الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية حارة تايسون للكاتبه زينب سمير

انت في الصفحة 9 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

..
كالعادة رفع حاجبه عندما استمع لكلمة شرط تنحنحت مصححة عبارتها
_قصدي طلب وهو اني اكلم اهلي واطمنهم عليا وجيت دلوقتي اقولك بس لما ملقيتكش قولت ادور علي التليفون عقبال ما تيجي ومتوقعتش اني هلاقيه بالسهولة دي
تايسون بجمود
_لاني مفكرتش اخبيه لاني وثقت فيكي
تجمعت الدموع بعيونها و
_انا عايزه اكلم ماما واطمنها عليا بس
رده كان سريعا
_لاا
لا في قاموس تايسون يعني لا قرار لن يتغير مهما حدث وان فعل من امامه المستحيل نبرته الصارمة التي نطق بها حروف الكلمة اصابتها بالقلق منه ومن كل قادم ستراه معه يبدو انها سقطت في بئر عميق بات الخروج منه مستحيلا ..
تابه حديثه بسخرية
_مفكراني مش عارف ان ابوكي وخطيبك المبجل ظباط يعني ابسط حاجة انهم هيراقبوا موبيلك اول ما تكلميهم وهيعرفوا طريقك ويوصلولك وكدا انتي انقذتي نفسك بس ياحرام من طيبتك مخلفتيش وعدك معايا
وعد بدموع
_انا مجاش في بالي....
قاطعها
_اومال الافكار دي هتيجي في بال مين لو مجتش في بال المحامية وعد نصري 
رددت بذهول وقد استعجبت معرفته بوظيفتها
_انت عرفت ازاي اني محامية 
تايسون ببسمة استفزاز ونبرة تملك
_معقول هتجوز واحدة معرفش عنها اي حاجة
وعد بأشمئزاز ونفور
_ما انت كنت عايز تخلف من اي واحدة والسلام دلوقتي بتدور علي الاصل والفصل 
اقترب منها قاطعا بعض الخطوات التي تفصل بينهم وهو يقول بصوت بطئ مثير للأعصاب
_لاني كنت عايز عيل وبس مش مهم من مين المهم يجيي لكن زي ما قولتلك انتي عجبتيني ف يهمني اعرف عنك كل حاجة ثم اني هتجوزك يعني هتشيلي اسمي فلازم اشوفك تستحقي دا ولا لا
وعد بأستفزاز محاولة ان تثير اعصابه
_وانت شايف اني استحق اشيل اسمك وفي قلبي غيرك !
ابتسم وقد كان وصل لها مسك خصلة من خصلات شعرها القصير وقام بلفها حول اصبعه عدة لفات دائرية كما انه راح يتنفس انفاسه الساخنة علي طول وجهها بأثارة و
_لا حكاية الحب دي سيبيها عليا انا هخليكي تنسي رامز بتاعك دا خالص ومتفتكريش حتي اسمه 
اقترب بوجهه منها اكثر وتابع بعبث
_مش هخليكي فاكرة غير تايسون وبس
وكما اقترب فجأة .. ابتعد !
هكذا هو كالبرق سريع المجئ وسريع الذهاب !
ابتعد فترك لها مساحة لتتنفس اخيرا براحة بعدما كان يكبت علي انفاسها كانت تتنفس بقوة وهي تشعر باعصابها تكاد ټنهار احاديثه وقربه بتلك الطريقة تترك بقلبها عواصف لاول مرة تختبرها وبالحقيقة تلك العواصف تقلب كيانها رأسا علي عقب !
_يعني مش هينفع اكلمهم 
قالتها بدموع بعد صمت طويل حاولت فيه ان تجمع اشتاتها ف رد
_لو محاولتيش تعملي شغب من هنا لكتب الكتاب ياوعدي هخليكي تكلميهم علطول بعد ما نكتب 
قالت بنظرات قطة متأملة
_وعد 
رد باسما بصدق
_وعد ياوعدي
وها هي تغير قانون من قوانينه كان يرفض الامر فيستحيل ان يوافق عليه لكن معها وامامها وافق خلال بضع دقائق لا تعد !
يبدو .. انها ستتمكن منه وستتمكن من امتلاك قلبه !
يبدو !!!
. . .
صعدت لغرفتها بعدما انتهت من حديثها معه جلست علي فراشها مستربعة بيدها صحنا كبيرا ملئ بالفاكهة التي احضرتها لها ام السعد بناءا علي اوامر تايسون وحولها اطباق من المكسرات والتسليات اشياء واكلات غالية جدا متعجبة هي لوجودها في حارة !
لكن كل عجب وغريب عليها وجدته في حارة تايسون لذا هذا الغني ايضا الذي تعيش فيه هنا لم يكن لتتعجبه خاصة وهي بمنزل كبير الحارة .. تايسون
