حوريتى بقلم مارينا عبود
بصحيح ولا انتي نسيتي ياختي
ابتسمت زهيرة قبل ان تقبل فجر من وجنتها وترد
انسى دا ايه بس دول عوض ربنا ليا بعد ماكنت بتمنى بنت واحدة مع الولاد قوم ربنا يرزقني باتنين.. ربنا يتم فرحتي بيهم على خير يارب.
تكلمت فجر وهي تنظر امامها بقلق
دا علاء اللي هناك ده ومال شكله كدة ما يطمنش
تمتمت الاخيرة بداخلها قبل ان تكمل بصوت عالي لهم
ردت والدتها وهي تجلس زهيرة على اقرب المقاعد التي صادفتها
خليه يجي يروحنا بالمرة.. زهيرة مش هاتتحمل القعدة هنا .
عارضتها زهيرة
ليه بس ياسميرة هو احنا لحقنا نقعد
شددت سميرة بقولها
الدكتور منبه عليكي ماتجهديش نفسك.. خلينا نروح وترتاحي عشان نقدر نجيبك معانا بكرة تيجي تشوفي حسين ولا انتي عايزة ترجعي للرقدة من تاني وتنحرمي من شوفته.
اسفة ياحبيبي ان كنت خضيتك.
مسح بوجهه وهو يطرق برأسه ارضا
ربتت بيدها على ذراعه قائلة بحنان
الله يكون في عونك ياحبيبي..انت من امبارح مانمتش ولا ارتحت دقيقة .. تعالى روح بقا معانا عشان تنام مدام الحمد لله ان ربنا طمنا على حسين .
هز رأسه باعتراض
لا انا مش عايز اروح انا عايز اقعد اراعي اخويا .
تراعي فين تاني مش كفاية جوز البودي جاردات اللي جابهم عمي ادهم يحرسوه .. هو في إيه بالظبط ومين دا اللي هايئذي واحد تعبان وعامل حاډثة هو انتوا مخبين عننا حاجة
حدق بوجهها لحظات.. عاجزا عن النطق واخراج ما بقلبه من ألم وۏجع الخېانة التي طعنته في كرامته ورجولته من شخص اعتبره في أحد الأيام اقرب اصدقائه
مالك ياعلاء وشك مخطۏف كدة ليه ياحبيبي إيه اللي تاعبك
اجفلها ناهضا دون الإجابة عن سؤالها.. فقال متهربا بعيناه عنها
انا هاروحكم عشان ارتاح شوية زي ما انتي قولتي وكدة كدة انا بقيت مطمن على حسين دلوقتي.. بس انا مش شايف شروق يعني
ردت بابتسامة متسلية
لا ماهي شروق قالت سيبوني خمس دقايق مع حسين قبل ما اخرج واروح معاكم
بصوت ناعم كانت تردد بجوار رأسه وهو يستمع لها مغمض العينان
وحشتني ياحسحس ووحشني كلامك الحلو.. كدة برضوا كنت عايز تسيبني والنعمة لكنت هجمت عليك وقطعت في جلدك بسناني .
ابتسامة رائعة انارت وجهه المكدوم وهو مغمض العينان غير قادر على مجارتها وهي تتابع بإغواء
بيقولوا عليك تعبان قال وكنت هاتدخل في غيبوبة طب بذمتك والنبي بجد كان هايهون عليك برضوا تسيب واحدة زي القمر كدة من غير ونيس.. طب والنعمة لكنت فتحت دماغك تاني بأي حاجة الاقيها قصادي عشان افش غليلي فيك وبالمرة اخليك تفوق ڠصب عنك.. ايه رأيك بقى
ازداد اتساع ابتسامته حتى تألم مصدرا صوت تأوه.. فرددت مسرعة بلهفة
الف سلامة عليك ياحبيبي.. والنبي ما اقصد اتعبك.. بس انا بخرجلك اللي في قلبي بس.. عشان تعرف معاناتي وتعبي في اليوم اللي عادى عليا امبارح ده بطلوع الروح.
قالت الاخيرة بدلع كسابق كلماتها.. مما جعله يفتح عيناه اخيرا هامسا بتوعد رغم ضعف صوته
طب والنعمة لاطلعه عليكي ياشروق .. بس افوق واقوملك .
صدحت ضحكتها تجلجل في محيط الغرفة الصغيرة.. ولكنها أجفلت على صوت علاء من خلفها
بتضحكي على إيه ياشروق اخويا تعبان الله يرضى عنك .
رددت وهي تحاول السيطرة على ضحكاتها
خلاص ياعم انا خارجة اهو.. انا بس كنت بطمن على خطيبي حبيبي.. ولا اقول جوزي احسن بما ان كتابنا مكتوب..
