روايه كامله بقلم ماجده بغدادى
الجهد والبحث وجده يسير بسرعة ويتفحص وجوه الناس ويكاد يدور حول الشارع الذي يبحث به و ربما للمرة الألف
أحمد .. استنى لفنا ده مش هيعمل حاجة .. أنا قلت لحازم بيه تعالى احنا نحاول نشوفها ممكن يكونوا ودوها فين .
سمعت ضړب ڼار يا علي سمعت صوت عالي بيفرقع .. تفتكر ده كان نهايته فين تفتكر نعمة كانت هتبقى آخر مكان وصلته الړصاصة
انا خاېف يا علي .. خاېف مترجعش .. هرفع راسي تاني إزاي وأنا مش عارف ألاقيها واحميها هعيش إزاي لو مرجعتش تفتكر هعرف أحميها وألا هضيعها وأعيش بنارها العمر كله لأ يا رب متخلينيش أعيش لو مش كاتبلي ألاقيها .
يارب .. يارب يا علي
تنساب دموعه أخيرا .. تتدافع كخيل في حلبة السباق .. تنساب كما لو لم يبك أبدا في حياته اتفقا بدون كلام على التوجه ل نجوى وما أن ذهبا إلى دارها حتى وجدا الشرطة تقتادها هي وابنتها فتحولا مباشرة نحو منزل نسمة التي نزل أفراد الشرطة من منزلها خاليين الوفاض .. لم يجدوها رفع علي هاتفه ليتصل بوالدها
مش عارف والله يا بني من ساعة ما خرجت الصبح محدش عرفلها طريق .. حتى البوليس راح البيت ملقاهاش .
بنتك خطفت نعمة ومحدش عارف يلاقيها .. تفتكر عندكم مكان ينفع تخبي فيه نعمة
مش عارف .. متهيألي عندنا شقة فاضية في عمارة جديدة بس أنا كنت فاكر أنها مش معاها المفتاح .
أملاه العنوان ووعده بملاقاتهم هناك فانطلقا سريعا حتى وصلا للمكان فيجداه فارغا و كذلك يلاقيهم والد نسمة الذي أطبق أحمد يديه على عنقه
لو مراتي مظهرتش مش هرحمك أنت وبنتك .
صدقني يا أحمد أنا زيك .. أنا مش عايز يجرالها حاجة .. أنا آه عايز بنتي تتربى شوية وآخد منها فلوسي بس مش عايزها تتورط في حاجة تقضي على حياتها .
وألا يفضل معانا عشان ينبهها قبل ما نوصلها .
إهدا بس عشان نفكر وسيب رقبته ھيموت في إيدك .
نزع يديه بالقوة من على عنق الرجل .. جلس يشعر بالاڼهيار .. كيف سيواجه عمه بم سيخبره كيف سيتحمل فكرة غيابها أو احتمال قټلها جلس متكورا يمسك رأسه بيديه ينهار جسده بكل الألم .
دخلا البيت تتشح ملامحهما بالحزن منكسي رأسيهما بأسى .. يغلب على وجوههم المتربة يأس و ضيق و بؤس عظيم
كنتوا فين يا ولاد من الصبح
نظر الاثنان لبعضهما ثم أعادا النظر للأرض وأكملا صمتهما
ما تردوا عليا أنا من ساعة ما رحت ل نهى و أنا معرفش رحتوا فين
بص يا عمي أنا هحكيلك كل حاجة من أول لما شكينا في مين يكون حړق المخزن الكبير لحد لما رحنا القسم النهاردة .
جلس يحكي كل التفاصيل لعمه ويشاركه في الحكاية علي الذي لا يقل عنه ألما .
طيب حلو أوي .. كده يبقى خدنا حقنا على الأقل هنصرف بوليصة التأمين طالما الفاعل اتقبض عليه .. إيه اللي مزعلكم بأه .
أحمد
أصل .. أصل
علي
ما هو يا بابا بعد ما رحت ل نهى تعمة حاولت تكلمك وتليفونك مقفول فقلقت عليك .
الأب
طيب وبعد ما قلقت
أحمد
راحت على الوكالة تسأل علينا .
الأب
أنتوا هتنقطوني .. حد فيكم يقول مرة واحدة .
أحمد
حد في الوكالة قالها إننا في المخزن واداها العنوان وكلمتني من هناك وقام تلفونها سكت مرة واحدة ومن ساعتها مش عارفين نوصلها .
نعمة!!!
أيوة .
أحمد
ثانية واحدة .. محدش كان عارف إني رايح المخزن .. مين في الوكالة اللي قالها
علي
يبقى هو ده الجاسوس
الأب
يعني بنتي مخطۏفة
متقلقش يا عمي .. أنا مش هسكت لحد أما أجيبها .
قطع كلامهم دخول نعمة وجهها ملئ بالتراب و ملابسها متسخة و يبدو عليها التعب قاموا إليها فزعين من مظهرها
كنتي فين يا بنتي
إيه اللي عمل فيكي كده
حصل إيه يا نعمة
ساعتين من القلق والتوتر .. ساعتين مرتا كعامين متتاليين من انتظار المطر في بلد قاحل جاف .. ساعتين ولم تتمالك فيهما نعمة أعصابها بعد .. تحلقوا حولها في فراشها وهي تجلس محتضنة ركبتيها متكورة على نفسها كقط وليد أعمى أرعبه مغادرة أمه وصوت صبيان الحي .
عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي
هزت رأسها بنعم برغم