لم تكن يوما خطيئتى
الحمل ممكن يحصل في اي وقت... يعني مجرد وقت مش اكتر
واردف وهو يمسح فوق وجهه المرهق
وممكن نعمل العمليه تاني... قدر طيبه وبتحبني وبصراحه مقدرش استغني عنها
احتدت نظرات سميحه وهتفت ساخطه
هتستني اكتر من كده ليه... مش كفايه خمس سنين من عمرك
منفسكش تبقى اب ياحبيبي
التمعت عيني كريم لتضغط على نقاط ضعفه كلما بدء يقنع نفسه بالصبر
اغمض عيناه بقوه وهو يتذكر رفضها لزميلته بالعمل واصرارها على خطبته من اختارتها له... وهاهو يحب اختيار والدته ولكن هي ترى اختياره الان خطأ يجب إصلاحه
أنتي اللي جايه تقولي ده دلوقتي ياأمي
ربتت فوق كتفيه آسفه
اللي حصل حصل ياحبيبي.. انا نفسي اشوف ولادك قبل ما اموت ياكريم
ملامحه كانت تظهر صراعه بوضوح فربتت سميحه فوق يديه تقنعه بهدوء
مطلقهاش.. بس اتجوز وجبلي حتت عيل وريح قلبي
اطرق رأسه وهو يصارع أفكاره... اصوات كثيره كانت ټقتحم عقله.. نصائح صديقه الرافض لتلك الفكره.. اصرار والدته
وتلاشي كل شئ وهو يصعد نحو شقته بعدما ودع والدته واخبرها كالعاده انه سيفكر
دلف لشقته ليشم رائحة الطعام الذكيه
قدر... يا قدر
انتبهت على صوته فأسرعت تجفف دموعها تخرج اليه بأبتسامه هادئه كعادتها
حمدلله على السلامه ياكريم...الحمام متحضر ودقايق والغدا يكون جاهز
تنهدت بۏجع وهي تنظر لخطواته نحو غرفه نومهما..ثم عادت نحو المطبخ تكمل تحضير الطعام
طول عمرك ياخوي مشرفنا... مبروك عليك منصب الحزب.. ولاد العزيزي ديما اسمهم فوق
تلقى حضنه بحبور وهو يعاتبه
تعبت نفسك ليه ياحج
لمعت اعين الحج محمود بفخر وعيناه تفحصه بمحبه
فرحان بيك ياابن امي وابوي
وابنك كمان ياحج مش تربيتك برضوه
كانت السعاده تملئ فؤاد الحج محمود وهو يرى أخيه الأصغر فخر عيلة العزيزي وفخرهم جميعا
ده مكانك انت
ومكاني هو مكانك ياحج
ومع اصرار شهاب كان يجلس الحج محمود خلف مكتبه وفخره يزداد بشقيقه وتربيته
ابعتيلي البشمهندس أدهم يا أميره ..والقهوة بتاعتي وبتاعت الحج
تلقت سكرتيرته اوامره لتنصرف بعدها حتي تفعل ما أمرها به
دقائق وكان أدهم يدلف صائحا دون تصديق
الحج بجلاله قدره هنا.. يامرحب يامرحب
جمع عائلي كان لا يحصل الا في فترات متفرقه ولكن دوما كان فخرهم أمتداد اسم العائله بعراقه وترابطهم مهما ابتعدوا
مسحت على يده الموضوعه فوق الطاوله تسأله
مالك ياكريم
رفع عيناه نحوها يشعر بالتشتت... يملك زوجه يحسده الجميع عليها ولكن سعادته معها لا تكتمل وضغط والدته كل يوم يزداد ويزداد التباعد بينهم
تعبت ياقدر... تعبت حقيقي
تجمدت عيناها وقد سمعت ماخشت سماعه منذ دلوفه للمنزل بملامح مجهمه
دكاتره وعمليات وأمل كل يوم بنصبر بي امي.. ومافيش حاجه بتحصل
ابتلعت لعابها وهي تطرق عيناها نحو طبقها
انا ذنبي ايه...
وسقطت دموعها وهي تسأله عما اذنبت فعجز لسانه فماذا سيقول... ايعترض على مشيئه الله
غيري الدكتوره شوفي حل مش هفضل كل يوم بصبر امي... المرادي مصره علي العروسه
شحبت ملامح وجهها وهي تسمعه لا يمر اياما على تحسن علاقتهما الا وينقلب كل شئ بعدها
ده عاشر دكتور مغيرينه ياكريم
يتغير لحد ما نلاقي نتيجه
هتف بها وهو يلتقط مفاتيح سيارته.. سيارته التي قضت أربع سنوات تدخر معه المال ليدفعوا اقساطها
اغمضت عيناها بقوه وصوت الباب يفزع جسدها ودموعها تنساب منكسرة الخاطر
وقفت والده كريم أمام باب شقتها بعدما سمعت غلق الباب وهبوط ولدها مجهم الوجه
مالك ياحبيب امك... هي نكدت عليك برضوه
أمسكت ذراعه ليدفع ذراعها عنه وهو لا يرى أمام عينيه الا الصراع الذي أصبح يعيشه
سبيني في حالي ياأمي
وانصرف خارج المنزل وهو لا يعلم الي اي مكان سيذهب حتى يريح رأسه
ضحكاتهم كانت تعلو وسط جمع عائلي هادئ لا يتكرر الا كلما جمعتهم الفرص
لبنى كبرت ياحج وبقت عروسه خلاص
هتف بها شهاب وهو يغمز لابنة شقيقه التي تعيش في منزله الي ان تنهي دراستها الجامعيه بكلية العلوم
لم تكن لبنى في مزاج يسمح لها بالمزاح ولكن جاهدت على رسم ابتسامه هادئه فوق شفتيها
لمعت أعين الحج محمود بسعاده منطفئة لتذكره وردة البيت الأخرى وقد أخذها المۏت في عز شبابها
متحرجش البت ياشهاب..شوف اتكسفت ازاي
وبعد أن كان الحديث يدور عن أحوال عاصم وادارته لاراضي العائله ومزارعها انقلب الحديث نحو لبنى