قصة الرجل الفقير وكرم الله
كان هناك رجل فقير يعيش في قرية ريفية بسيطه وكان يعمل فلاحا علي قطعة
أرض صغيره جدا ورثها عن أبيه ولكن كان العائد منها بالكاد يكفي أن يطعمه طقتين في اليوم هو وأبنائه وزوجته
مرت الأيام والسنين وظل الرجل على وضعه البسيط حتي زاد الحال ضيقا واشتد خصوصا بعد مرض زوجته مرضا عضالا الذي تطلب منه أموال كثيرة ليعالجها
بجانب متطلبات أبنائه من ملبس ومأكل
عظم الأمر على هذا الرجل الفقير وزاد الهم والغم بعدما زادت ديونه وأصبح لايملك شيئا بعد أن قام ببيع قطعة الأرض التي كان يملكها ورهن بيته ليسدد بعضا من
الديون التي عليه وبات مهددا بالتشرد هو وأبنائه الذين لم تمتلأ بطونهم لأيام
ولكنه لم ييأس من روح الله عز وجل
وفي يوم من الأيام جلس الرجل ليلا يبكي بحرقه وهو يستمع لأنين أبنائه ومعاناتهم اللذين أتعبهم الجوع
ثم توضأ ليصلي ويشكي همه لله ويدعوه بأن يفرج عنه ويؤتيه من فضله حتي ساعه متأخرة من الليل وهو يبكي ويدعوه إلي أن نام وفي الصباح وكعادته أستيقظ مبكرا ونظر إلى زوجته المريضه وأبنائه الذين
يتقلبون من الجوع وبنظرات كلها حسرة وبقلة حيلة هم متجها ناحية المزرعه التي
كان يعمل بها بعدما باع أرضه الصغيره وهناك حدث مالم يكن في الحسبان
حدث شيء عجيب وغريب
حيث كان يمشي رجلا غنيا جدا مع أحد أبنائه بين الحقول
وأثناء سيرهما شاهدا حذاء قديما اعتقدا أنه لرجل فقير يعمل في أحد الحقول القريبة والذي سينهي عمله بعد قليل ويأتي لأخذه
فقال الإبن لأبيه
ما رأيك يا أبي لو نمازح هذا العامل ونقوم بإخفاء حذائه وعندما يأتي ليلبسه يجده مفقودا فنرى كيف سيكون تصرفه !فأجابه الأب وقال
يجب أن لا نسلي أنفسنا بأحزان الآخرين ولكن أنت يا بني غني ويمكن أن تجلب
السعادة لنفسك ولذلك الفقير بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذائه وتختبئ كي تشاهد مدى تأثير ذلك عليه
أعجب الابن بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك الرجل ثم اختبأ هو
وبعد دقائق جاء الرجل رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعه ليأخذ حذاءه
وإذا به يتفاجأ عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا ما بداخله وعندما أخرج ذلك الشيء وجده نقودا !!
وقام بفعل الشيء نفسه في الحذاء الآخر ووجد نقودا أيضا !!
نظر مليا إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم ..
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحدا حوله !!
وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يناجي ربه أشكرك يا رب يا من علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز فأنقذتني وأولادي من الهلاك
واستمر يبكي طويلا ناظرا إلى السماء شاكرا هذه المنحة الربانية الكريمة .
تأثر الابن كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع عندها قال الأب
ألست الآن أكثر سعادة مما لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء
أجاب الأب لقد تعلمت درسا لن أنساه ما حييت
الآن فهمت معنى كلمات لم أكن أفهمها في حياتي عندما تعطي ستكون أكثر سعادة من أن تأخذ .
فقال له الأب
لتعلم يا بني أن العطاء أنواع
العفو عند المقدرة عطاء
الدعاء لأخيك بظهر الغيب عطاء
التماس العذر له وصرف ظن السوء به عطاء
الكف عن عرض أخيك في غيبته عطاء