قصة الغلام والحاج بن يوسف الثقفي
انت في الصفحة 2 من صفحتين
النساء وأنا صغير لم أطلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن فبنت العشر سنين من الحور العين وبنت العشرين نزهة للناظرين وبنت الثلاثين جنة نعيم وبنت الأربعين شحم ولين وبنت الخمسين بنات وبنين وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين وبنت السبعين عجوز في الغابرين وبنت التسعين شيطان رجيم وبنت المائة من أصحاب الچحيم.
فقال الغلام ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يرتاح لها قلب وعقل رجل
فقال الحجاج أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم
فقال الغلام هو بيت حاتم طي.
حيث يقول
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني قبل العيال على عسر و إيسار
فقال الحجاج أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة
وقال الحجاج في نفسه إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قټلته فلما قدمها له
ثم قال الحجاج خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية.
وقالت خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول
و قرقعت اللجان برأس حمرا ... أحب إلى مما تغمزني
أخاف إذا وقعت على فراشي ... وطالت علتي لا تصحبيني
أخاف إذا فقدت المال عندي ... تميلي للخصام وتهجريني
فأجابته الجارية تقول
معاذ الله أفعل ما تقول... ولو قطعت شمالي مع يميني
وأكتم سر زوجي في ضميري ... وأقنع باليسير وما يجيني
إذا عاشرتني وعرفت طبعي ... ستعلم أنني خير القرين
فقال الحجاج ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر.
فقال الحجاج خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
ثم قال الغلام من أين أخرج يا حجاج
فأجابه الحجاج أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام.
فقال الجلساء للحجاج هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعڈاب
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالما غانما بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه...
اذا أتممت القراءة علق بالصلاة على رسول الله لتصلك باقي المنشورات حبيب رسول الله