رواية طبقات بتفرقنا
شهور
صفعها مرة أخرى وكأن كلماتها مهما كانت تجعله بمزاج غاضب مقهور قبض على فكها بشدة وهتف من بين أسنانه
ليه ... ليه يا شيخه أهلك عملولك ايه علشان تعملي فيهم كده دا أنت عندك اللي مش عند أي حد
لا معنديش ... معنديش أي حاجه هو علشان شويه فلوس يبقى كده خلاص الموضوع تمام أنا معنديش أي حاجه معنديش أم تنصحني وتقولي أعمل ايه معنديش أم تقولي ذاكري علشان تنجحي معنديش أم حنينه زي بقيت الأمهات معنديش أب زي الناس كل اللي بيعمله يجيب فلوس وبس لكن يعرف أنا عايزه ايه أو بعمل ايه مافيش وكل شويه يرمي اللوم على ماما وهو في أيده يصلح الحال ده وأخواتي كمان مصطفى زي بابا بالظبط بتاع شغل وبس وأكنان زيي بتاع صرمحه ... أنا ملقتش حد ينصحني وغلط أنا اللي كنت بصحح لنفسي أنا كأني يتيمه ماينفعش حد يلومني على غلط بعمله يمكن أنت الوحيد اللي كنت بتكلمني ... من ساعة ما اتجوزنا وأنا حاسه أن فيه حد بقى مهتم بيا حتى لو مبتحبنيش أنا عارفه أنك بتحب ياسمين بس مكنش فيه غيرك قبل كده يهتم لتفاصيلي ... ماينفعش حد يعاقبني .. ماينفعش
أنا آسف متزعليش مني على اللي عملته بس أنا مكنتش شايف قدامي لما عرفت ... أنت هتتعالجي وهترجعي زي الفلل بإذن الله ... أنا آسف سامحيني
بينما الآخرى شددت على احتضانه وهي تبكي على حالها وعلى تلك العائلة التي دائما كل فرد بها يسعى وراء رغباته لتكون هي الضحېة والجاني على نفسها.
______________________
بعد أن تناول الطعام مع والده ووالدته وشقيقه جمعهم ليقول لهم أمر هام يخص حياته الشخصية وقد سعدت والدته بشدة لاعتقادها أنه يريد الزواج وعليها هي اختيار عروس مناسبة ولو فعلت ذلك لن تكن العروس مناسبة له بل لوالدته
بابا أنا قررت اني هخطب وكنت عايز موافقة حضرتك أنت وماما
ابتسم والده بسعادة غامرة وهتف قائلا وهو يربت على كتفه
ودي محتاجه كلام طبعا موافقين بس مين سعيدة الحظ دي
قاطعته زوجته مسرعة تهتف بسعادة وغرور في آن واحد
لا العروسة عليا أنا اللي هنقيها مفيش حد من بره طبعا
تنحنح مرة أخرى ثم نظر لوالدته وقال بتوتر رافقه بسبب حديثها
لا هو الصراحة أنا خلاص اخترت العروسة وانتوا لازم تكونوا معايا عندها
ابتسم أكنان ثم انتقل وجلس بجواره سائلا إياه
مين دي اللي أمها داعية عليها يابني
ابتسمت والدته وقد فهمت بمعنى أخر لتقول
أكيد بنت ناس شيك وليهم مكانة ... والدها شريكم يا مصطفى
نظر مصطفى إلى والده بتوتر ېخاف وبشدة من رفض والدته فهو يعلم جيدا أنها لن توافق بسهولة
بنت عم محمود الدجوي يا بابا
هتف والده بذهول قائلا
المحاسب
سائلة أكنان باستغراب وهو يكدب أذنيه
أنت قصدك سما أخت منة
أومأ مصطفى لوالده وأكنان لتهب والدته واقفة على قدميها تهتف پغضب شديد فمن تلك التي ستتزوج ابنها وهي ابنة محاسب
بقى مصطفى ابن عيلة المهدي ومدير شركات المهدي يتجوز بنت محاسب عنده.. أنت اټجننت يا مصطفى ولا ايه الكلام ده لا يمكن يحصل أبدا
ماما سما شغالة معايا وبعدين هي بنت محترمة وكويسة أوي أنا واثق أنك هتحبيها وبعدين إحنا مالنا ومال مكانتهم ولا شغلهم أنا هتجوزها هي ما تقول حاجه يا بابا
حاول والده التحدث ولكن هو الآخر بتردد كبير يظهر على ملامحه ففي النهاية كما قال أن والدها يعمل لديه عارضت والدته بشدة بينما لم يسانده أحدا غير أكنان والذي فعل ذلك حتى إذا وافقت والدته على زيجة مصطفى يضمن هو الآخر موافقتها على زواجه ولكنها عارضت وكأنها لم تعارض شيء بحياتها من قبل
أنا قولت اللي عندي يا مصطفى بيه إلا البنت دي ... يا أمك يا هي
ثم تركته وغادرت ليغادر هو الآخر بعد أن شعر أن كل شيء ټحطم من حوله هو يستطيع الزواج دون موافقتهم ولكن لا يريد خسارتهم فهم عائلته وغير ذلك لن يوافق والد سما على زيجة لابنته بهذا الشكل جلس مهموما يفكر بحل لتلك المعضلة التي وقعت على رأسه بعد أن كان كل شيء بخير.
