الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية وعد نزار للكاتبه زينب سمير

انت في الصفحة 1 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

كم يهوي الرجل عنفوان الأنثي.. عندما يهزمه! 
وضعت قدما علي الاخري وهي تتطلع له بأباء وكبرياء يليق بها تبتسم بسمة جانبية ساخرة كادت ان تحيط بثباته الي الچحيم لكنه فعل المستحيل ليتماسك زفر نفسا طويلا قبل ان يقرب كرسيه من مكتبه ويضع يداه عليه مقتربا بوجهه منها يهتف بينما عيناه تتفحصها بأفتراس
_ممكن نازلي هانم تتكرم وتقولي اية سر زيارتها الكريمة!

فتحت حقيبتها الموضوعة علي طاولة صغيرة امامها واخرجت منها سېجار بني اللون ومعه قداحة فضية اللون انيقة الشكل كادت تشعل الغيلولة قبل أن يأتيها صوته الصارم
_اياك..
نظرت له بتسأل.. فتابع ببسمة بالكاد ترسم علي شفتيه
_لو عايزة نكمل الحديث الخفيف دا مع بعض يبقي تشيلي القرف دا من وشي
قرب وجهه منها اكثر حتي ان المسافة تقلصت بينهم وقال بنبرة مستفزة
_اصل بتنزل اوي من نظري الست اللي پتدخن يانازلي هانم
رمقته ل لحظة بجمود ونظرة ثابتة لا روح فيها خفت خلفها نيران محترقة لأجل وقاحته تلك.. 
ولكنها عملت علي انتظام تنفسها حتي لا يظهر انفعالها وهي ترجع القداحة بالسېجار ل الحقيبة وهي تؤمي ايماءة في غاية الصغر.. بالكاد تظهر فهي لا ترغب ان تظهر له انصياعها له!
اعتدل في جلسته فجأة هاتفا بحماس
_طالاما متفقين يبقي ندخل في الجد فورا وقوليلي اية سر زيارة نازلي هانم رشوان ليا انهاردة!
تنهدت مطولا.. اخذت نفسا عميقا قبل ان تنظر لعيناه رادفة بكل جمود وبرود
_عايزاك تقتل رشوان الباذ
وكأن عقله توقف عن الاستيعاب فجأة! هذا ببساطة ما يحدث له وهو ينظر لها بعدم تصديق وزهول اختفي سريعا وهو يري الاصرار يرتسم في عيناها بقوة همس وهو مازال تحت تأثير الصدمة
_مين
نازلي
_رشوان الباذ
تابعت ساخرة بمرارة
_والدي
لملم شتات نفسه وتظاهر بالنظر ل الأوراق امامه وهو يشير لها بالمغادرة و
_انا اسف.. حقيقي اسف بس طلبك مش عندي النمرة غلط يانازلي هانم نزار الرشيد ايده مبتتلوثش پالدم
لن تسمح.. هذا ما فكرت به لن تسمح ان تضيع فرصتها الوحيدة ل النجاة بعد ان فعلت المستحيل لتحصل عليها وعلي الشجاعة لمواجهتها لذا قالت بأندفاع جام
_عندي استعداد اقدملك اي حاجة انت عايزها كل ثروتي وثروة رشوان بعد مۏته هتكون بأسمك تخيل هتوصل لفين بعمله زي دي تخيل انتي حاليا في السما بعد ما تاخد فلوسي هتبعد قد اية عن السما! مش هيبقي ليك منافس و...
قاطعها ببرود وهو يشير الي الباب
_عرض مرفوض
اؤمات بالنفي عدة مرات وهي تري عالمها ينهار كيف هل املها بالخلاص سيضيع!
كلا.. لن تقبل!!!
توجهت له جلست علي ركبتيها امامه حتي انه تفاجئ بفعلتها
نازلي
_أرجوك ارجوك انا بترجاك تخلصني منه انتي أملي الوحيد.. مفيش اقوي من رشوان غيرك اعرفه مفيش حد بيرعبه غيرك انت ارجوك
قال بأصرار
_موت لا
ثم انحني لها وساعدها لتنهض و
_والانحناء لا.. متخليش اي حاجة في الدنيا تذلك.. حتي نزار الرشيد بنفسه مش رشوان
التمعت الدموع بعيناها وهي تري القادم بعيناها قادم يشبه الماضي.. 
حياة سوداء داخل ذلك المنزل لا تستطيع هي ان تصفها تحيا بداخله پخوف وانهزام وارتعاش وخارجه.. تظهر قوة واهية كالتي كانت تتحلي بها منذ دقائق قوة ظنت انها ستملكها حقا ان ساعدها نزار ل التخلص من أبيها لكنه رفض!
محت الدمعة التي هبطت منها دون شعور وهي تقول بشراسة
_معاك حق مش نازلي اللي تنحني لحد وان مساعدتنيش انت انا هعرف بنفسي كيف اتخلص منه
وامسكت حقيبتها وغادرت المكتب ك عاصفة قاربت علي الانفجار!
جلس علي مكتبه وهو يزفر مطولا و
_طول عمري بقول البنت دي مش سهلة ابدا ونظراتها غريبة بس توصل ل القتل!

