في التنضيف
قالت علا بغرور
_برغبة تيسون بية
صححت ام السعد عبارتها بأستفزاز
_بعد ما انا قولتله يجيبك علشان تساعدي اخوكي في المصاريف .. يعني علشان هو طيب .. عطف عليكم ياحبيبتي
رمقتها بضيق فبادلتها ام السعد نظارتها ببسمة استفزاز وكانت وعد تحرك عيونها بينهم بعد فهم بالحړب التكلمية التي تجمعهم
كانت ام السعد اكثر واحدة تعلم بدواخل علا ونواياها لذلك هي اكثر واحدة تبغضها في الحارة اكملت ام السعد معرفة علا ب وعد
_ودي وعد هانم بكرة هتبقي مرات البية وسيدة الحارة
قالت اخر كلماتها بفخر كبير فأستشاطت نظرات علا المتضايقة واقتربت منها .. مدت يدها لها و
_اهلا ياهانم
كادت وعد تسلم لكن ام السعد سحبت علا بعيدا وهي تردف
_تعالي ياعلا ومتكسفيش وعد هانم يمكن مش عايزة تسلم علشان ايدك مش نضيفة بس مكسوفة تحرجك اصل الست وعد زي ما انتي شايفة شكلها بنت اكابر وانتي فاهمة بقي
ازداد الغيظ بقلب علا اما وعد فرمقت ام السعد بدهشة وكادت تتحدث لكن نظرات ام السعد المحذرة اصمتتها
ام السعد
_كنتي عايزة تايسون بية صح
_ا .. ا
لم تكاد ترد حتي اكملت ام السعد
_البية شوية وجاي استنيه في المكتب عقبال ما يجي
بعدما كادت ترفض .. وافقت !
لمحت الغيظ والضيق بعيون علا ف ب مكر انثي احبت ان تزيد غيظها فتحركت بخطوات متدلعة نحو غرفة المكتب وهي تلعب بخصلات شعرها القصير بيدها بحركات بطيئة مستفزة وقد اعجبتها تلك الحړب الخفية التي تمارسها وان لم تفهم سببها من الاساس ..
فتحت الباب ودخلته تاركه خلفها علا تتميز من الغيظ والكيد ..
. . .
جلست لمياء بجوارها وبيدها كوبا من الحليب الساخن مدت لها الكوب وهي تردف بحزن عليها
_نشوي اشربي اللبن دا علشان خاطري
لم ترد ولم تلتف لها حتي .. فتابعت لمياء
_طيب لو مش علشان خاطري يبقي علشان خاطر وعد بنتك يانشوي
وهنا فقط .. عند تلك السيرة
نظرت لها نشوي بعيون محمرة متجمعة فيها دموع غزيرة قالت بقلب متقطع من الحزن علي ابنتها المختفية
_وهي فين بس وعد يالمياء فينها بس
اخذت تكرر العبارة بصوت يتعالي تدريجيا بأنهيار اعصابها المتماسكة بدأت تنفلت بآلم تفكيرها يكاد يفقدها باقي فصوص تعقلها الافكار تكاد تعصف بها .. كلها اسوء من بعضها البعض
هل اختطفت وان اختطفت ماذا يا تري فعلوا بها
بأي حالا هي !
اما زالت تتنفس
اما زالت حية ترزق
ام انها قد فقدت حياتها .. !!
فلطمئنك واخيفك بذات الوقت ياسيدة نشوي واقول لك انها مازالت حية لكنها تعيش ك المېتة .. !!
. . .
دخلت الغرفة والبسمة علي وجهها تشعر وكأن القدر فتح لها طاقة من الامل الجديد توجهت سريعا ل مكتب تايسون فتحت اول ادراجه فوجدت به اوراقا فارغة واقلام كثيرة لن تفيدها بشئ تركت الاول وفتحت الاخر وجدت فيه اوراقا خاصة بعمله هو ظلت تعبث بها قليلا لم تجدها مهمة بالدرجة التي قد تفيدها فتحت اخر درج وقد وضعت فيه جميع آملاها
ولم يخيب الله آملاها حيث وجدت فيه محتويات حقيبتها جميعها واول تلك الاشياء كان هاتفها العزيز.....
. . .
يتبع ..
حارة تايسون
الفصل السابع ..
مدت يدها سريعا لتلتقط الهاتف امسكته وهي لا تصدق نفسها انها وجدته اخيرا كان مغلقا عبثت به قليلا وقبل ان تضغط علي زر الفتح وجدت من يمسك يدها بتحكم نظرت لصاحب اليد التي كبلتها وجدت انه تايسون
زاغت نظراتها بتوتر وهي تردف
_كنت .. كنت
اخذ الهاتف من بين يديها ببرود ثليجي ونطق بنفس البرود
_كنتي عايزة اية
وعد بقوة زائفة حاولت ان تتحلي بها
_كنت عايزه اكلم اهلي واطمنهم عليا
رفع احدس حاجبيه بسخرية وهو ينظر لها كأنه يخبرها
أتتلاعبين بي من الطبيعي ان تحاول الهرب مرة وراء الاخري ان تبحث عن نقرة لتخرج منها وبالطبع لم يفلح الخروج من المنزل ف فكرت ان تأتي باهلها الي هنا
تايسون بجدية
_انا مبحبش لعب العيال انتي قايلة الصبح بلسانك انك موافقة تتجوزيني يبقي لية دلوقتي عايزه تهربي
نطقت بأندفاع
_انا مكنتش عايزه اهرب الصبح نسيت اقولك ان عندي شرط علشان اوافق