الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصة حقيقية يرويها الدكتور : ابراهيم صبيح من دكاترة الاعصاب بالأردن.

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قصة حقيقية يرويها الدكتور : ابراهيم صبيح من دكاترة الاعصاب بالأردن
حضرت والدتي من الأردن برفقة شقيقتي لزيارتي وأنا في السنة الأولى في كلية طب الاسكندرية . 
كان هدف الزيارة طبي في المقام الأول فشقيقتي التي كانت تبلغ العاشرة من عمرها في ذلك الوقت ، عانت من تشنجات عصبية أصابتها منذ الولادة .
جلست والدتي مع قربيتي وشقيقتي في العيادة الواسعة الفاخرة التي تعج بحشود المرضى اللذين جاءوا كي يتم علاجهم على يد الطبيب القاهري الذي كان (رحمه الله) في السبعينات من القرن العشرين ، أشهر طبيب مصري في مجال جراحة الدماغ والأعصاب الانتظار في العيادة يمتد لساعات ، ووالدتي تجلس تتابع المشهد وهي في حالة قلق و فجاة تدخل إلى العيادة سيدة أنيقة تلبس حذاءً لامعاً وتحمل في يدها شنطة ذات لون يناسب لون معطف الفراء الفاخر الذي كانت ترتديه !

تجتاز السيدة الأنيقة حشود المرضى والمراجعين وتفتح باب غرفة الفحص وتغلق الباب خلفها بهدوء .
احتج المرضى المراجعين ومنهم والدتي على ماحدث فخرج الطبيب ليعتذر لهم قائلاً : هذه السيدة التي دخلت عندي ليست مريضة بل هي والدتي التي حضرت لزيارتي في أمرٍ خاص ..
أتمت والدتي زيارتها للطبيب الذي عاين شقيقتي ووصف لها الدواء المناسب ورجعت والدتي من القاهرة حيث كنت في استقبالها في محطة سيدي جابر بالاسكندرية ، وخلال توجهنا بالتاكسي من محطة القطار إلى شقتي المتواضعة أخبرتني والدتي عن نتائج زيارتها الطبية وحدثتني عن تلك السيدة الأنيقة ثم نظرت إلى الأفق البعيد من خلال زجاج السيارة وقالت :
أتضرع إليك يارب السماوات والأرض أن تجعل ابني طبيب أعصاب معروف وأقوم انا بزيارته في عيادته يا قادر يا كريم ..
لم تتحدث معي والدتي عن الموضوع بعد ذلك الحين ، ولكنني حملت حلم والدتي في قلبي وعقلي ..
تمر السنون وأتخرّج من كلية الطب وأسافر إلى بريطانيا للتخصص في جراحة الدماغ والأعصاب ، ويتم تعييني أستاذاً مساعداً في كلية الطب بالجامعة الأردنية في منتصف الثمانينات بعد مرور أربع سنوات من خدمتي في كلية الطب ومستشفى الجامعة الأردنية .
اخترت يوماً لتحقيق الحلم طلبت من أخي أن يحضر والدتي إلى عيادتي بحجة عمل فحوصات مخبرية ، في

انت في الصفحة 1 من صفحتين