رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي
و بعض من رجال الحارة و قد أتى الآن يعقوب فنهض عرفة ليرحب به و يعد إليه مقعد خاص
اتفضل يا معلم
رفع الأخر يده ليوقفه قائلا
ما تتعبش نفسك يا عرفة أنا جاى عشان أعزى الآنسة رقية هى فين
أجاب و هم بالعودة إلى داخل البناء
ثوانى هقول لأم محمود هخليها تنده لها من جوة أصل الشقة عندها مليانة لا مؤاخذة ستات كتير
دنت منها هويدا و أخبرتها بهمس أن يعقوب ينتظرها فى الفناء لتعزيتها
نهضت على الفور و خرجت إليه بينما هو كان يخفض بصره قال لها عندما وقفت أمامه
سرعان أن أخترق سمعه صوت أنثوى ناعم قد أرهقه الحزن
فى حياتك الباقية يا معلم يعقوب
و بدون أن يشعر نظر إليها و ظلت عينيه تتجول على ملامحها التى تتميز بالهدوء و السکينة ربما لم تكن أكثر جمالا من زوجته لكن لديها شىء ينقص الأخرى بل أشياء كثيرة كان يتمني أن يجدها فى شريكة حياته كالقبول و الراحة و كأن روحه وجدت ما تسكن إليهتلك العيون التى ذبلت من فرط الدموع اهتزت إليها جدران فؤاده ما هذا الشعور الغريب الذى داهمه من مجرد نظرة!
كان صوت عرفة و عندما أدركه الأخر تحمحم و قال
لو محتاجة أى حاجة أنا تحت أمرك إحنا جيران و كلنا واحد
أومأت إليه و أجابت
تسلم يا معلم
قاطع تلك اللحظة دخول مجموعة من السيدات قد جاءوا من أجل تأدية واجب العزاء فشعر بالحرج قائلا
بالإذن
هو أنت فاكرة بقى العمل بتاع حسنات ده هيخليه ما يتجوزش عليك
قصدك إيه يا سعاد
جلست بجوارها و ابتسمت كالحية حينما تزحف حول فريستها قائلة
جوزك الله أكبر عليه حلو و صاحب أكبر محل مفروشات و الفلوس فى إيديه زى الرز يعنى فيه الطمع
لاء يا سعاد استحالة يعقوب يعمل كدة جوزي و أنا عارفاه أهم حاجة فى حياته الشغل
رفعت الأخرى جانب ثغرها بتهكم
هاتفضلي هبلة طول عمرك إذا كان شغله ده بالذات هو اللى تخافي منه طول النهار ستات داخلة خارجة تشتري و جوزك لسانه حلو معاهم
طب و العمل شوري عليا
هقولك ب...
قاطعها طرق شديد على الباب عقدت ما بين حاجبيها و هى تنظر نحو الباب
ده مين اللى بيرزع الباب كدة! لما أقوم أشوف مين
فتحت الباب فظهر لها فتى يخبرها
ألحقي يا خالتو أم حمزة جاسر فتح دماغ الواد على ابن المعلم جابر و هرب
عندما سمعت راوية ذلك شھقت و ټضرب بكفها على صدرها
ابني
فتح باب منزله و ولج إلى الداخل على وجهه إمارات الغضپ يتجول ببصره باحثا عن ولده فصاح مناديا
جاسر جاسر
خرجت راوية إليه من الغرفة تحدق إليه بخۏف
أيوه يا سي يعقوب فيه حاجة
نظر إليها بضيق و غضپ يسألها
ابنك فين
ابتلعت لعابها ثم أجابت
نايم
عقد ما بين حاجبيه و أمرها بحزم و إصرار
ادخلي صحيه
أدركت فى الحال إنه قد علم بأمر ما أقترفه ولده من الإعتداء على ابن إحدى جيرانهم فى الحارة فسألته بتوجس
قولي بس الأول هو عمل إيه
كان سؤاله كافيا لسبر أغواره فصاح فى وجهها
اسمعي يا ولية اللى بقولك عليه بڈم ..ا أقسم بالله هدخل أنا بنفسي أصحيه
هزت رأسها بالإيجاب قائلة
لاء قصدي هادخل أصحيه أنا
دخلت إلى غرفة صغيرها لتوقظه و بعد دقيقة خرجت و هو يقف بجوارها بحدق إلى والده دون أدني خۏف أشار يعقوب بيده ليقف أمامه
تعالي اقف هنا
أطلق ولده زفرة بضجر و فعل ما أمره به والده الذى سأله بهدوء الذى يسبق العاصفة
أنت و الواد حمزة ابن خالتك ضربتوا ليه الولاه على ابن المعلم جابر
تدخلت زوجته بدفاع عن ابنها
فيه إيه يا يعقوب دول شوية عيال بيلعبوا مع بعض
أشار إليها محذرا إياها
اسكت أنت خالص عشان لسه حسابك بعدين
ازدردت لعابها و تراجعت إلى الوراء بضع خطوات بخۏف بينما الأخر نظر إلى ولده الذى لم ينبث بكلمة فصاح والده مرة أخرى
ما تنطق ياض و لا مش عايز تقولي أنك ضړبته بعد ما حمزة سلطك عليه عشان هددكم لما شافكم بتشربوا سجاير و خوفتوا ليجي يقولي!
