السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سارة كامله

انت في الصفحة 11 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى أقتربت خطوه من مكان جلوس شاهيناز وقالت أنطي أديم لا شايفني ولا هيشوفني ومليش خلاص فرصه معاه وبعدين أنا مش هفضل راهنه نفسي بيه أنا أستاهل أني أتحب أستاهل أنه يتعمل علشاني المستحيل مش أنا إللي أعمل المستحيل علشان حد وكمان مش شايفني
صمتت لثوان ترى تأثير كلماتها على وجه شاهيناز ثم قالت وبما أني قررت أشتغل فأنا عايزه أنجح بمجهودي مش باسم عيله الصواف ولا في مؤسسة عيلة الصواف

خيم الصمت عليهم لكن الڠضب كان يرتسم على ملامح شاهيناز بوضوح لكن ذلك لم يؤثر في كاميليا ولم يرجعها عن قرارها وتصرفات حاتم ونرمين ومن قبلهم أديم أمام عينيها كل منهم أخذ موقف وأصر عليه ولم
تستطع من تجلس أمامها الإعتراض أو إيقافهم لذلك هي لن تتراجع وبدون أن تسمح لشاهيناز بأي كلمه قالت بهدوء يصل حد البرود بعد إذنك وإدعيلي بالتوفيق
وغادرت من أمامها دون أن تستطيع منعها أو حتى الحديث والمعارضه وكانت شاهيناز من داخلها بركان من ڠضب أن خيوط اللعبه التي كانت تمسكها بيدها تتقطع الواحده تلو الأخرى والعقد التي دفعت عمرها بأكمله حتى تحافظ على تماسكه أنفرط أمام عيونها ولم تستطع الحفاظ عليه لكن أخر حبات ذلك العقد هو طارق وهي لن تستسلم صحيح أديم هو ولدها الوحيد وهو كبير العائلة لكن حان الأن موعد كسر شوكته وإذا سقط أديم سقط الباقي تباعا أسفل قدميها لذلك هي لن تنتظر أكثر من ذلك وسوف تنفذ ما قررته دون تردد
أنتهت ونس من تنظيف الغرف لكنها وقبل مغادرتها لغرفة أديم تأكدت من أن الباب مغلق جيدا وأقتربت من الخزانه وبدأت في البحث على ما تريده وما جائت إلى هنا من أجله بالأساس هي تعلم وحدثها يخبرها إنها تبحث في المكان الخطأ لكن لا تستطيع تفويت تلك الفرصه فلتتأكد من خلو هذه الغرفة مما تريد حتى تستطيع البحث في مكان أخر شعرت بحركة خارج الغرفة لتخرج سريعا بعض الملابس من الخزانه ووقفت تعيد ترتيبهم وكأنها تعمل بجد أبتسم أديم حين رأها وقال بهدوء شكرا يا ونس بجد على مجهودك في البيت من وقت ما أنت بقيتي موجودة هنا وكل حاجة في البيت بقا ليها شكل جديد وكأني بقيت في الجنة
أبتسمت بخجل لكلماته التي أسعدتها حقا وجعلتها تكتسب ثقه أكبر أنها أستطاعت تحقيق ما تريد وأستطاعت إثبات قدراتها التمثيليه على أكمل وجه وضعت أخر قطعة
ملابس في مكانها وأغلقت الخزانه ثم ألتفتت إليه
تقول بخجل حضرتك بس إللي ذوق أوي ومش بتحب تكسر بخاطري أنا معملتش حاجة شقة حضرتك أصلا ما شاء الله مميزة وراقيه
كان يستمع إلى كلماتها وهو يشعر من داخله بأن هناك جزء صغير من قلبه تعلق بتلك التي تقف أمامه خاصة مع شعرها الغجري الذي يحيط وجهها بكثافته وتموجاته التي مهما حاولت تجميعها لابد أن تنفلت منها إحدى الشعيرات لتغطي عينيها وبملامح وجهها التي تسكر روحه من كثرة برائتها إنتبه من أفكارة وقال بأبتسامة حلوه بجانب فمه أنا مش بقول أي كلام أنا بقول الحقيقة وبعدين ده بيتي وأنا إللى كنت عايش فيه قبل حضورك وبعده وأنا إللي حاسس بالفرق مالك أنت بقا
لتبتسم بسعادة وهي تتحرك تلملم أغراض التنظيف وكادت أن تخرج حين قال ونس
ألتفتت إليه تقول بهدوء نعم
ولا حاجة أنا بس بحب أنطق أسمك بيحسسني أني مابقتش وحيد
لم تتحمل كل هذا لتغادر الغرفة سريعا تلاحقها ضحكاته