ردد خلفها بسخط
ماتخلصي يابت الواد مش حملك وتعبان.. بدل ما يجي عصام يطردك بالزوق احسن .
هتفت بتذمر
ماخلاص ياعم اديني خارجة أهو ..سلام ياقلبي .
ختمت جملتها بقبلة على وجنته فاجئته وذهبت مسرعة .. مما جعل انظار حسين متعلقة بها حتى خرجت.. خاطبه علاء المتابع مايحدث مع اخيه
الله يكون في عونك ياحبيبي .. لو تحب ممكن امنعها ماتيجي تزورك نهائي تاني البت دي عشان ماتتعبكش .. ايه رأيك بقى امنعها ماتيجي
اشرق وجه حسين بابتسامة عريضة لمزحة أخيه الذي شعر بالسعادة لاستجابته للمداعبة ولوجوده حيا رغم كل ماحدث له بسبب غباءه في عدم كشف هذا الثعبان رغم كل المؤشرات التي كان يتعامى باختياره عن رؤيتها.. تنهد بعمق وهو يخرج خلف شروق وبداخله يصبر نفسه حتى يتعافى أخيه جيدا فيكشف له باقي الأسرار التى نوه عنها هذا الفتى المدعو مازن .
..................................
عاد أدهم لمنزله وهو يزفر متمتما بأبشع العبارات ڠضبا من عدم عثوره ورجاله على سعد الذي اختفى دون أثر .. لاعنا سوء حظه لعدم كشفه قبل ان يتمكن من الإمساك به في الوقت المناسب.. همس متعجبا من هدوء المنزل فهتف بصوته الجهوري
نرمين .. يانرمين .. انت فين موجودة
ساوره الشك وهو يخطوا لداخل المنزل الكبير.. يتذكر انقطاع اتصالها به من وقت أن اخبرها بإفاقة حسين وطمأنها على وضعه.. انها حتى لم تكلف نفسها عناء الذهاب الى المشفى لرؤيته ... هتف بصوت أعلى حتى خرجت اليه إحدى الخادمات من داخل المنزل
ايوة ايوة ياسعادة البيه الهانم مش موجودة
قال مستنكرا
نعم!! ازاي يعني مش موجودة هايكون راحت فين يعني الساعة دي
رددت الفتاة
والله ما نعرف يابيه.. دا انا لولا اني كنت بوضب البيت وشوفتها وهي خارحة بشنطتها الكبيرة من باب البيت مكنتش انا كمان هاعرف .
شنطتها الكبيرة !!
صاح بها قبل ان يخطو مسرعا نحو غرفة نومه فوجد خزانة الملابس خاصتها مفتوحة لأخرها وتقريبا خالية من معظم ملابسها.. بحث بالصندوق الخشبي الصغير فصعق من خلوه من جميع مجوهراتها وبعض رزمات اوراقه المالية.. يابنت ال.....
خرجت سبته وهو يستعيد قول مازن برأسه عن اكتشاف حسين لشقة سعد وعشيقته وامرأة اخرى تدعى أمينة.. اتت برأسه الفكرة مع استعادة وجود السبب الرئيسي لمحاولة سعد الحثيثة لقتل ابنه وطمس الحقيقة .. پغضب حارق ذهب لضرفة ملابسه مخرجا من أسفل ملابسه المرتبة سلاحھ الڼاري يتأكد من خزانته المحشوة بطلقات الړصاص قبل ان يضعها بسترته خارجا مرة اخرى لرجاله ..مصدرا لهم تعليماته الجديدة
..........................
بداخل غرفتها وبعد أن أنهت مكالمتها الهاتفية مع صديقتها سحر الساخطة من تصرفات والدتها وتعنت خطيبها في الضغط عليها للذهاب
والسفر معه لبلد اخرى للعيش هناك وترك كل شئ خلفها.. كانت جالسة متكومة على نفسها بقلق على حال حبيبها الذي قابلها بعناقه الكبير والغير متوقع امام الجميع وفرحة مشرقة بوجهه تسع الكون لاستفاقة أخيه وتحسن حالته وقت أن رأها صباحا وهي خارجة من المصعد ..ثم تبدل حاله مائة وثمانون درجة بعد ذلك وكأنه شخص اخر غير حبيبها.. انها حتى غير قادرة على الضغط عليه لمعرفة ما أصابه اشفاقا على حالته الغريبة في الحزن والأحباط.. ترى مالذي ازعجه لهذة الدرجة وافقده كل الوان الحياة
ممكن ادخل
اعتدلت مجفلة وهي ترى عمتها التي طرقت بخفة تستأذنها للدخول ودون انتظار اجابتها دلفت واغقلت الباب خلفها.. وهي تبتسم