الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 11 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

نوفيلا ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر الفصل الثالث
بيد مرتعشة وعين گ جمرة من فرط بكاءه راح يفض الورقة المطوية التي وجدها أسفل وسادة شقيقه الراحل..حدسه يخبره أن تلك الورقة تخصه هو وليس غيره..بدأت عيناه تتحرك فوق السطور ليتأكد حدسه أنها له وهو يطارد الحروف بلهفة وۏجع
ازيك يا تيمور.. أنا وصلت متأخر ومقدرتش اعدي عليك في وقت زي ده لأن أكيد انت نايم ومش عايز اقلقك..أنا مش عارف ليه بكتبلك الرسالة دي دلوقت وانا المفروض هقابلك الصبح لما أصحى.. بس في حاجة بتلح عليا اكتبلك دلوقت مش بعدين..مش مهم هكتب الكلمتين اللي جوايا ولو قابلتك الصبح هقطع الورقة وهضحك على نفسي وانا بحكيلك علي جناني.. تيمور.. أنا حاسس اني تعبان اوي..تعب غريب.. في الطريق حصلي حاډث ووقعت وقعة جامدة من فوق الموتوسيكل بتاعي .. والسواق رغم انه غلطان لأنه كان ماشي عكس الطريق صعب عليا وهو بيقولي أرجوك ماتبلغش عني عشان ارجع لعيالي.. لقيتني بقوم وبنفض هدومي وبعافر الدوخة اللي حصلتلي وحمدت ربنا وطمنته اني بخير ومش هبلغ عنه.. الحمد لله قدرت اوصل البيت وشوفت ماما وحور وولادي واطمنت عليهم.. بس مش عارف ليه قلقان أظاهر كان لازم اروح المستشفى فعلا..تيمور الله أعلم هيحصل ايه عشان كده بوصيك على عيالي ومراتي..أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم..وأمي أنا عارف انها في عيونك.. انت بدالي.. لو عيونك شافت الجواب ده.. يبقي معناها إني استغفر الله العظيم مش قادر اقولها بس اعتبر الجواب ده وصيتي ليك يا اخويا.. وانا عارف أنك قدها.. خد بالك من نفسك

تفرعت الدموع الجارفة وتدفقت من مقلتيه ودون أي مقاومة استسلم لنوبة بكاء شديدة وصوت بكاءه يعلو ويعلو انحني بشفتيه يقبل خطاب أخيه الأخير وهو ينتحب ويهمهم بكلمات متقطعة گ طفل صغير فقد زمام مشاعره وأطلق لها العنان.. ليته قابله ليلتها وعانقه عناق أخير.. كيف يتحمل هذه الفرقة الأليمة.. كيف يتحمل هو لا يصدق من الأساس انه غاب للأبد!
_تيمور.
لبث ظهره محنيا لا يلتفت إليها لتستدير وتجبره أن يرفع رأسه فيقهرها بكاء رجلها لتتلقف رأسه وتغمسها بقوة بصدرها لتحتوي وجعه..كأنها منحته طاقة أكبر ليفرغ حزنه وبكائه بين ذراعيها.. بكى حتي انقطع صوته.. ثم هدأ وبدا لها ساكنا وأناملها تعبث بشعره وترتل عليه آيات الذكر الحكيم..لم تتركه حتى عندما غفى بعد سهر ساعات طويلة كان يتلقى بها عزاء الزائرين..ظلت تعانقه كأنها تؤازره وإن كان لا يشعر بها وهو غارق في غياب نوم. 
________
ۏجعها لا يهدأ..جفت نبوع مقلتيها وقلبها ېنزف آلما..
تتذكر أحاديثه الأخيرة بنكهة وداع تيقنتها الآن. 
راضية عني يا أمي
تسمعها بصوته حين قالها لتهمس لنفسها بنحيب 
راضية عنك يا نور عيني.
خدي بالك علي ولادي واوعي يغيبو عن عينك ابدا.. حتي حور كمان خدي بالك عليها مراتي زيهم طفلة بس طيبة..أنا عارف ان انتي وتيمور مش هتقصروا ابدا في غيابي. 
يعود صوته يغزوها ثانيا وهي تجتر ذكراياتها معه 
ليبرق وسط وهن روحها هذا وميض غريب بعيناها القاتمة لفعل شيء يحفظ لها بقاياه..
وستحارب لتحقق رغبتها مهما كلفها الأمر من ضحايا..فقط ستنطر اللحظة المناسبة. 
نصبت سرادق العزاء في اليوم الأربعون بعد ۏفاة شقيقه الأصغر وجوه الوافدين مغبرة بحزن حقيقي لرحيل ذاك الشاب الذين ما رآوه منه ألا خيرا وخلقا واحتراما مثله مثل أخيه تيمور ذاك الذي انقسم ظهره بعده وتضاعف حول عنقه العبء وطفلي أخيه الراحل مازالوا يحتاجون الرعاية والحنان تعويضا عن والدهم..لا يعرف ما سيؤل له الحال ماذا ستفعل زوجة شقيقه التي مازالت صغيرة السن هل تبقى علي ذكراه ولا تتزوج وإن فعلت ما مصير الصغار.
بوصيك علي عيالي ومراتي..أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم
وصية أبراهيم تترد بعقله طيلة الوقت كأن روحه تحوم حوله لتذكره بأطفاله الصغار.
_ تيمور..والدتك عايزاك تحت انزلها.
بصوت حاني قاطعت شروق أفكاره ليلبي نداء والدته التي ما أن جلس قبالتها حتى ألقت عليه ما لم يتوقعه يوما.
_بتقولي ايه يا أمي
بثبات تتصنعه أعادت آوامرها علي مسامعه بقولك لازم تتجوز أرملة اخوك..ولاد ابراهيم مش هيتربوا بعيد عن حضني..مش هسمح هيتشتتوا ويبقوا في يوم أغراب عننا وبدأ جدار تماسكها ينهار و نحيبها يعلو دول هما اللي فاضلين من ريحة
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 33 صفحات