وقفت في المطبخ تفكر أن ما تريدة غير موجود بغرفته ولا بغرفة نرمين ومؤكد ليس في الحمام أو المطبخ تبقت فقط غرفة المكتب والحاسوب الخاص به كيف تفعل هذا أنتبهت لصوت حركة في الخارج ثم صوت التلفاز لوت
فمها بضيق من بقاء نرمين في البيت أنها لا تعطيها مجال للحركة بحرية لكنها سوف تدخل إلى الغرفة واليوم غادرت المطبخ والفكرة واضحه في رأسها هي في الأساس أمر طبيعي ووارد حدوثه لكن لتضيف إليها بعض البهارات الحارة حتى يحدث الإشتعال قريبا لكن نرمين أوقفت تقدمها وهي تقول رايحه فين
كنت هسأل أديم بيه على حاجة
أجابتها ونس بهدوء لتقول نرمين بغرور وتعالي غير مقصود حاجة أيه قوليهالي أنا
أبتسمت ونس إبتسامة صفراء وهي تقول عايزه أدخل أنظف أوضه المكتب بس لازم أخد إذنه طبعا علشان لو هو مش عايز يعني
شعرت نرمين بالضيق أنها لن تستطيع أن تقول لتلك الواقفه أمامها تشعر أنها تتحداها أي شيء بشأن ذلك الأمر ف بالفعل لابد أن تسأل أديم وهو من يقرر لكنها رفعت أنفها بشموخ وقالت أوك
وأعتدلت من جديد في جلستها تشاهد التلفاز لتغادر ونس وفوق شفتيها أبتسامة إنتصار
فتحت سالي عيونها بتكاسل وابتسامة رقيقة تزين ثغرها كان هو يتابع كل ذلك بأبتسامة سعادة ف بعد ما حدث بينهم منذ عده ساعات لم يستطع النوم أنه دخل وأخيرا إلى عالمها المميز ولامس روحها وكسر
القشرة السميكة التي كانت تغلق نفسها بها أخذها من عالمها الذي لا يحوى إلا الفراغ والتساؤلات التي لا تجد لها إيجابه إلى عالم أوسع رحب مليىء بالسعادة بسماء صافيه وعصافير مغرده وبحار واسعه سهل الإبحار فيها حتى مع أمواجها العاتيه في بعض الأحيان تمطئت بتكاسل لتتسع إبتسامته وأقترب من أذنها يهمس أصحي بقا يا كسلانه وحشتيني
لتفتح عيونها تنظر إليه لتلمع جرات العسل التي تسكن عيونها أمام عينيه التي تعشق كل تفاصيلها وقالت بصوت ناعس صباح الخير ياحبيبي
لم يصدق أذنيه وهو يسمع منها تلك الكلمة صحيح أنها لم تتوقف عن تكرارها في ساعاتهم الماضيه معا لكن أن تقولها الأن بعد أنتهاء فورة المشاعر إذا هي صادقه فيها تشعر بها وهو يقول قومي يلا علشان عندنا مشوار مهم جدا وأخرتينا عليه يا كسلانه بكل النوم ده
إعتدلت تستند على ذراعها وقالت شكلك منمتش وبعدين مشوار أيه ده أجله لبكره وتعالى نام شويه وأرتاح
سعادة كبيرة هو ما يشعر بها الأن وتجعله يشعر أن قلبه سيتوقف من كثرة تلك السعادة فحبيبته تفكر فيه تهتم وهذا ما كان يحتاجه أن يشعر بأهتمامها لكنه إبتسم بمشاغبه وهو يقترب منها ويقول اه يا بقا انتي بتفكري في الحاجات دي عيب أنا إبن ناس ومعملش كده أبدا
وأقترب أكثر رغم نظراتها المصډومة والذاهله لكنه إبتعد بعد عدة ثوان وهو يهمس وأنا ھموت وأبقى معاكي فقومي يا بنت عمي ربنا يهديكي علشان لو سبت نفسي لأفكارى مش هنخرج من الأوضة 
لتضحك بخجل ثم إبتعدت عنه بدلال أنثوي هو طبيعه في شخصيتها الرقيقة لينفخ الهواء من داخل صدره وهو يقول أجمد يا حاتم أجمد هتعوض الحرمان بس براحه وواحده واحده
أمسك هاتفه وفتحه ليجد رسائل كثيره من نرمين وأديم ورساله من شاهيناز توبخه وتأمره بأن يعود ويعيد إليها إبنتها فتجاهل كل ذلك ولكنه أرسل رساله صوتيه لأديم وعاد ليغلق الهاتف من جديد
وصلت كاميليا إلى العنوان المذكور في الإعلان ووقفت تتطلع في ذلك المبنى الشاهق والتي تحتل تلك الشركة المقصودة دور كامل فيه لديها إحساس قوي بأنها تسير على الطريق الصحيح أخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء وبخطوات واثقه دلفت إلى المبني توقف المصعد وفتح بابه لتجد نفسها وجها لوجه مع يافطة الشركة الكبيرة والتي كتبت بخط عربي زخرفي مميز شعرت ببعض التوتر لكنها شجعت نفسها أن ما تقوم به هو الصحيح لابد أن تكسر دائرة الضحېة التي
