الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ورد

انت في الصفحة 22 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز


فكنت اشعر اننا نقترب لبعضا البعض اكثر وتذوب بيننا المسافات واصبح الوقت كفيلا بأن يصلح ما افسدته الظروف الحياتيه
التى اجبرتنا ولوت رقابنا اسفل قدميها وشعرت ان مكانتى لديه ترتفع وقلوبنا تحارب العقبات وتتخطاها بكل أريحيه حتى أخبرنى انه اخذ قرارا حاسما بعد تفكير طويل وانتظار لا طائل منه وقرر ان يترك داليا فهو لم يعد قادرا على إعطائها الحب الذى تريده بل وأصبح مقصرا فى اهتمامه بها وبدئت اوصال علاقتهم فى التمزق رويدا فالافضل لها وله ان يتركا بعضهم البعض قبل ان يظلمها اكثر 

. طلبت منه ان يفكر فى هذا الامر كثيرا وان يتمهل فى هذا القرار فذلك ليه بالقرار الذى يتخذه الانسان بسهوله بل يحتاج لتدبر وتأنى . فكان حديثنا مستمرا وصوته العذب هوا اخر مااسمعه قبل ان اغفو واستمريت انا فى دراستى وحياتى بصوره طبيعيه حتى تلك المحادثه التى حدثت مؤخرا . كنا كعهدنا نتبادل اطراف حديثنا السري اثناء انشغال داليا فى اعمال البيت او محادثه هاتفيه تبقيها مبتعده ولو لدقائق ولكن ذلك اليوم دخلت داليا فجأه قبل ان يغلق عمر الهاتف فوضعه بجانبه بسرعه وقلبه على وجهه حتى لا ترى داليا رقمى وتعلم انه يحدثنى فانتظرت حتى ينهى حديثه معها ليعود لمحادثتى فكنت اضع الهاتف على اذنى وانتظره يعود فكنت اسمع حديثهم بوضح
عمر
ايوه ياداليا
كنت عايزه اقولك حاجه
اتفضلى
فى الفتره الاخيره انا حاسه انك متغير معايا ومش عارفه انا عملت ايه خلاك تبعد عنى وحصلت بينا الفجوه دى . بس انا بحبك ياعمر وهعدل من نفسي وهغير اى حاجه بتضايقك فيا المهم انك ترجعلى تانى
ايه بس اللى انتى بتقوليه دا ياداليا . خلينا نتكلم فى الموضوع دا يوم تانى
متقلقش احنا مش هنتكلم فيه تانى علشان هيكون فيه حاجات اهم بكتير نتكلم فيها
حاجات ايه 
انا حامل
الحلقه الثانيه عشر
سقط الهاتف من يدى بعدما سمعت حديث داليا . كان بداخلى مشاعر مضطربه ومتضاربه فكنت اشعر بالقهر والڠضب وكأن العالم بأجمعه يعاندنى وكنت اشعر بالغيره التى لم اشعر بها تجاه داليا من قبل وايضا كنت اشعر بالسأم لتلك الحياه التى احياها بلا أمل ولا استقرار . ظللت جالسه بمكانى قرابه العشرون دقيقه بلا حركه وكأننى تمثال من الشمع لا روح فيه فكنت بالفعل هكذا فكلما شهرت ان روحى عادت لجسدى وعاد معهت الامل والحياه كلما انتزعها القدر منى وكأنى يمقتنى ويتمنى التسبب فى الام لا حصر لها. افقت على رنين هاتفى فكان عمر يعاود الاتصال بى ولكن فى تلك المره عندما رأيت اسمه كان بداخلى بركان ثائر فلا اريد ان احادثه ولا ارد اراه فقط اريد ان اجلس بمفردى لأرتب حياتى وألملم ما تبقي منها . ظل يعاود الاتصال اكثر من عشر مرات وفى كل مره انظر للشاشه حتى انتهاء الرنين وانا
اعلم جيدا انه ېحترق الان فكأننى انتقم منه بذلك الفعل الصبيانى فطان غضبى يكفى لټدمير بلده بأكلمها ولو تحدث لنفثت نيرانا من فمى ولتحولت لشيطان رجيم . عندما تأكد اننى لن اجيبع ارسل لى برساله صوتيه . فتحتها واستمعت لها فى بلاده وركود ولم احرك ساكنا
ميراس لو سمحتى ردى عليا . انا عارف انك سمعتى داليا ومتخيل حالتك دلوقتى عامله ازاى بس ارجوكى ردى عليا خلينى اسمع صوتك واطمن عليكى . مش هحلفك بحياتى يمكن ملهاش قيمه عندك بس وحياه تميم تردى عليا
اغلقت رسالته ودخلت فى نوبه بكاء من نوباتى التى لاتنتهى فكأن قلبى استعاد نبضه بعدما سمعت صوته فتدفق الډم لمخى واستعبت ما أنا فيه . عاد لرنينه الملح واتصالاته المتواصله ولكن بكائي وارتعاشه يدى حالت بينى وبين زر الإجابه فأغلقت هاتفى كله ونزعت بطاريته حتى لا يكون هناك اى مجال لحديثنا معا الان .
ظللت ابكى حتى خارت قواى وخمدت طاقتى فنمت كالأموات حتى عصر اليوم التالى ودموعى فى عينى لاتنضب ولا تجف وكأننى أهرب من واقع ارفضه فلا اريد مواجهته ولا اريد ان اضطر لأخذ قرار حاسم الان فكان النوم هوا سبيلى الوحيد للهروب من صراعات عقلى التى لاتنتهى ولم استيقظ الا على بكاء تميم ولولا ذلك لظللت نائمه ماتبقي من عمرى انسج حلما جميلا اعيش لداخله واترك ذلك الواقع المرير الذى يتفنن فى ان يذيقنا كل انواع العڈاب . استيقظت وانا اكبر من عمرى بعشرون عاما اضافها القدر لعمرى فكنت اتحرك ببطئ كالعجائز وعيناى شبه مغلقتان ومتورمتان من كثره البكاء . كان لابد من وقفه مع نفسي وحديث
صامت طويل احسم فيه امرى ولكن لم استطع ان انل ذلك الوقت الان فلم تمر اكثر من ساعه منذ استيقاظى حتى سمعت طرقات على باب شقتى . قمت متكاسله افتح الباب ببطئ ولكنى استعدت انتباهى دفعه واحده
داليا
وجدتها واقفه امام بابى مبتسمه متحدثه بهدوء
ممكن ادخل
ازحت لها الطريق لتدخل ومازالت عيناى ترمقها بنظره تحوى مشاعر
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 78 صفحات