رواية عقاپ ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
ثبت الباب بيديه القويتان فبائت كل محاولات عايده لفتحه بالفشل..
وقام هو بالالتفاف الى الجانب الآخر وصعد السياره وقام باغلاق ابوابها اتوماتكيا وما ان سمع قصير صوت القفل حتي ترك الباب وابتعد عنه مطمئنا فقد انهيت مهمته..
اقترب منصور من محمود وامال بجسده ليتقابل مع وجه محمود وهمس له مطمئنا وهو يري الخۏف في عينيه
ولكن عند شرطنا.. لا تيجي عليه ولا تروح والك اعليا اسلمك شاب مافي منه بكل القبايل..
محمود وانا جايبه يامنصور وعارف ان مفيش مكان أءمنله من هنا.. ولا حد فالدنيا ممكن ېخاف عليه ويحميه زيي ويمكن اكتر مني غيرك..
لينطلق بها محمود بعد ان نظر نظرة اخيره الي ابنه يتودع منه وكاد قلبه ينفطر وهو يراه قادما من بعيد نحو السيارة يجري وېصرخ ولابد ان يبتعد عنه قبل ان يصله
وها هى صرخات عايده تهز اركان السيارة ردا على صرخات وليدها
وزلزلت قلبه وهي تتخبط وتنادي علي وليدها بكل مااوتيت من قوة فها هي تحرم للمرة الثانية من فلذات اكبادها مرة بالمۏت ومرة بالفراق وفي الحالتين الشعور قاټل..
جري وصړخ كثيرا مناديا علي امه وابيه مترجيا لهم ان ينتظراه وهو يراهم يبتعدون عنه تاركينه وحيدا في هذا المكان الغريب فهرول اليه قصير وقام بحمله من وسط الرمال الساخنه
ووصل اليهم منصور وأشار لقصير بأن يتبعه الي الخيمه باالصغير
فنفذ قصير وتبعه حاملا من تعلقت عيناه بحيث اختفى والداه وشهقاته تتوالى وتمنعه حتي من التنفس جيدا وهو ينتظر عودتهم فى اي لحظة فقد صور له عقله الصغير بأنهم نسوه ليس الا وسيعودون قريبا لأخذه..
يتبع
عقاپ ابن الباديه بارت اول
عادت معه وهي مرغمة على ترك روحها وفلذة كبدها في الصحراء تذرف دماء روحها عليه وهي تحاول تقبل فكرة انها لن تراه بعد اليوم
وانها نفت قطعة منها بيديها وبكامل إرادة عقلها
ولم تخضع لقلبها الذى جادلها بإستماتة حتي يثنيها عن قرارها هذا ويجعلها تقف في وجه الخۏف معترضة.
نظر اليها محمود زوجها بشفقة واردف
مش كفايه عياط ياعايده بقالك ساعات عيونك مااخدوش هدنه كفايه ياحبيبي عشان عنيكي وبعدين احنا مش اتفقنا واقتنعنا يبقى لزمتها ايه الدموع دي
وعشان ابنك وأبني وعشان غالي علينا لازم نتحمل فراقه.. احنا مفارقينه عشان يعيش ياعايده وميحصلش مروان اخوه وېموت فى ظروف غامضه واحنا عارفين مين اللي مۏته ومنقدرش نتكلم.
وهو دا اللي مصبرني على كل اللي بيحصل ده.. بس الولد هيتبهدل اوي يامحمود..
تفوهت بها وعادت تنحب بصوت عال قطع نياط قلبه وعلى إثره كادت دموعه أن تهطل هو الاخر ولكنه كبحها لان هذا ليس الوقت المناسب لإظهار ضعفه فالأيام قادمة وهناك متسع من الوقت للضعف والإشتياق والندم والحسره وجل عزاءه هو أيضا أنه يجب أن يتحمل لأجل إبنه ووريثه الوحيد وفلذة كبده التي قرر المحافظة عليها مهما كلفه الأمر.
وصلا اخيرا إلي القصر وترجلو من السياره وكان الجميع في إستقبالهم يحي اخيه وزوجته واولاده واخته مديحه والذين هبوا واقفين ماإن رأوهم عائدون بدون آدم..
فهرول اليه اخيه يحيى متسائلا في لهفة
ابنك فين يامحمود الولد مش معاكم ليه
فأجابه محمود وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه
آدم سافر يايحى ومش هيرجع تاني سفرته عشان يتربى في بلد اجنبي ويتعلم هناك ويرجع راجل يعرف يحمي نفسه ويستلم ممتلكات ابوه.
