السبت 23 نوفمبر 2024

اسكربيت- حصرى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

هم بي
ظل عقلها الساذج يلقي لها بالمبررات هربا من الواقع المرير بدت كالوردة المغروسة في حوش مقپرة تشعر بالغرابة من الموقف الأول لها مع تلك الذئاب الجائعة. 
إنه معلمها الفاضل كيف تسول لها نفسها أن تعتقد حوله هذا!
هي بالكاد تفسر أبجديات الإختلاط بالعالم الخارجي أسرتها محافظة متمسكة لو قامت بسرد ما يحدث معها لن يصدقها أحد كيف تجرؤ من الأساس أن تروي ما حدث وهي لا تعلم ما يسمى هذا!!
كانت تجلس على مقعد دائري بلاستكي دون ظهر تستند عليه بعض المرات وهي تجلس منشغلة بحل مسائل الفيزياء المعقدة بالنسبة لها وقد توسط والدها لمعلم زيع سيطه بمهارته بمثل تلك المسائل فناشده أباها أن يفهمها بوقت إضافي خارج عن وقت الحصة الخصوصية ليوافق الأخر وتحلق هي سعيدة فأخيرا ستتخلص من عقدتها مع بعض مشاكل الفيزياء لتحصل مجموعا مشرفا بعامها الثالث الثانوي يؤهلها بالإلتحاق بحلمها..

وها هي قد أتت في الوقت الذي حدده المعلم بعد إنتهاء مجاميعه الخصوصية لتلقى مصيرها المجهول معه الوقت قد تجاوز السادسة مساء وقد انصرفت السكرتيرة التي تعمل معه ولم يراودها ولو وازغ من شك به..
هي بطبيعتها مستكينة منعزلة دائما عن المجتمع لم تختلط يوما بأحد سوى بأقاربها حديثها مع والديها دائما عن الدراسة وحلمها ثقافتها محدودة جدا وليست على دراية بما يدور بالمجتمع من نكبات٠
محال أن يفعل الأستاذ مصطفى هذا إنه معلم وقور جدا يترك الحصص ويهرول للصلاة يؤدي فريضة الحج كل عام كما أنه ملتحي بالإضافة لهذا..
أنا هي السيئة أتخيل أشياء قبيحة مثل هذه!
ماذا تفعل! ليست لديها الجرأة ليصدر عنها أي ردة فعل سجال يمور بداخلها وظلت التساؤلات تسبح بعقلها..
ماذا ستقول لوالديها! كيف تحدثهم بشيء كهذا!
هل سيصدقها أحد! 
إذا وكيف تروى أشياء لا تفهمها.!!
قال بنبرة عادية
لم تسمع ما يقول هي هرولت نحو الباب خارجة فقد كانت تعتقد أن لا مناص من النجاة لم تعلم كيف بلغت نهاية الدرج بقلب هذا الظلام الدامس! 
خرجت تهرول بقارعة الشارع ولم تعيقها العطوب العديدة التي تغطي سطع الشارع تهرول وتهرول تنشد المنزل.
بوقت قياسي كانت تطرق باب المنزل بوجه تلون بألوان العلل وجبين متعرق.
ولجت سريعا بعدما فتحت لها الباب شقيقتها الصغرى أسرعت بأقدام بإتجاه غرفتها ثم أغلقت خلفها وهي تسقط على ظهر الباب باڼهيار وارتجاف..
تكورت على نفسها ولم تفتأ حتى غشيها بكاء مرير وظلت تزيد في بكاءها وهي تكتم شهقاتها بكفها.
وفيما هي تبكي سمعت صوت والدتها يأتي من خارج الغرفة.
بيسان يلا يا بنتي علشان تاكلي قبل ما تبدأي مذاكرة إنت جيت جري على الأوضة ليه!
أجلت صوتها وحاولت أن تبدو طبيعية تنحنحت تقول
أنا مليش نفس يا ماما أصل أنا عندي أسئلة وتحدي في الدرس بكرا وكمان عندي إمتحان عربي ولازم أذاكر كويس.
قالت الأم وهي سعيدة لحرص ابنتها على المذاكرة
ربنا يسهلك الصعب يا بيسان شدي حيلك معدتش في وقت على الإمتحانات.
وتسائلت
عملتي أيه النهاردة في الفيزيا .. الأستاذ بدأ يشرحلك في الفصل ده. هاا قدرتي تفهمي.
فور أن سمعت هذا وعلى غرارها اړتعبت فرائسها وظلال تلك اللحظات تهاجمها بلا رحمة تماسكت بالكاد ثم هتفت
أيوا الحمد لله يا ماما فهمت وحددلي مواعيد.
طب كويس يلا شدي حيلك خلاص الإمتحانات على الأبواب. 
حاضر يا ماما دعواتك وأنا هبدأ أذاكر علشان بكرا إن شاء الله.
ربنا يوفقك يارب.
وصمتت والدتها لتنزوي بيسان بأحد أركان الغرفة أطلقت العنان لدموعها.
إنها طفلة دائما ما كانت منعزلة وتسير في ظلال والديها أقصى

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات