قصة حقيقية يرويها الدكتور : ابراهيم صبيح من دكاترة الاعصاب بالأردن.
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الوقت الذي تكون العيادة فيه مزدحمة بالمرضى والمراجعين الذين يجلسون في صالة الانتظار حيث يفصلهم عني باب العيادة الذي تحرسه السكرتيرة جيداً .
طلبت من أخي أن يقنع والدتي بأن تتأنق وهي تزور ابنها في العيادة حيث حضرت وهي تلبس معطف الفراء الذي اشتريته لها من بريطانيا قبل ذالك بعام ، ومعه كانت تلبس حذاءً لامعاً وتحمل شنطة يد تماثل لون معطفها .
أنهيت عملي مبكرًا في ذلك المساء وعدت إلى الزرقاء حيث استقبلتني والدتي كعادتها بترحاب بالغ ، بعد تناول العشاء طلبت والدتي أن تجلس معي لوحدي .. قالت : أتعلم يا ابني أن الله سبحانه وتعالى قد حقّق لي اليوم حلماً ، وبدأت تحدثني عن تلك السيدة الأنيقة في القاهرة وكأنها تحدثني عنها لأول مرة فقد نسيَت تماماً أنها قد أخبرتني عنها في تاكسي الاسكندرية قبل ثمانية عشر عاماً .
تمر السنون وأسافر بالامس لحضور مؤتمر طبي خارج الأردن يتصل بي أخي ليعلمني پوفاة والدتي التي بالرغم من أنها سلمت روحها لبارئها إلا أن عيونها بقيت مفتوحة .. كان تفسير أحدهم أن لدى المرحومة أحد الاقارب المسافرين ... رجعت الى الاردن حيث قبّلت وجهها وكانت عيونها لازالت مفتوحة ووجهها البهي يشع بالقناعة والرضى .
قلت لها : وداعاً ... يا قطعة من روحي أقسم أنها كانت مغمضة العينين عند ډفنها .
رحمك الله ياوالدتي