تربصت بي اعين قاټلة بقلم سارة نبيل
بسرعة يا فتحية .. يلا..
زاد تعجب تميم وهو يشاهد ما يحدث لكن لم يملك ما يفعل فدخل غرفته بهدوء..
تنهد بثقل وأخرج هاتفه وانتظر الإجابة التي أتته بلهفة
نور عيني .. تيمو حبيبي طمني عليك عملت أيه.
ابتسم وقال بهدوء
بخير يا حبيبتي متقلقيش .. لقيت مكان كويس وأخذت أوضة فيه وهبدأ من بكرا أدور على الحاجة..
قوليلي توتا عاملة أيه..
هانت يا سوسو كلها أيام وهرجع ودعواتك معايا..
هو أنا ليا مين غيرك أدعيله إرجع بسرعة ومتغيبش علينا..
مع السلامة يا سوسو..
في رعاية الرحمن يا حبيبي..
ألقى الهاتف جانبا ومدد على الفراش براحة وهو يتلو أذكار النوم ... ذهب عقله تلقائيا إلى هذه الفتاة العجيبة ولماذا كلما تراه يتغير وجهها بتلك الدرجة..
وظل عقله يتعمق في التفكير حتى ذهب في ثبات عميق..
فرقت عن جفونها واستيقظت أخيرا من تلك الغفوة عقلها يسبح في فلك بعيد عن واقعها اشتعلت نظراتها مجددا بعد هذا الإنطفاء المؤقت..
غفران إنت كويسة .. أيه إللي حصل!
اعتدلت ببطء ثم تنحنت قائلة بنبرة باردة
ولا حاجة .. أنا كويسة..
طب مالك .. أغمى عليك ليه.
يمكن علشان قلة الأكل..
تنهد براحة ثم هتف
طب ارتاحي وأنا هبعتلك فتحية بالأكل..
لا يا بابا مش جعانة .. أنا هنام..
طب شدي حيلك مش عايز الموضوع ده يتكرر كان ممكن إللي اسمه تميم ده ياخد باله..
ليه أيه إللي حصل.!
هو إللي جه وبلغ إن مغمى عليك فوق أيه عرفه إن إنت فوق ووصله للسطح..
مش عارفة يمكن لما لقى باب السلم مفتوح فضوله سحبه لفوق..
قال بحزم
طب اعملي حسابك على بكرا آخر النهار تنفذي واخلصي منه..
لا تعلم لماذا لأول مرة طرق قلبها بهذا العڼف ولماذا هذا الخۏف الذي هاجمها ونفور سيطر عليها..
هناك شيء مجهول يطبق على صدرها إنها مجهولة الهوية تتلبس ثوب ليس على مقاسها..
أبعدت الغطاء ولامست قدميها الأرضية الباردة ثم خرجت للشرفة ووقفت تنظر للظلمة المحيطة بالأشجار والغابة كان الهواء يداعب خصلاتها للتطاير خلفها ترفرف بجمال غامت أعينها بذكريات لطيفة فأغمضت أعينها تتوافد تلك الأحداث والكلمات على عقلها..
هيئات الصلاة .. الكلمات التي كان يرددها تشبه التي استمعت إليها ذات مرة أثناء ذهابها للقرية السفلية فكان صوت المسجد يعلو بها..
ملامح وجه هذا تميم تضوي أمام أعينها دون فرار صفاء .. ونقاء تحملها ملامح وجهه الندية..
إنه يختلف عن كل من أتى إلى هنا..
التفتت وخرجت من الغرفة بهدوء حافية القدمين ترتدي رداء يصل لبعد الركبتين بقليل وظلت تسير ببطء قاصده غرفته..
وقفت ببعض التردد أمام الغرفة .. تشعر أنها تفقد السيطرة على نفسها ولا تشعر بما تفعل..
إنها طفلة تشعر بحماس لشيء خفي يدثرها .. شيء جديد يغوص بأعماقها..
أنا أيه إللي حصلي.. وأيه إللي هعمله ده..
جاءت تعود لكنها توقفت ثم حسمت أمرها ووضعت يدها على المقبض وأدارته ثم تسحبت للداخل ببطء على أطراف أصابعها..
الغرفة غارقة في الظلام إلا من ضوء القمر الذي يتسلل من النافذة..
من هو تميم هذا.
تململ تميم بنومته وتقلب للجهة الأخرى فوثبت سريعا ثم تحركت خارج الغرفة لكن قبل خروجها لمحت كتاب موضوع بإهتمام فوق مكان عال..
قبل أن تخرج وأغلقت الغرفة بهدوء ثم عادت لغرفتها بحماس لمعرفة ما في الكتاب فهي شغوفة بعض الشيء بالكتب..
جلست على الفراش ذا الستائر الصفراء المتدلية تتطاير مع الرياح .. فتحته بهدوء وجاءت لتقرأ وهي تتعجب منه فهو مختلف عن كل الكتب التي تعرفها وذا تصميم مختلف..
صدمت حين جاءت لتقرأ لكنها عجزت عن القراءة بشكل صحيح..
فقالت بتقطع
وإذا ... سألك عبادي ... عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
حملته برفق بين يديها المرتعشة وهمست بنبرة خائڤة
دا القرآن إللي بسمع عنه من القرية .. بس أنا ليه مش عارفة أقرأه ..
نظرت للسماء وهمست بحيرة
أنا ليه مش عارفة حاجة.. أنا ليه متكتفة
وضعته بجانبها ثم مالت وهي تنظر له بقوة حتى ذهبت بثات عميق..
في صباح باكر بعدما أدى صلاة الفجر وقرأ سورة يس عقب الصلاة وردد أذكار الصباح..
خرج للغابة والشمس تستيقظ من مخدعها من خلف الأشجار بنشاط..
ظل يسير يبحث عن مقصده بهدوء يرتدي بنطال من اللون الأسود وقميص باللون الأبيض فكان وسيما بخصلاته البنية وأعينه التي شاركت لون القهوة..
بالجهة الأخرى كانت تركض بقوة وهي تضحك ضحكة نادرة تكسر عبوسها الدائم..
تركض وهي تنظر له بمرح بين الأشجار..
ملار هسبقك المرة دي ..
أسرع في العدو وكأنه يفهم ما تقول لتسرع هي الأخرى تقفز من أعلى الجذوع..
وبينما يسير تميم تنائ له صوت يعرفه جيدا .. هذا خطړ شديد جدا.. عليه الخروج على الفور..
لكن كانت صدمة شديدة