تعيش فيها بخطوات ثابته أقتربت همن الباب ليزداد إحساسها
بالتوتر والقلق حين وجدت المكان خالي البهو الكبير خالي من أي شخص هل تأخرت وخسړت الفرصة لوت فمها بحزن لكن صوت حركة في الداخل جعلها تنتبه وتراقب ذلك الخيال الذي يقترب على الأرض الرخاميه حتى ظهر أمامها شاب أسمر البشرة بعيون حاده ينظر إليها بتفحص لتأخذ نفس عميق ثم قالت بثقه أنا جايه علشان مقابلة الشغل
أقترب خطوتان وهو يقول بهدوء رغم إنك جايه متأخره لكن أتفضلي
رفعت حاجبها بتعالي وغرور يجري في دماء عائلة
الصواف دون إيرادتهم وأقتربت من مكان وقوفه قائلة وهي تمد يدها أمامه كاميليا حداد
فيصل زيدان
قدم نفسه في نفس اللحظة التي وضع يده في يديها وأكمل قائلا صاحب الشركة
ثم أشار لها على المكتب المفتوح والذي يحمل لوحه عليها كلمة المدير لتسير أمامه بثقه وثبات ليدلف خلفها وبداخله إحساس غريب وكأنه قابلها قبل اليوم جلس خلف مكتبه بعد أن أشار لها بالجلوس وقال بهدوء وأنت جايه تقدمي على أنهى وظيفه من المطلوبه
مترجمة
أجابته بهدوء وهي تمد يدها ببعض الأوراق لينظر إليهم باندهاش من يرى ثقتها في نفسها وغرورها الواضح في كل حركه منها يقول إن معها خبره وشهادات متنوعه وليس شهادة التخرج فقط رفع عيونه لها وقال مشتغلتيش قبل
ده حقيقي لأني مكنتش محتاجة الشغل في وقتها ولا كان تفكيري مهتم أصلا بمسألة الشغل
وأيه اللي غير أفكارك
سألها بفضول لتقول بصدق كنت معتمدة على عيلتي والأفكار القديمة بأن بنات العائلات الكبيرة مينفعش يشتغلوا وكل تفكيري كان منحصر في الزواج والحياة الحلوة المرفهة إللي هعيشها مع جوزي المستقبلي
لمست شيء ما بداخله عقدة قديمة ربما أو
جعلته يصدق ما كان يعتقده إحتمال لكنه قال وقد أتخذ قراره ومعاكي كام لغه بقى على كده
أبتسمت بثقه وهي تقول إنجليزي وفرنساوي وألماني وتركي وأسباني وحاليا بتعلم عبري عن طريق كورسات أونلاين 
لتتسع ابتسامته وهو يقول بسعادة أهلا بيكي يا أستاذه كاميليا معانا في الشركة
لتبتسم هي الأخرى بسعادة لكنه أكمل كلماته قائلا الشركة لسه في مرحله التأسيس يعني حضرتك المترجمة الوحيدة للشركه بشكل مبدئي
ان شاء الله هكون عند حسن ظنك
قالتها بثقه لا يفهم سببها ولا يفهم سبب موافقته من الأساس عليها لكن من داخله يشعر أن هناك شيء خاص بها شيء يذكره بمن ملكت قلبه لكنها بعيدة بعد السماء عن الأرض
طرقات على باب غرفته يعرف صاحبتها تجعل قلبه يتراقص مع تلك الطرقات بسعادة وبصوت هادىء سمح لها بالدخول وقفت أمامه تبتسم تلك الإبتسامة الحلوه التي تجعل السماء تشرق بشمس لامعه ونجوم ساطعه وتتفتح الأزهار في صحراء قلبه القاحلة وقالت بأدب وخجل كنت عايزة أستأذن حضرتك أنظف أوضة المكتب
قطب جبينه بحيرة وقال باندهاش هو أنت ليه بتستأذني قبل ما تعملي أي حاجة
أخفضت رأسها وقالت بخجل طبعا لازم أستأذن يمكن حضرتك تكون مش عايزني أدخل المكتب أو في ورق مهم أو حاجات مينفعش الخدم يشوفوها 
خدم
ردد خلفها بضيق لترفع عيونها تنظر إليه بابتسامة حزينة وقالت حضرتك تسمحلي أنظف المكتب ولا لأ
ظل صامت ينظر إليها بتفحص ثم قال بهدوء قدر
إستطاعته البيت كله تحت أمرك يا ونس وأنت المسؤله عنه
ثم صمت
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 35 صفحات