الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية ورد

انت في الصفحة 57 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز


طوال الليل افكر فيما حدث حتى انقشع الليل وظهرت الشمس جليه خرجت من غرفتى فوجدت صفي نائما أمام التلفاز فذهبت لغرفه تميم ايقظته وجلست بجواره انظر اليه انظر لذلك الطفل الذى عانيت كثيرا من اجله فكان لى السند والهدف والمحفز الذى جعلنى اقوى اضعاف المرات فتح عينيه ببطئ ونظر لى باستفهام
ماما مالك فيه حاجه ولا ايه 

انا موافقه على الخطوبه
نهض من فراشه يحتضننى فى سعاده غامره لم يستطيع اخفاءها وركض ليخبر صفي بما حدث بعد قليل حضر صفي لغرفه تميم وتركه يجرى اتصاله بمرام يخبرها بقرارى 
انتى بجد وافقتى 
نظرت لصفي بابتسامه يشوبها الالم 
ايوه
جلس بجوارى ورفع رأسى بيده لتتلاقا عينانا
ايه اللى حصل 
ابتسمت بهدوء واستطردت
ولا حاجه فكرت فى كلامك واقتنعت بيه
بس ميراس مش بتقتنع بسهوله 
بصراحه حسيت انه اختبار لنفسى قبل اى حاجه تانيه فيه جوايا شكوك حابه اتأكد منها وفعلا تميم ومرام ملهمش علاقه بمشاكلنا زمان حرام ناخدهم بذنبنا والبنت يمكن تكون كويسه انا عشت حياتى فاكره ان السعاده هلاقيها مع شخص هوا اكتر حد وجعنى وكسرنى واللى كنت ببعد عنه بقى هوا مصدر سعادتى وخاېفه اظلمهم زى ماظلمت نفسي زمان
انا كنت واثق فى عقلك وفى قلبك مش ميراس اللى تحكم على الناس وتظلمهم وهيا اكتر واحده اتوجعت من الظلم
لا ادرى لما وافقت هل حقا اختبر نفسى اذا كنت ارفض تلك الزيجه بسبب عمر ام اننى الان اختلق العذر لداليا فيما فعلته معى سلفا ام اننى حقا اراهم مظلومون فى تلك المعركه لا اعلم اين هيا الحقيقه ولكنى سأجتاز ذلك لأجل ابنى ولأجل نفسى .
لم يتوانى تميم لحظات وسمعته يحدث مرام فى الهاتف لم اكن اعلم ان بينهم اتصالا او حديثا من الاساس ويبدو اننى لا اعلم الكثير كان يسئلنى كل دقيقه متى سيتصل ابى بعمى عمر ويحدد معه موعدا فكان يخفق
قلبى كلما ردد الامر واتحجج ببعض الاعمال التى تعيق ذهابى لبلدتنا ذلك الاسبوع وكلما مر يوم واخر كان يزداد إلحاحا حتى اننى كنت اثور عليه فى بعض المرات بحجه عدم تفرغى لذلك الامر حتى كف عن سؤالى علمت انه اصبح يتغيب من الجامعه بل توقف عن تناول الطعام معنا واحتل الحزن ملامحه كل من فى المنزل يلومنى ولا احد يشعر بقلبى وما به من خوف وقلق شديد ولكنى فى النهايه رضخت ووافقت ان يحددوا موعدا 
ركض صفي ومعه تميم وحملا الهاتف واتصلا بعمر وحددا معه موعدا يوم الجمعه القادم كانت دموعى توشك على التساقط وانا اضع يداى على اذنى لا اريد سماع حديثهم واتمنى ان يحدث اى شئ يعيق تلك الزياره الكريهه الثقيله على قلبى ولكن للأسف لم يحدث شئ واتى يوم الجمعه سريعا جدا وانا التى ظننته لن يأتى ولكنا حتما سنصطدم بما نخشاه يوما .
امسك صفي بيدى واخبرنى ان كل شئ سيكون على مايرام وترجانى الا اخزل تميم ارتديت ملابسى متثاقله ولكنى انتقيتها بعنايه حتى اننى ارتديتها وخلعتها اكثر من مره لأجد الزى المناسب الذى يجعلنى اصغر فى العمر ولا يبدو الزمن على ملامحى جلست بجواره فى السياره ابتهل الى الله كى ينتهى ذلك اليوم بلا خسائر ودقات قلبى فى تزايد مستمر كلما اقتربنا من المنزل حتى توقفت السياره امام الباب الذى خرجت منه منذ سنوات كثيره احمل تميم بين يدى وابكى باڼهيار بعد ان طلقنى عمر حتى عندما توفت جده تميم منذ سنوات قليله لم احضر العذاء وتحججت بوجودى فى القاهره حتى لا ادخل ذلك المنزل مره اخرى وها أنا الان اقف امامه اوشك على دخوله مره اخرى .
توقفت أمامه لدقائق وكأن قدماى تسمرتا فى الارض لا تريد التحرك حتى حثنى صفى وتميم على التقدم امسك صفي بيدى فكنت ارتعش بلا إراده وتقدم تميم لدق جرس
الباب لحظات قليله مرت كالسنوات استعدت فيها كل ذكرياتى فى ذلك المنزل يوم ان تزوجت عابد ويوم ان توفى ويوم زواجى بعمر ويوم احتراق ظهرى ويوم عاد عمر بعد ان شفي من مرضه ويوم طلقنى عمر وعاد لداليا مشاعر متخبطه متصارعه بداخلى اسحب جسدى للوراء اريد ان اعود من حيث اتيت وأوبخ نفسى لموافقتى على تلك المهزله ولكن توقفت عندما فتح عمر الباب وظهر من خلفه وكأن السنوات لم تمر .
كما هوا جذابا مبتسما بعذوبه هيئته القويه وجسده الرياضى لم يتأثر كثيرا ربما نمت بعض الشعيرات البيضاء فى رأسه وذقنه ولكن زادته وسامه صافح تميم واحتضنه وصافح صفي ثم جاء دورى كنت اريد ان انظر لمرآتى لأتأكد اننى مازالت جميله ولم اصبح عجوز شمطاء جل مايهم المرأه مظرها حتى وإن تحاربت
مع عدوها تريد ان تكون فى كامل زينتها مد يده لى ليصافحنى وعلى وجهه ابتسامه اكثر اتساعا حاولت الا تتلاقى نظراتنا ومددت له يدى لأصافحه بسرعه واعيدها مره اخرى ولكنى فى النهايه ضعفت ونظرت له وكأننى
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 78 صفحات