انا والطبيب
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
مفيش أي تحسن ملحوظ ولو واحد في المية محدش قدر يخرجها ولو خطوة واحدة من إللي هي فيه.
رد الطبيب بأسف
كانت هذه جلسة لأطباء مشفى السبيل للأمراض النفسية والعقلية من بينهم الطبيب الجديد الذي استمع لكل كلمة بإنصات واهتمام.
إحنا واثقين من خبرتك ومن جدارتك بس إحنا متأكدين بردوه إن مفيش حالة زي دي قابلتك
أتمنى تفكر وتسيب المړيضة دي لحال نصيبها
دي مهما عملت مش بيصدر منها أي ردة فعل وتقريبا فاقدة النطق.
اتفضل دا تقريرها وأوضتها رقم ٢٠.
شكرا يا دكتور بالتوفيق للجميع.
وسؤال واحد قڈف لعقله..
كيف لفتاة أن تعالج من أزمة نفسية وسط هذا الظلام والكئابة!!
لتكون المفاجأة الثانية من نصيبه وهو يرى هذه الغرفة التي أقل شيء يقال عنها أنها تصيب بالأزمات النفسية..
وألوان جدرانها رمادية باهتة هل هذه أجواء يعالج بها شخص محبط..!!
وسؤال أخر يدور بفلكه..
لماذا هذه الغرفة ليست كبقية الغرف!!
بقية الغرفة تعج بالحياة والأمل ملونة بألوان زاهية مزينة والضوء يغمرها وحديثة بأعلى المستويات كمستوى مشفى السبيل..
التفتت شاعرا بنبض قلبه بعنقه لتقع أنظاره على الفتاة..
وجه شاحب أعين يكللها حلقات سوداء تلتف من حولها جسد باهت هزيل يتدلى فوقه ثوب
كان قيس مأخوذا مبهوتا فسار حتى جذب المقعد وجلس بجانب فراشها يناظرها بشفقة وفضول فهي يلفها علامات استفهامية عديدة..
تنحنح ثم قال يجذب انتباهها
أنا قيس..
وابتسم يكمل بمرح
بس مش تقلقي أن قيس البنا بس..
وكأنها لم تستمع لحديثه من الأساس لم يصدر عنها أي ردة فعل تدل أنها استمعت إليه..
يعلم أن إجابته الصمت كان بين يديه دفتره الخاص وقلم وأخذ يدون بعض الأشياء وقبل أن يواصل حديثه معها كان الطبيب سامي يقتحم الغرفة وعلى وجهه أمارت الفزع وهدر آمرا
انتفض قيس من مقعده وقال باعتراض
دي أوامر يا دكتور قيس وأرجوك متفتحش علينا أبواب جهنم وبعدين متحاولش تعالجها لأنها مستحيل تستجيب .. هي ھتموت وهي مكانها كدا..
وخرج پغضب تاركين إياه بعد أن ڠرقت الغرفة في الظلام مرة أخرى..
كلمات أشبه بالكثير من الألغاز العجيبة ما هذا الهراء الذي تفوه به للتو إنها چريمة!!
هتتعالجي وهرجعلك الحياة وهتعيش حياة سعيدة وهخرجك من الظلام ده بإذن الرحمن..
هوصلك وهفك لغزك يا .....
وصمت قليلا ليهمس بإصرار
يا ... قدر.
وخرج من الغرفة كالإعصار تاركها وسط ظلماتها..
أبعد عويناته ينظر لهذه الطبيب المنتقل حديثا للمشفى باهتمام ظل يطالعه قليلا فزفر قيس بملل وقال
أيه يا زكي هتفضل تبصلي كتير كدا وكأنك أول مرة تشوفني ولا تعرفني..
لازم تساعدني بأي معلومة تعرفها عن قدر..
طالعه قيس وهو يكاد أن يجن من بروده ليتدارك زكي قائلا
قصدك المړيضة إللي في الأوضة رقم ٢٠..
ردد قيس بسخرية
وهي ملهاش اسم يعني!! .. ملفها مكتوب إن اسمها قدر حتى الاسم الثلاثي مش موجود .. قدر كدا وخلاص .. ومفيش أي معلومات عنها أبدأ من عندها العلاج..
بص يا قيس أنت لسه جديد هنا ومتعرفش حاجة .. فخد مني النصيحتين دول لله وعلشان أنا
متحاولش تتدور ورا المړيضة رقم ٢٠..
مفيش هنا أي معلومة عنها أقدمها ليك ولا نعرف عنها حاجة إحنا كموظفين صغيرين..
وأنت كمان لازم تنفذ الأوامر علشان مش ټتأذي ومتفكرش كتير يا دكتور قيس..
وتركه وذهب .. تركه في دوامة تبتلعه للمرة الأولى يجابهه شيء كهذا..
منذ تخرجه وهو يعمل بكافة المراكز والمشافي المختلفة غير السبع سنوات الاحترافية بخارج
رؤيتها لمرة واحدة نجحت في استحواذ فكره وشحذ إهتمامه..
فمن هي