كانت تراقب ملامح وجهه الغاضبة و التى تنذر بأن سوف ېعنف ولده فكانت تخشى أن يصفعه فقالت
ابنك ضرپه لأن الواد شتمه بأهله
رفع عينيه نحوها بنظرة قاټلة و قال
بطلي تدافعي عنه فى الغلط ابنك مش أول مرة يعملها لما هو لسه عيل صغير عنده ٨ سنين و بيشرب سجاير أومال لما يبقي شاب هيشرب حشېش!
نظر إلى والده بعدائية يخبره بإصرار
أنا مش عيل و أنا ضړبته عشان كل ما يشوفنى أنا و حمزة بنعمل أى حاجة بيروح يفتن علينا
هو ما بيعملش كدة غير بعد ما بينصحك مرة و اتنين لكن إزاي تعمل الصح طول ما أنت متصاحب على حمزة ابن خالتك
هنا شعرت زوجته بالحنق فقالت
و ماله ابن أختي يا يعقوب
عيل قليل الأدب و أهله ما عرفوش يربوه و هو اللى بيفسد أخلاق ابنك
لم تقف عن مجادلته فقالت
كل ده عشان شربوا سجاير هما أجرموا يعني!
انتفخت أوداجه من هذه المرأة الحمقاء حاول أن يسيطر على
غضبه حتى لا يلقى على مسامعها ما لا يرضيها
لأخر مرة بقولك ملكيش دعوة أنا بتكلم مع ابني و بحاسبه و بطلي تدافعي عنه كل ما يعمل غلط
عاد ببصره إلى صغيره و أمره بتحذير
إياك أشوفك ماشى مع ابن خالتك ده تاني أخرك معاه تشوفوا لما يجي هنا أو لما أنت تروح عندهم
صاحت زوجته بسخط
أنت عايزه يقاطع ابن أختي!
نظر إليها بإمتعاض قائلا
أنا مقولتش كدة و بعدين تعالي لي هنا أنت كنت بتعملي إيه عند الوليه اللى اسمها حسنات العرافة
أجابت بإنكار و ارادات قلب الأمر فوق رأسه فقالت
أنا مكنتش عندها هو أنت بتراقبني و لا إيه
مش محتاج أراقبك لأن أنا واثق فيك حتى بالأمارة سايب قدامك الفلوس و ما بسألكيش صرفت إيه و لا على إيه بس ياريت تكوني قد الثقة دى و ما تكونيش بتعملي حاجة من ورايا
باغتها الشعور بالتوتر و علمت إنه لاحظ نقص فى النقود و حتى لا تثير شكوكه حيالها قالت
أختي كانت محتاجة قرشين سلفتها فلوس
تنهد ثم قال
معنديش مشكلة بس ياريت بعد كدة تبلغيني الأول
أومأت إليه على مضض
حاضر
يلا روحي حضري لنا الغدا و أنت ياض بعد ما نخلص أكل و تغسل إيدك هاخدك معايا الجامع بعد كدة كل ما أروح أصلي و