الألم القاسى
بس
هز جلال راسه نافيا قائلا بصوت جاد عينيه تدور بينهم بحزم
صدقونى مفيش حاجة وكل الامور بخير اطمنوا
زفر سعد براحة اما شروق فقد ازداد حدة بكائها سعد اليه بحنان متجاهلا تلك الشهقة المستنكرة الاتية من خلفهم فقد كان كل همه شروق فى تلك اللحظة غافلا عن همسة زاهية لقدرية المستنكرة
شوفتى البت وفجرها ولا همها حد من الواقفين ازاى
وغيظ
قادرة زاى اختها وعارفين ازاى يسرقوا الكحل من العين
لترمى باتجاهم سهام عينيها الحانقة تتابع ما يحدث بوجه حانق مستنكر لما تراه من لهفة واهتمام من ولدها لتلك المختفية خلف الابواب
شعرت بجسدها خفيف بلا وزن كسحابة فى السماء منيرة صافية تشعر بالراحة والسعادة وهى بتلك الخفة التى اصبحت عليها جسدها مستمتعة بذلك الاحساس وما يبعثه من راحة بداخلها
ثم اسرعت تلتفت الى والدتها النائمة فوق مقعدها بأرهاق تناديها بفرحة لتهب جالسة سريعا بهلع تحول سريعا لشهقة فرحة وسعادة حين وجدتها مستيقظة تجول عينيها فوقها بحب ولهفة رغبة فى الاطمئنان عليها ثم ټنفجر باكية بشدة بعدها لبتسم شروق باستسلام تهتف بحنان
ابعدتها عنها بعد حين قائلة بجدية
وقلق
ماما. انا فين وحصلى ايه ....و مين جلال اللى بتتكلم شروق عنه ده
فغرت صالحة فاها پصدمة وذهول تفر الډماء من وجهها فاقدة للنطق من هول ما سمعت
الفصل الثامن
انا عاوز افهم دلوقت ايه اللى بيحصل الا والله هطربق المكان على اللى فيه ...عاوز حد يرد عليا
جلال بيه احنا نفسنا مش فاهمين ايه اللى حصل كل الاشعات ادامى بتقول انها سليمة والمخ محصلش ليه اى ضرر فممكن اللى حصل ده عارض طبيعى من تأثير الخبطة ليوم او يومين وبعد كده الامور ترجع لطبيعتها
هو ايه اللى امر طبيعى! ان مراتى مش فاكرنى ولا فاكرة جوزانا من الاساس ولا والمصېبة فاكرة نفسها مخطوبة لواحد تانى وتقولى عادى وطبيعى
زمجر بغيظ وڠضب يدفع باصابعه فى خصلاته بقلة حيلة ونفاذ صبر لتنهض شروق تحدثه فى محاولة لتهدئة
انا بقول تروح انت ترتاح ونخلى خلود والخالة صالحة معاها والصبح نكون فوقنا وهدينا ونشوف هنعمل ايه
هز جلال راسه بالرفض القاطع قبل حتى ان ينهى سعد حديثه قائلا بحزم
لااا انا اللى هبات هنا معاها خد انتى خلود ووالدتها وروحوا اترتاحوا
اسرعت شروق قائلة بقلق وتردد
بس ليله مش هترتاح لترتيب ده متنساش انها متعرفك...
مطت حروف كلماتها الاخيرة تقطع حديثها بغتة حين رأت جلال يتحول وجهه للون الاحمر القانى عروقه نافرة بقوة تكاد ټنفجر من شدة غضبه وسخطه يفح من بين انفاسه
فكرانى مش فكرانى دى مراتى وانا بس اللى اقول ايه اللى صالح لها
همت شروق بالرد عليه لكن تأتى نحنحة الطبيب الحرجة مقاطعة لها قائلا بصوت محرج قلق
انا شايف ان كلام جلال بيه هو الانسب كل ما اتعاملنا معاها بطبيعية كل ما الامور رجعت لنصابها باسرع وقت
ساد الصمت ارجاء الغرفة بعد حديث الطبيب تبادل خلاله الثنائى متضاد الرأى النظرات حتى اتت كلمات سعد الفاصلة تنهى حديث الاعين الحاد
خلاص مدام الدكتور شايف كده وان ده الانسب يبقى بينا يا شروق والصبح من بدرى نرجع لهم
همت شروق بالاعتراض لكن اوقفها سعد بحزم بنظرة من عينيه محذرة لتخفض رأسها زافرة بحدة قبل ان تهزها لهم بالموافقة تخرج خلف سعد من الغرفة يتبعهم جلال بخطوات بطيئة
باحثا عن غطاء شعرها وحين وجدته جذبته سريعا تضعه فوق رأسها فإستفزته تلك الحركة بشدة يجز فوق اسنانه حنقا وهو يتقدم منها بأندفاع لكنه توقف مكانه بغتة مرة اخرى و