سحب نفسا طويلا من سېجاره الفخم وهو يقول بعيون ضيقة بأهتمام ل الطرف الاخر الذي يحادثه عن طريق الهاتف
_وهي كانت بتعمل أية عند نزار الرشيد!
_مش عارف ياباشا بس هي خرجت من عنده مش طايقة نفسها وركبت عربيتها وجريت بيها علي شقتها الخاصة
اؤما بنعم عدة مرات كأن الاخر يراه و
_قولتيلي نص ساعة بالكتير وتخبط عليها تقولها رشوان باشا بيقولك الوقت اتأخر وترجع في ايدك سامع
هتف دياب إحدي رجاله والمسئول عن مراقبة نازلي دوما
_تحت امرك ياباشا
اغلق معه والقي الهاتف علي الطاولة باهمال نظر امامه بضيق حيث صورة لها تتوسط جزء لا بأس به من جدار مكتبه وقال زافرا
_وبعدين معاك يانازلي!
لحظات وسمع طرق علي الباب ثم دخول زياد ابنه الوحيد وشقيق نازلي.. 
اقترب زياد من والده وهو يقول
_انا مسافر الغردقة اسبوعين.. واتصلت بنازلي وهي هتخلص شغلي طول الفترة دي
رمقه بسخرية
_روح.. انت اخرك السفر وقلة القيمة دي من زمان وانا فقدت الامل فيك من زمان وانا عرفت انك عمرك ما هتكون نسخة من رشوان الباذ ابدا
ترك زياد الغرفة بدون حديث ودون اهتمام بما يقوله والمحاضرة التي يعلمها جيدا ويحفظها علي ظهر قلب وهو يهمس بداخله
_دي احسن حاجة اني مش طالعلك والله يارشوان باشا

نتألم كثير ويزيد ۏجع التألم في كوننا نكبته ولا نجد من نتشاطر معه الألم يزيد من ۏجع الألم كوننا وحيدون.. 
كانت تفتح قداحتها المفضلة وتغلقها تباعا وعيناها متعلقة باللهب الذي يخرج منها بثوران مع كل فتحة له ك بركان يستغل كل فرصة لينفجر.. 
ولياسعدته لديه بدل الفرصة.. ألف عكسها.. لا تجد فرصة ل اخذ حقها لسلب حريتها من مقيدينها.. ونيل حقوقها فكل فرصة تجدها وتجري خلفها تبوء بالفشل اخرها محاولتها في جعل نزار الرشيد حليفا لها ومساعدا يعينها في النيل من رشوان لكل كل الأمال كالعادة تبخرت!
والي متي نازلي ستصمتين الي متي سترين ذوبان حياتك امامك وتشاهدينها بصمت! ترين قوتك تنكسر وشموخك يتحطم.. وكبريائك ينهزم الي متي الصمت!
ألقت القداحة علي الحائط الذي يقابلها پعنف وهي تصيح
_مش هسكت تاني لازم اخلص منه ولو هعيش باقي حياتي في السجن المرة دي مش هستني الفرصة تجيلي ولا هحط أملي علي حد.. المرة دي انا اللي هنفذ بنفسي
قالت اخر كلمة باصرار وهي تنهض عن جلستها وتوافق مع ذلك صوت جرس الباب الذي علي رنينه فتحته فطل امامها دياب وهو يقول بنبرته الغليظة
_رشوان باشا بيقولك انك اتأخرتي يانازلي هانم
قالت بجمود وهي تسحب حقيبتها من طاولة تجاور الباب
_فعلا.. اتأخرت اوي بس ميقلقش.. انهاردة انتهي زمن التأخير
كانت كلماته تحمل معاني كثيرة لم يفهم منها دياب معني واحدا حتي ولكنه لم يهتم لكن هي.. شعرت ان استدعائه لها بذلك الوقت وكأنه اشارة خضراء بأقتراب اجله.. وكأنه يستحضر ملك مۏته بنفسه!

_كنتي فين!
توقفت عن سيرها باتجاه غرفتها عندما لمحته يجلس في قلب المنزل.. باستراحة وكأنه جالس منذ وقت طويل ينتظرها قالت بلامبالاة وهي تكمل سيرها
_ميخصكش
رفع احدي حاجبيه وصمت ل لحظة قبل ان ينهض عن جلسته ويناديها
_نازلي..
توقفت ونظرت له بتأفف فقال بصراحة مطلقة
_كنتي عند نزار الرشيد بتعملي اية
هزت كتفيها ببسمة غريبة وقفت في اخر درجة من السلم وهي تقول
_لو عايز تعرف روح واسأله وانا متأكدة انه هيقولك.. 
غمزت له متابعة
_بس للاسف انت معندكش الجراءة اللي تخليك تروح لقلب ممتلكاته بنفسك
ضحكت عاليا و
_بتخاف منه ياوحش
صاح فيها وهو يصعد درجات السلم قاصدا الوصول لها
_انا مبخفش سامعة رشوان الباذ مبيخفش متولدش لسة اللي يخوف رشوان الباذ
توجهت

انت في الصفحة 1 من 37 صفحات