الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 17 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


الأضرار. 
_ روحي وهحصلك يا إيمان.
قالتها ومكثت تزيل بقايا دموعها من ملامحها الشاحبة وعيناها الغائرة التي استدارت بسواد سهرها وبكاها ليلا.. وبثبات زائف توجهت إليه لتسمع ما عنده. 
بنظرات نهمة راح يتشرب قسماتها الشاحبة وغمغم بمسحة حنان ولهفة أدركتها 
_ أزيك يا شروق وحشتيني اوي كده هنت عليكي تبعدي كل ده مش حرام تسيبيني انتي والولاد في أكتر وقت محتاجكم فيه الدنيا مالهاش طعم من غيركم.

صمتت تبحث بكلماته عن شيء يطمئنها انه وئد فكرة زواجه من جذورها لكنه لم يقولها فقط يشتكي بعدها ويستدر عواطفها دون توضيح لما هو قادم.
_لعلمك أنا سايبك بس عشان تحكمي عقلك وتفكري كويس وتعرفي ان الظروف هي اللي أجبرتني على قراري.
هنا نحر عنق أملها الأخير بقوله واتضحت أمامها الصورة ولم تعد غامضة مازال الأمر قائما إذا.. مازالت فكرة الزواج بحيز التنفيذ.. فقط يعطيها الفرصة لتتقبل ذبحها دون أن تصرخ او تعترض يريق دمائها پسكينة حادة ويريدها ألا تستسلم للمۏت. 
حسنا ليسمع إذا كلمتها الأخيرة.
نظرت إليه بثبات مردفة 
_ أحيانا بنتوهم إننا مجبرين نعمل حاجات معينة لكن في الحقيقة القرار بيكون نابع من جوانا.. أنت عايز تريح ضميرك ناحيتي بحجة انها عاداتكم إن ولاد الأخ مايتربوش بعيد وانك مجبر علي كده وأنا هساعدك عشان تريح بالك يا تيمور..أنا مايرضنيش تشيل ذنبي.
وميض أمل أشتعل داخله بقبولها للأمر الواقع لتصدمه بكلمتها التي كانت گ سکين مررت نصله على رقبته دون أدنى رحمة.
_ طلقني.
الكلمة أخترقت قلبه قبل أذنيه گ رصاصة مزقت لروحه.. لا يصدق أنها قالتها.. شروق تريد فراقه هكذا ببساطة! تبيعه بلحظة ڠضب وتهور! 
ليتداخل بعقله صوت ساخر ساخط.. أي بساطة هذه! المسكينة تتلوى ۏجعا وقهرا لفكرة زواجك من غيرها كيف لا تقدر بل كيف لا تحتويها وتحتجزها بين ذراعيك بعناق ولو بالقوة لتعرف أنك عليها باقي وما قرارك إلا واجب ثقيل مجبور عليه لتحفظ صغار أخيك الراحل.
_ أهدي يا حبيبتي واسمعيني أنا
دفعته عنها بقسۏة معرضة عن عناقه وهي تصيح هادرة أهدى أهدى ازاي واسمع أيه تاني هتبرر دبحك ليا بأيه يا تيمور..مستحيل تقنعني..زي ما مستحيل أفضل علي ذمتك.. أنا أديتك فرصة الأيام اللي فاتت تعيد حساباتك وتتراجع عن قرار هيخرب بيتنا.. لكن انت جاي بكل بساطة تاخدني في حضنك وتضحك عليا بكلمتين وتقولي اهدي..حرام عليك انت جبت الجبروت ده منين فهمني.
خفقات قلبها ولهاث أنفاسها جعل صدرها يعلو ويهبط گأنه في صراع بدا لها لن يحسم.. ستظل ثورتها داخلها ټحرقها تعذبها..يعود ليقترب..فتبتعد أضعاف حتي أضحت المسافة بينهما تعجزه عن نيلها لم تبتعد عنه بالخطاوي فقط بل بالروح.
كيف له أن يمحو تلك المسافة التي شيدها قراره بين روحيهما
_ يعني مصممة على جنانك ده
رمقته بنظرة عنيدة تتحداه بصمت ليهتف أسمعي يا شروق.. مهما قولتي وعملتي مش هطاوعك.. هتفضلي مراتي لأخر نفس فيا.. حتى لو ڠصب عنك.
تهكمت بقولها الڠصب ده كان زمان دلوقت مفيش أسهل من إن الواحدة تتخلص من راجل غدار زيك.
حدجها بنظرة مطولة كأنه يدرس خطوته القادمة مع رأسها الصلد الذي لا يلين ثم دنى منها مستغلا الحائط خلفها حتى صار بقرب أنفاسها لترتجف أوصالها من قربه خوفا وحنين ليهمس أمام وجهها بنبرة رغم كل شيء حانية وأنامله تتصلق ملامحها بشوق نجوم السما أقربلك من اليوم ده يا شروق..هتفضلي مراتي ڠصب عنك.
نفضت ضعفها واستسلامها اللعېن لقربه واستجمعت البقية الباقية من قوتها لتدفعه عنها وتناطحه بقولها هنشوف يا تيمور مين فينا هيغصب التاني على إرادته. 
_ مش هسيب بيت ابراهيم واروح لمكان.
هكذت أخبرت والديها الذين أقترحوا عودتها معهما بعد إنقضاء عدتها الشرعية بعد أيام قليلة لتصيح والدتها
_ انتي فاضلك أسبوعين وتنتهي عدتك يا حور بعدين طول ما انتي هنا حزنك على جوزك هيفضل صاحي يا بنتي.
أجابتها بلوعة 
_ وعمره ما ھيموت ابدا يا ماما مش هنسي ابراهيم وهعيش واموت في بيته واربي ولادي أحسن تربية.
_ هتعيشي لوحدك تعملي ايه يابنتي واللي ليكي راح وبقيتي أرملة لا حول ليها ولا قوة تعالي ربي عيالك وسطينا انا وابوكي محدش هيخاف عليكي قدنا ولا يراعيكي زي ما هنراعيكي.
اشټعل فتيل العناد برأسها بمزيد من العزم 
_ أنا مش لوحدي معايا ولادي ووالدة أبراهيم
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 33 صفحات