الإثنين 25 نوفمبر 2024

كواسر إخضعها العشق

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


غبي أنت لا تعلم شيئا فأنا لم أرى خصلات شعرها منذ ولادة طفلنا الأول .
كان يشعر بما يقصده شاهين و ما يخابره معها ولكنه حاول أن يضعه على الطريق الصحيح قائلا 
شاهين استمع إلي .. أنا أتحدث بجدية زوجتك إمرأة صالحة تمتلك العديد من الصفات الحسنة لا تضيعها من بين يديك .
لون الامتعاض ملامحه وهتف بلهجة جافة 

هل تغازل زوجتي أيها الدب ذو الفم الكبير
برقت عيني فراس و زمجر پغضب 
لو نعتني مرة ثانية بذو الفم الكبير و خاصة أمام نور سأدق عنقك أقسم .
رمقه شاهين بمكر قبل أن يضيق عينيه قائلا بتخابث 
نور ! اها .. أخبرتني الآن هل خضع الأسد أخيرا و أستسلم لمشاعره..
لم يعجبه ما يرمي إليه بكلماته فهتف بحدة 
اصمت يا غبي 
حسنا سأصمت فأنا لا اكترث لك الآن.. 
لم يكن يعيره أي انتباه فقد كان مشغولا بمراقبتها من بعيد وهي توزع ابتسامتها العذبة على من حولها وقد شعر بالغيرة التي تجاهلها على الفور و حاول قدر الإمكان أن يظهر بمظهر اللامبالي خاصة أمام نظرات فراس المتفحصة فلجأ إلى سخريته المعتادة حين قال 
يا إلهي لو تعلم كم تمنيت أن تخرج فتوى من دار الإفتاء تحرم تلك التسريحة اللعېنة .. الحمد لك يا الله فالمعجزات تحققت أخيرا 
أخذ يهز برأسه يمينا و يسارا بيأس من عناد صديقه الذي يحاول قمع شعوره تجاهها و إقناع نفسه و الجميع أنه لا يتأثر بينما هو ېحترق من الداخل ..
انظري هناك من ېحترق في الخلف 
هكذا قالت نور بتخابث فشعرت هدى بقلبها الذي تبعثرت نبضاته حين علمت بأنه جاء إلى الحفل ولكنها و بشق الأنفس حاولت الثبات و رسم الجمود على ملامحها و نبرة صوتها حين قالت 
لا أهتم .. و لا أريد حتى أن أضيع وقتي بذكره
كانت صديقتها و تشعر بما يعتمل بداخلها و قد أعطتها الحق في ذلك لذا آثرت الصمت و النظر أمامها و كذلك فعلت هدى التي كانت تشعر بنظراته تخترقان ظهرها و تشعلان چراحها الدامية والتي لا تعرف كم تحتاج من السنوات لمداواتها .. 
اهتز الهاتف في
حقيبتها فقامت بالتقاطه إذا مربية الأطفال تتصل بها فتوجهت بخطى متلهفة إلى الخارج لتجيبها و شاركتها خطواته بنفس ذات اللهفة حيث قادته إليها حين وجدها تتوجه إلى الخارج فتبعها كالمغيب وهو يشق طريقه بين الناس بصعوبة متجاهلا مجاملاتهم الزائفة التي كان يرد عليها بإبتسامة صفراء إلى أن وصل حيث تقف فوجدها تتحدث على الهاتف بإنفعال فشعر بضربات قلبه تتقافز بداخله وهو يقترب منها ليستمع إلى صوتها المړتعب وهي تقول 
حسنا سآتي على الفور .
لون الاحتقار ملامحها و أبرزته عينيها بسخاء بينما احتدت نبرتها اكثر وهي تقول 
لا أريد حتى النظر إلى وجهك فلا تحلم بأن اشكو لك ما يحدث معي .. 
هذه هي المرة الأولي و الأخيرة التي سأسمح لك بمحادثتي بتلك الطريقة .. وأن كررتها
أقسم أنني لن أتردد في اقتلاع لسانك من فمك هل فهمتي 
نجحت في إنتزاع يدها من قبضته الغير رحيمة وهي تجاهد عبرات الألم بضراوة بينما هسهست بجفاء 
لن أتردد في تكرارها أن اعترضت طريقي مرة أخرى .. و تهديدك هذا لا يخيفني أبدا..
لم تتيح له الفرصة للرد فقد أنهت كلماتها وانطلقت إلى داخل الحفل لتتركه كبركان مشتعل من فرط الڠضب الذي حول دمائه إلى جمرات جعلته يطلق أسوأ أنواع السباب وهو يغادر الحفل ..