___________________
طبقات_فرقتنا_ولكن
الفصل_التاسع
ندا_حسن
تركت حبال اللعبة بين يديك..
أريد الفوز لا شيء غيره..
عليك أن تجعلني أفوز بحبك!..
بحث كثيرا في أسماء المصحات وسمعتها تلك المصحات المعالجة لحالتها منذ أن أفرغت ما يكنه قلبها أمامه وهو يشفق عليها وعلى حياتها التي تظهر للجميع حياة مثالية ولا يوجد مثلها بينما هي في الأصل تشبه حياة الأيتام تماما ولكنه بعد تلك الليلة وهو يعاملها بحنان أكثر من زي قبل ليضع الحب بقلبها له ولكنها كانت تعلم هو لمن يميل ومن الذي تعيش بقلبه وعقله معا وتعلم جيدا أنه لا يفعل ذلك إلا لشعوره ب الشفقة تجاهها استجابت لطلبة ووافقت على العلاج في المصحة ثم ذهبت معه ليضعها بها حتى تعود إليه وإلى عائلتها بأفضل حال ولتعيش معه بصحة جيدة وقد وعد نفسه أن يمنحها حياة أفضل من التي عاشتها
هب واقفا على قدميه بعد أن استمع إلى تلك الكلمات التي لأول مرة بحياته يسمعها ولأول مرة بحياته يأخذ باله منها يقول بذهول تام
أنت بتقول ايه يا عمر أنت فاهم أنت بتقول ايه يعني ايه دينا مدمنة..
أخذ نفس عميق وزفره بهدوء ويبدو الإرهاق الشديد على وجهه
أيوه يا مصطفى مدمنة وخلاص راحت المصحة أرجوك أفهم بقى أنا مش هعيد القصة اللي حكتها تاني
ردد الآخر كلماته بعدم تصديق وهو يتحرك بشكل عشوائي
أنا مش مصدق! دينا عمرها ما بان عليها حاجه زي كده
ابتسم عمر بخفوت ونظر إليه بعتاب ولوم قائلا
عمرها ما بان عليها علشان انتوا مهتمتوش أصلا لكن هي في الأصل كان باين عليها وباين أوي كمان
شعر مصطفى بأن كلماته صحيحة نعم هو محق للغاية منذ متى وهو يهتم لحياة شقيقته هو بالأصل لا يهتم لحياة أحد فكل ما كان يشغل باله هو العمل ليس إلا ومنذ دخول سما حياته انقلبت رأسا على عقب
أنا عايزه أشوفها طيب
مش هينفع غير كمان أسبوع لما اروح لها ابقى تعالى معايا
أومأ له بهدوء وهو إلى الآن لا يستوعب ما حدث لشقيقته هل حقا كل ذلك يحدث في أقل من شهرين من زيجتها السرية إلى حملها واجهاضها والآن هي مدمنة!.. هل إلى ذلك الحد تناست عائلته تفاصيل الحياة الأسرية هل إلى ذلك الحد يأخذهم المجتمع والتمتع بالحياة الراقية بعيد عن أحبابهم..
انتشله من أفكاره صديقة حين قال متسائلا
عملت ايه في حوار سما مش تخلص وتتجوزها.
ابتسم مصطفى بسخرية لحديث صديقة ونظر
إليه بحزن ظهر على ملامحه أضعاف حزنه على شقيقته
أمي اعترضت