عشرة امثالها
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ثم قال :له شكرا يا عم جزاك الله خيرا سأجعل أمي تدعوا لك ثم مشى قليلا وأعاد النظر للنقود بيده الصغيرة وهو سعيد واتجه للصيدلي لشراء الدواء بينما صابر يتابعه بعينيه حتى دخل الصيدلية ولم يعد لدى صابر اختيارات فالاتوبيس هو الحل المتاح حاليا والجنيهات المعدنية بجيبه تتخبط فيما بينها لتحدث جلجلة معلنة تحررها من سجن جيبه وبالفعل وصل الأتوبيس واستقله صابر واقفا بين جموع لا تجد مقعد والعرق ينهال على وجوههم ولكن صابر كان سعيدا أنه لأول مرة يعطي أحدا مستحق مبلغ كبير كهذا عشرة جنيهات ماذا لو علمت زوجته ؟لا لن يقول لها سيجعلها صدقة مخفية لعل الله يتقبلها منه ويعطيه عشرة امثالها، مر الوقت سريعا فلم يشعر به صابر لشروده في موضوع الطفل والعشرة جنيهات حتى وصل الاتوبيس لاقرب محطة من بيت صابر فنزل واكمل الطريق للمنزل وهو شارد في ديونه التي لم يتبق على وقت سددها الكثير من الوقت كم كان يتمنى أن يبيع أخيه الأرض التي ورثاها عن أبيهما قبل موعد سداد ديونه ولكن هيهات الأيام تمر ولم يجدا مشتري واحد يفكر بشراء تلك الأرض النائية البعيدة عن المدينة حتى بنصف الثمن، أخيرا وصل صابر لبيته صعد السلم بصعوبه من كثرة الإجهاد فتحت له زوجته الباب ليرتمي على الأريكة فتسقط الأكياس على الأرض كفاكهة غضة تسقط من أعلى الشجرة وزوجته تجمع مابداخل الاكياس من فاكهة وخضار وبقالة وهي تصرخ لقد انتهيت من التنظيف منذ قليل لم ينقصني سوى بقع الفاكهة على السجادة قم يا رجل اجمع معي ظهري يؤلمني و'المروحة' معطلة لو كنت سمعت كلامي كنا اشترينا تكيف بالتقسيط مثل الجيران أو ذهبنا لمصيف مثل أختي بدلا من البقاء في هذا الحر الممېت لماذا لا ترد علي؟.... اه تريد أن أصمت ولا تريد أن أسألك عن سبب تأخرك كالعادة وطبعا هيكون ردك الأتوبيس أخرني
أخذ يقلب جيوبه ويبحث ثم انتبه لقد أعطيت الطفل المئاتين جنيه بدلا من العشرة وهذا يفسر نظرة الولد واندهاشه وربما سعادته لتمكنه من احضار كل الدواء لوالدته وعادت نظرة الولد لعيني صابر وكأنها شريط سينمائي يعاد كم كانت نظراته كلها امتنان وسعادة وربما كان يدعوا له
تمت