بينما كانت هي تهرول باحثه عن زين لتخبره بأن طفلتها تعاني من آثار الحمى فقد هاتفتها المربية لتخبرها بضرورة أخذها إلى المشفى .. وحين سمع زين ذلك توجه معها على الفور إلى المنزل لنقل الطفلة إلى المشفى الذي ما أن وصلوا إليه حتى هرول قسم الطوارئ لاستقبالهم و لنجدة الطفلة التي كانت ترتجف من شدة إرتفاع حرارتها مما جعل هدى تفقد أعصابها وټنهار أمام باب المشفى فالتقطتها يد زين وهو يحاول تهدئتها بشتى الطرق ولكنها كانت ترتعب كلما تذكرت حالة الطفلة.. أخيرا و بعد عناء نجح في تهدئتها و خاصة حين جاءت الممرضة لتخبرها بأن الأطباء قاموا باللازم و قد زال الخطړ نسبيا و إن أرادت رؤيتها فقد وضعوها في غرفة منفردة 
بالطبع أريد رؤيته ابنتي .. أين هي 
أخذتها الممرضة إلى حيث غرفة الطفلة و خلفها زين الذي ما أن أوشكت أن تدلف إلى داخل الغرفة حتى أوقفها سؤاله الذي أثار حنقها كثيرا 
هل أخبرتي شاهين بما حدث 
اكتفت بكلمة واحدة مقتضبة 
لا ..
كان يعلم الإجابة مسبقا وحتى لو لم تعجبه فهو لن يجادلها الآن فهو يعلم أنها
فعلت ذلك امتثالا لأوامر كبريائها و أيضا لتثبت له و للجميع بأنه خارج نطاق حياتها هي و أطفالها 
بعد أكثر من نصف ساعة خرجت من الغرفة تجر أقدامها التي ثقلت تحت وطأة الحزن الذي يرثو فوق قلبها المړتعب على طفلتها التي تمكن منها الإعياء و لم يحتمل جسدها الهزيل فراحت في سبات عميق لتخرج هي إلى الرواق حتى تدعها ترتاح قليلا .
كيف هي 
أخبرينا كيف حالها 
هكذا تعالت الاسئلة فوق أفواه الجميع الذين هرعوا إلى المشفى حين هاتفهم زين وما أن شاهدوها تخرج من الغرفة حتى اندفعوا بلهفة ليطمئنوا على حال الصغيرة و من بينهم هو .. ولكنها أعطته قدره من التجاهل حيث توجهت بحديثها إلى زينات و ناريمان و زين قائلة بصوت مبحوح من فرط البكاء 
أنها نائمة.
مظهرها وحده كفيل بشرح ما يجيش بداخلها من ألم شعر به ينطبع داخله على الرغم من غضبه منها ولكن مظهرها احزنه فأخذت عينيه تطوف على ملامحها الشاحبة و عينيها التي تغزوها شعيرات حمراء تبدو كلوحة ملونة بالډماء تحكي قصة أمرأة أضناها العڈاب و خصلات شعرها التي كانت مسترسلة فوق ظهرها تحاوط أكتافها التي تهدلت من فرط التعب 
لا عليك يا بنيتي .. أن شاء الله ستكون بخير .
رددت بنبرة مرتجفة من بين عبرات لا تفلح في قمعها 
أن شاء الله
سرعان ما امتدت يد زين تحيط بكتفيها ليجذبها لتجلس على المقعد وهو يردد بخفوت 
اللهم رب الناس أذهب البأس و اشف حفيدتي أنت الشافي المعافي .
مرت دقائق تبدو ثقيلة عليها خصوصا في حضوره الذي كانت تمقته على قدر ما كانت تشتهيه سابقا ولكن لا حيلة لها فمن بالداخل طفلته ولا تستطيع أبعادها عنه أو الصړاخ بوجهه بأن يغادر ..
يتبع
الفصل التاسع 
جاء خذلانك ليهدم كل أحلامي الوردية ويلوث كل أشيائي الثمينة ومن بينهم قلبي قلبي الذي كان بالود عامرا والآن بات البغض والقهر مسكنه فلا تتساءل أين ذهب غلاك
فقد تساقط من قلبي كعقد من اللؤلؤ انفرطت حباته مع كل دمعة ذرفتها روحي وهي تنعي چرح رجل أحببته بقدر السماء وقتلني بقدر ما أحببت.
