رواية طبقات بتفرقنا
مرة بحياتها وآخر فرصة بحياته عندما لم يجدها وافقت على تلك الزيجة والعريس المقدم لها علم على الفور أنها تريده إلى الآن ولكن هل نيتها صافية من ناحية هل كل ما فعلته أمه بهم لم تعد تتزكره كان يتساءل بحيرة ولكن ليس هناك إجابة ولا يوجد شيء غير الانتظار
بينما شقيقة الذي وقع في عشق جريئة لا تستطيع الصمت عن حقها تعاقبه الآن نيران الشوق والحب الذي كنه في قلبه لها أنتظر عام وخمسة أشهر لكي يحاول تصليح ما أفسدته والدته وهل سيصلح من الأساس لا يدري ولكن هو يعلم أنه لن يتركها إلى أحد غيره مهما كلفه الأمر
وهناك الشقيقتان كل واحدة منهم هناك أسئلة عديدة متكررة في ذهنها عن سبب تأخيرهم أن كانوا يريدون الخير فمر أربعة أشهر على ۏفاة شقيقتهم هل كل ذلك ولم تعتدل ظروف منزلهم أم أنهم لم يريدون التكملة ولكن كل واحدة منهم تعلم جيدا أن معشوقها لا يريد شيء سواها من نظرات عيونهم وأفعالهم وأقوالهم لينتظروا وهم عاقدين أمرهم على أن هذه أخر فرصة لإحياء هذا الحب الذي تفرقه طبقات ليس لها أي دور سوى التهلكة في نفس الإنسان ولكن ليس الجميع بالطبع.
جلست نبيلة والدة مصطفى على الكنبة القديمة مهلكة الاستخدام ببعض من البغض والاشمئزاز حيث أنها لم تتغير كليا فقط تغيرت من ناحية أولادها حيث أنها تريد راحتهم منذ ذلك اليوم الذي حدثها به عمر بصدق عن حقيقة مشاعرها وما تفعله وقد ازدادت رغبتها في راحتهم عندما فقدت ابنتها الصغرى والتي دائما كان حظها عثر لأنها لم تجد نصائح والدتها أو والدها لأنها لم تجد أحد جوارها من أفراض عائلتها
اشربوا العصير يا جماعة متقلقوش عملينه بميه معدنية
نظر إليها زوجها بلوم وعتاب فهو وقع على عائلة من أغنى أغنياء البلد لبناته قرة عينيه والذي دائما كان يريد لهم أفضل شيء والآن هو بين يديه ولا يريد أن يضيعه من يده بهذه السهولة
ابتسم أكنان بسخافة ورفع الكوب من أمامه على الطاولة ثم ارتشف منه وهتف قائلا
تسلم إيدك يا طنط جميل زي حضرتك
بينما علم مصطفى ووالده أن كريمة لم تقل ذلك إلا بسبب والدتهم ونظراتها لمكان معيشتهم
طلب محمود من بناته أن تجلس كل واحده مع عريسها حتى ترى إن كانت تستطيع أن تكمل في هذا العلاقة أم أنها وافقت هكذا فقط لأن الزيجة لا يعيبها شيء وهو بالاصل لا يدري أن بناته على علاقة بهم
قال تلك الكلمات بنبرة خافته وهو يحاول أن يمحي تلك الوصمة التي تركتها والدته لدى سما حاول الآن أن يثبت أنه برئ مما حدث وأنه إلى الآن يريدها حتى تسحب كلماتها اللازعة التي مازالت تتردد في أذنه منذ ذلك اليوم
نظرت إليه بحزن وهي تعلم لما يقول ذلك فقد جرحته بحديثها عنه في ذلك اليوم المشؤوم ولكن جرحها كان أعمق وكرامتها كانت مهانة لم تفكر فيما تقول فقط أرادت استيراد كرامتها
أنا آسفة أنا كمان مكنش قصدي أبدا إني أهين رجولتك لكن اليوم ده كان حقيقي صعب عليا أوي علشان كده رديت بالكلام ده وعلى فكرة أي حد مكاني كان هيعمل كده ... أنا قولت أنك علقتني معاك وخلتني أحبك وبعدين سبتني بسهولة وكمان والدتك هانت أهلي وناسي وأنا عمري ما هقبل أن حد يهين أهلي
ابتسم لها بهدوء ورمادية عينيه تبعث الحب والشوق إلى بنيتها ألتقت كف يدها ثم رفعه إلى فمه بهدوء
يعني هنبدأ صفحة جديدة ونعيش الحب اللي اتحرمنا منه..
سحبت يدها منه بتوتر وضغطت على أصابعها بينما أحمرت وجنتيها ك حبة الطماطم قاتمة اللون واردفت بخجل يظهر جليا عليها
على فكرة لو مكنتش عايزه نبدأ فرصة جديدة مكنتش وافقت أنكم تيجوا هنا من الأساس
ابتسم لها ابتسامة صافية تظهر وسامة وجهه ومدى جمال رمادية عينيه الساحرة لتنظر إلى الأرضية بخجل شديد وهي تبتسم أيضا فقد تحقق حلمها الذي لطالما رأته بعيد يبعد عنها ب أصغر مسافة بين النجمة والأخرى
قال لها بخبث وعشق وهو يرفع وجهها إليه حيث وضع أصابع يده أسفل ذقنها ليجعلها تنظر إليه
واحشني أوي كسوفك ده ... بكره نمسحه باستيكه
أخفضت وجهها مرة أخرى بخجل أكبر من زي قبل بعد أن وصلت إليها معاني كلماته الخبيثة.
بردو يا منة دي مهما كان أمي مكنش ينفع تطاولي عليها كده
هتف قائلا بجدية وصرامة وهو يعاتبها على تطاولها مع والدته
أجابته بسخرية لازعة قائلة
لا أمك هي اللي تطاول عادي وتقول أننا بنلف عليكم عادي وهنسرق فلوسكم عادي وأننا جرابيع عادي ... تحب أقول قالت ايه كمان علينا
زفر بإحباط ثم هتف قائلا بضيق
يووه هو أنت هتفضلي طول عمرك عنيدة ولسانك طويل كده ولا ايه بالظبط
زفرت هي الأخرى بضيق شديد وقد فكرت بأنه ينزع ليلتهم والتي يجب أن تكون ليلة هادئة ومن المفترض أن يحاول تصليح ما فعلته والدته ليس معاتبتها تجمعت الدموع بعينيها ولكنها صاحت بعناد وعصبية
تذهب تاركه إياه يقف وحده ولكنه قبض على يدها يعيدها إليه مرة أخرى حين استشعر نبرة الحزن الذي تغطيها العصبية ليهتف بهدوء وهو يقبض على كلتا كفيها بحب
معلش أنا آسف مقصدش كل الحكاية إني ادايقت لما اتطاولتي عليها
بقاله أكتر من سنة يا أكنان ومكنش من الباب لطق ... أصلا أنت وهي المفروض تعتذروا على اللي عملتوه
أردف قائلا وهو ينظر إلى تلك العيون العسلية ساحرة الجمال بعينيه قاتمة السواد
أنا آسف ... ننسى اللي فات بقى