طرقات علي الباب افاقتها من حبل افكارها فسمحت ل الطارق بالدخول دخلت علا وبيدها ادوات التنظيف نطقت وهي تضعهم بجوار الباب
_هنضف الاوضة ياهانم
سمحت لها بالدخول وهي تؤمي بنعم بدأت بتنظيف الغرفة وعيونها كل لحظة والاخري تنظر ل وعد بنظرات غير مفهومة لها عندما طال تبحلقها ب وعد نطقت وعد متسائلة بفضول
_في حاجة بتبصيلي لية كدا 
علا
_مستغربة ازاي واحدة زيك كبيرة وعاقلة وباين انها بنت ناس توافق تتجوز تايسون بية
وعد بتعجب
_ومالك مستغربة لية كدا قصدك علشان هو في حارة وكدا
اردفت بتسرع وقد وجدت انها الفرصة التي ستجعل تلك الوعد تنفر وتفز من المكان
_لا مش دا السبب انتي شكلك راقية وبنت ناس محترمين ازاي رضيتي تتجوزي واحد زي دا
وعد بنفاذ صبر
_ايوة يعني ماله 
علا بملامح جامدة
_قتال قتلة 
صړخت وعد بزعر
_اية 
علا بشفقة مصطنعة
_انتي مكنتش تعرفي ولا اية كل الهيلمان اللي عايش فيه البية .. من شغلانته دي البية احسن واحد يجيب الحريم لحد بيته عيل ومعيلش وخلف وبعدين البت تختفي بس حوارك انتي غير انتي يافعلا احلويتي في عينه يااما ناويلك علي نية تانية .. 
وجدتها تطالعها بعيون متسعة ذاهلة .. فتابعت
_هفهمك بيحصل اية .. اخويا يجيبها وهي ترفض زيك كتير بعدين بسحره ووعوده ليها توافق علي طلباته ومعرفش ليله التنفيذ بقي بيروحوا ويختفوا فين !!
وعد بړعب وهي تنظر لها بعدم تصديق
_انتي مستوعبة انتي بتقولي اية 
اؤمات بنعم وهي تؤكد حديثها
_الحارة كلها عارفة بالحكاية دي وانه سفاح
ابتلعت ريقها بقوة ولم تعرف ماذا تفعل بأي چحيم بالله اوقعت نفسها هي هل فعلا ما تقوله تلك الفتاة صحيحا .. 
علا
_وعلشان كدا بنات الحارة كلهم مبيقربوش لبيته مبتشتغلش عنده غير ام السعد عضمها طري وملهاش فايدة في سوقه
وعد بنظرات متشككة
_وانتي مبتخفيش منه لية  
ارتبكت علا لكنها حاولت ان تخفي ارتباكها هذا وهي تقول بثقة واهية
_انا اخت دراعه اليمين والبية طالاما حد في امانه يبقي يفاديه بعينيه
اطمئنت علا انها قالت كل ما تريد لذا لملمت كل ادوات التنظيف بعدما انتهت من تنظيف الغرفة و
_هسيبك دلوقتي وهروح انضف باقي البيت ياوعد .. هانم
لم ترد عليها فهي لم تسمعها من الاساس
كل ما كان يجول بخطارها هو .. كيف تهرب من هنا 
كيف تفر من بين براثن ذلك التايسون 
كلما تقرر ان تخضع له تسمع ما يجعلها تخشاه اكثر .. 
لن تستطيع ان تحيا معه لن تتحمل ان تحيا مع قاټل 
او كما قالت علا ... سفاح 
. . .
ثلاثة ايام مروا علي اختفائها كانوا ك الکابوس علي كل احبابها لا يعلم نصري كيف هو متماسك لتلك الدرجة لحتي ذلك الوقت ربما لانه غير مستوعب الامر لحتي الان او ربنا يمنحه الله القوة لحتي يجدها ثم يسقط صريع الخۏف عليها لا يعلم السبب بالفعل 
ما يعلمه انه يفعل وسيفعل المستحيل ليجد ابنته 
قطعة من قلبه .. روحه وكل ما له ...
من كانت مڼهارة هي نشوي التي من كثرة الخۏف بدأت تهذي بكلمات غير مفهومة وكأنها قاربت علي الجنون
ابنتها الوحيدة التي لا تملك غيرها بالحياة علي وشك الضياع او ربما تكون بالفعل ضاعت ..
نطق نصري پجنون
_طيب اللي عايزها عايزها لية لو عايز فلوس كان اتصل لكن محدش عبرنا ياتري فينها دلوقتي ومع مين وهيعمل فيها اية !!
. . .
القوة التي بعثها رامز ل البحث بكل الحارات الملتفة حول الشارع التي قد تكون وعد اختفت منه كان رئيسها يقف امام رامز هاتفا بكل المعلومات التي حصل عليها اخيرا بعد بحث طويل
_لفينا كل الحارات وكل بيوتها بيت بيت يابية وكل نقرة فيه وزنقور بس مفيش حاجة غريبة ولا حاجة بس....
رامز بنفاذ صبر وتساءل
_بس
10 

انت في الصفحة 9 من 30 صفحات