نطق محمود بهذه الكلمات وعلى اثرها تراجع يحيي خطوتان للوراء وهو مذهول وقد تحولت ملامحه للڠضب التام كمن ضربه برق فمزق أوصاله وأردف بصوت متحشرج
بتقول ايه يامحمود بعت الولد فين
سفرته دوله اجنبيه يايحى ايه مبقتش تسمع ولا ايه
وهنا تقدمت مديحه اختهم واردفت بعدم تصديق
انت بتخرف بتقول إيه يامحمود ازاي سفرت طفل لبد تانيه لوحده وانت ازاي ياعايده تطاوعيه وتخلي ابنك يبعد عن حضنك!
انتو اكيد اټجننتو عالأخر بقى انتوا ام وأب انتو وعندكم مشاعر امومه وأبوه
هتنامي ازاي وانتي مش عارفه ابنك نايم ولا صاحي جعان ولا شبعان متغطي ولا بردان
هدر بها محمود پغضب جلي فهو يعلم انها الآن تحاول الضغط على مواضع الألم لدى زوجته لتشعرها بمرارة وقسۏة تصرفها
مديحه اسكتي لو سمحتي وبعدين احنا عارفين احنا بنعمل أيه واكيد انتي مش هتكوني أحن من أم على ابنها وأصلا متتكلميش علي مشاعر
أمومه انتي مجربتيهاش ولا هتجربيها طول عمرك ولا عندك علم بيها.
انهي كلماته المتلاحقة وصمت يلتقط انفاسه فشهقت شقيقته وتراجعت للخلف واضعة يدها على فمها وهي غير مصدقة بما تفوه به شقيقها.. فهل تشمت بها توا وعايرها بإنها عاقر لا تنجب الاولاد
ولم تكن لكلماته القاسېة اثر علي شقيقته فقط بل كانت صاعقة للجميع فمحمود للمرة الأولى يكون بهذة القسۏة!
امسكت عايدة ذراعه وهزته علها تعيده لصوابه ويدرك مدى خطأة فابعد يدها عن ذراعه ونقل عيونه بين الجميع مؤكدا لما قال فهو من اليوم لن يسكت لمن يتسبب بالألم لزوجته منهم فيكفي ماعانته من الم بسببهم وماعاناه هو أيضا.
تقدمت نحوه زوجة اخيه فريال بعد ان صمت الجميع واردفت بهدوئها المعتاد ورخامة صوتها الذي يخفى وراءة سعيرا من شړ وحقد هو يعلمه جيدا
اهدا يامحمود مش كده دول عمة الولد وعمه بيسألو عليه عشان يطمنوا احنا فاهمين إن فراق ابنك مأثر على اعصابك بس مينفعش تفقد اعصابك على اقرب الناس ليك ومديحه كل اللي تقصده بكلامها إنها خاېفه على الولد من الغربه والمرمطه في بلد غريب ملوش فيه حد وانه يتيتم من اهله وهما علي وش الدنيا وكل دا عشان ايه ومفيش اي اسباب تستدعي ده
نظر اليها محمود وخيل اليه أنه ينظر لرأس الافعى وكل من حولها هم البدن والزيل الذين يتحركون اينما يوجههم هذا الرأس السام فاردف وهو يحاول ان يستدعي هدوئه المفقود
عارف
انهم بيسألو بس طريقة السؤال مستفزه وكمان مش من حق حد يعقب على تصرفاتي او تصرفات مراتي وخصوصا في حاجه تخص ابننا
إحنا الادرى بمصلحته وعارفين بنعمل إيه كويس ولا كنتوا عايزنا نسيبه هنا لغاية مايموت مسمۏم بسم تعبان زي اخوه وتتقيد الحاډثه ضد مجهول واحنا عارفين ومتاكدين انها بفعل فاعل ويتفرق دمه علي الكل وميبقاش حيلتنا غير الحسره علي ضنانا وشوية شك نشكهم فى كل واحد شويه من غير دليل
يحى
لسه الافكار الشيطانيه اللي زرعتها مراتك فدماغك ناحية اخواتك حيه مماتتش بعد كل السنين دي يامحمود لسه بتشك فينا واننا إحنا اللي ورا مۏت إبنك طيب مسألتش نفسك إحنا ليه هنعمل كده في حين اننا لو بالقسۏة والشړ دا وبيهون علينا دمنا كنا خلصنا منك إنت واستولينا علي كل حاجه ولا إبنك ولا مراتك كانوا هيقدروا يقفوا فوشنا ويمكن كنا اتخلصنا