الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه كامله بقلم ماجده بغدادى

انت في الصفحة 33 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

الكبير الڼار ماسكة فيه
وقف في وسط الحطام وآثار النيران يحاول أن يحفظ اتزانه ولا ينهار كما انهار سقف مخزنه جراء الحريق .. آلاف الجنيهات وآلاف الأيام تعبا وجهدا احټرقت بكل بساطة .. شرر واحد أحرق كل ما كان يسعى للوصول إليه .. ماذا ينعى الآن فرحته التي لم ينعم بها حتى الصباح ! أم تعب السنوات .! أم ماله الذي كان يقوي كرامته ويشد عضده !
البوليس قال السبب إيه 
لسة التقرير مطلعش بس البحث الجنائي لما كانوا هنا قالوا في الأغلب بفعل فاعل لأنهن لقوا سلك مقصوص وده اللي احتمال يكون سبب الماس اللي بدأ الحريقة .
تفتكر يا عبد المنعم حد من التجار اللي في السوق عملها عشان احنا شغلنا كبر و هما خايفين نقطع عليهم 
مقدرش أقول الكلام ده يا أستاذ أحمد الناس مشفناش عليهم حاجة وحشة بس برضو ميعلمش النوايا إلا الله .
أنا هتجنن يا عبد المنعم مش عارف أعمل إيه .. هقول لعمي إيه 
على مهلك عليه .. هو مش حمل صدمات
ما ده اللي مخوفني .. صحيح عمي يبان جامد بس مبيستحملش .. وإحنا بقالنا فترة طويلة بنطلع من مشكلة ندخل التانية .
طيب هتتصل بيه وألا هتعمل إيه 
هروحله في الشقة اللي فوق الوكالة .. مش هينفع أبلغه بالكلام ده في التليفون .. ادعيلي يا عبد المنعم أقدر أفهمه اللي حصل بهدوء وربنا يعديها على خير.
________________________
عمي .. هو حضرتك مبتفكرش ترجع البيت تاني 
بتسأل ليه يا أحمد والدتك اللي باعتاك 
هي بتسألني عليك على طول .. بس أنا اللي عايز أعرف .. كنت زعلان عشان نعمة دلوقتي أنا وهي كويسين و اتخلصت من الجوازة اللي كانت هتخرب علينا .. و بقت ليها شقتها و عملتلها كل اللي نفسها فيه .. أمي صالحتها وراضتها لسه إيه ناقص عشان ترجع بيتك 
مش عارف يا أحمد أنا بعد ما سيبت البيت وقعدت هنا مع الولاد لوحدنا حسيت أني أتسرعت لما اتجوزت بعد خالتك سمية الله يرحمها وبعدت عن الولاد ومكانش فيه بيني وبينهم حوار ولا كلام .. يمكن كان بقى أحسن لينا لو كنا فضلنا من غير جواز .
يمكن عندك حق بس ده كان يبقى قبل ما تتجوزو دلوقتي فيه 3 أطفال لسة عايزينكم انتوا الاتنين مع بعض .. عموما يا عمي مش هو ده الموضوع اللي عايز أكلمك فيه .
خير يا أحمد قلقتني .
مش عايزك تقلق .. هو أنا عايز أسألك .. تفتكر مين من التجار اللي في السوق ممكن يكون شړاني ويفكر أنه يعملنا حاجة عشان بقينا أكبر في السوق 
بصراحة معنديش فكرة .. تفتكر حد بيفكر يئذينا 
إحنا نعرفهم من زمان محدش فيهم عمل حاجة أكتر من شوية كلام .. بس الوضع دلوقتي اختلف وبقينا لينا سيطرة على السوق أكتر من الأول .
إيه اللي خلاك تفكر في الحكاية دي حد وصلك كلام 
لا محدش وصلي كلام بس فيه حد عايزنا نرجع للفقر تاني وبيحاول يضرنا .
حد! مين ده ! وعمل إيه يعني
عشان يضرنا !
عمي .. أنا عايزك تتماسك .. كلها حاجات بسيطة واحنا بدأنا من تحت الصفر قبل كده مش هيأثر فينا شوية كلام فارغ .
أنت قلقتني يا ابني .. قول على طول إيه اللي حصل .
مفيش هو بس حصلت حريقة في مخزن من بتوعنا بس الحمد لله مفيش حاجة خطېرة حصلت بس البحث الجنائي بيرجحوا أنها بفعل فاعل .. عشان بس نعمل احتياطات عشان لو بالفعل حد بيفكر يضرنا ميعرفش .
حريقة ! إزاي ! أي مخزن فيهم يا ابني ! أوعى يكون المخزن الكبير .. دا لسة داخله بضاعة جديدة دافعين فيها ډم قلبنا .
يا عمي خير متقلقش بإذن الله خير .
ما تقول يا ابني .. هو 
أيوة يا عمي
______________________
جلست تبكي بحړقة .. رغم أنها كانت تتوق لرجوعه إليها إلا أنها لم تكن تتمنى أبدا أن يعود إليها بصحته العليلة وحزنه الدفين .. كانت تتمنى أن يعود إليها راغبا مشتاقا لوجودهما معا .. كانت تتمنى لو أن قلبيهما ظلا شابين بحبهما .. تعلم أنها أخطأت .. ولكن من لا يخطئ ! قطعا تريد أن تظل رهينة تحت قدميه حتى تعود له صحته .. تدعو الله أن يمن عليه بالشفاء في كل لحظة .. يشفى فقط وستفعل ما يريده حتى لو كان فراقها .. فقط تريده سعيدا معافا .
انتزعها من شجونها طرقات على الباب الخارجي .. التحفت غطاء رأسها ومضت ببطء من ثقل همومها لتفتح الباب .
خليل أهلا يا ابني .. نورتنا .
أهلا بيكي .. أمي جاية معايا عايزة تشوفك .
أهلا بيها دا بيتها اتفضل يا ابني في الصالون .. أنا هنزل لوالدتك
تركته يتجه للصالون بينما هبطت بضع درجات لتستقبل والدة خليل 
يا أهلا بالناس الطيبين .. نورتي يا ست أم خليل
الله يخليكي يا أمأحمد البيت منور بأصحابه .
صعدت
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 52 صفحات