نورهان العشري 
_وليد هل هذا أنت! ما هذه المصادفة.
هكذا استفهمت بينما ملامحها افرجت عن ابتسامة عفوية كانت الشرارة التي أشعلت فتيل ڠضب شاهين الذي كان يشاهد ما يحدث بعينين جاحظتين فاقترب منهما تزامنا مع كلمات وليد الذي تحولت دهشته إلى سعادة عارمة
_أجل إنها مصادفة ولكن رائعة وأنا ممتن لها كثيرا كيف حالك!
لون الحزن معالمها فانمحت بسمتها وهي تقول بخفوت
_بخير أشكرك.
تنبه لتبدل حالها وقال باستفهام
_أعتقد أن تلك الطفلة الجميلة بالداخل هي ابنتك أليس كذلك! 
هدى بلهفة
_نعم أخبرني ما هي حالتها!
وليد بطمأنينة
_هدئي من روعك فالأمور تحت السيطرة سأطمئن عليها وأرى مؤشراتها الحيوية وأخبرك.
هدى برقة
_حسنا أنتظرك.
ابتلع غصة حاړقة داخل جوفه وحاول قهر ذلك الڠضب الذي تشعب داخله بشراسة فلو أطلق له العنان لوقع ضحيته الجميع وأولهم هي... فقد كانت تستند بثقلها على الجدار الملاصق لباب الغرفة وكأنها تتوسل بصمت لذلك الطبيب الأحمق بأن يخرج ويطمئنها على حالة طفلتها كان مظهرها يوحي بمدى ألمها لذا استمع إلى صوت العقل الذي أمره بأن يمرر الموقف إلى حين انتهاء هذا الظرف الطارئ.
بعد وقت ليس بكثير خرج وليد وهو يخصها بنظراته متجاهلا أسئلة الجميع
ليجيب على توسلها الصامت بلهجة مراعية
_اطمئني يا هدى فقد زال الخطړ ومؤشراتها الحيوية عادت إلى طبيعتها.
تعالت صيحات الحمد من بين شفتيها بينما الجميع كان يراقب هذا المشهد النادر لشاهين الذي لم يستطع السيطرة على نظراته الشرسة لهذا الطبيب الذي لم يرتح له ولا لنظراته لتلك الغبية كما وصفها داخله والتي كان الامتنان يتساقط من نظراتها ونبرتها حين قالت
_أشكرك كثيرا يا وليد لقد كاد قلبي أن يتوقف من فرط الخۏف.
_رجاء لا تقولي هذا الكلام مرة أخرى فالحمد لله مر الأمر على خير والطفلة ستكون بخير في غضون أيام.
هكذا تحدث وليد بلهفة رجل وقع بالعشق في الماضي واصطدم بصخرة القدر الذي جعل حبيبته لرجل آخر ومن سوء حظه أن يكن هذا الرجل خلفه الآن مباشرة ينوي الفتك به... لولا تدخل زين الذي كان يراقب ما يحدث بصمت ولكن ما إن شعر بأن الأمور على وشك الخروج عن السيطرة حتى تدخل في الحال. 
_شكرا لك أيها الطبيب هل يمكن أن تدخل هدى لتطمئن على الطفلة!
وليد بلهفة
_أجل بالطبع يمكنها ذلك ولكن يجب أن ترتاح هي أيضا حتى لا تسقط فيبدو أنها تعاني الإرهاق والتعب.
كان هذا أكثر من قدرته على التحمل فحين أوشك على الحديث أوقفته نظرات والده المحذرة وكلماته التي جعلته يتراجع عن لكمه
_لا تقلق أيها الطبيب و نشكرك على اهتمامك فنحن لا نفرط بهدى فهي ابنتي وزوجة ابني.
شعر وليد بالحرج و قد تغضن وجهه قبل أن يلتفت ليناظر شاهين شذرا ثم نقل نظراته إلى هدى قائلا
_حمدا لله على سلامتها.
كانت ترى ما يحدث واختارت برضا أن تتجاهله وتتجاهلهم وهي تتوجه إلى طفلتها داخل الغرفة مغلقة الباب خلفها... لتخرج ضحكة ساخرة من فم ناريمان التي اتبعتها قائلة بسخرية
_أتذكر أنني رأيت هذا المشهد في فيلم هندي وغالبا انتهى بأن أتى الفارس المغوار لينقذ البطلة من بين براثن الۏحش.
كانت تظن أنها مجرد كلمات عابرة
ولكنها كانت كالبنزين الذي سكبته على نيران غضبه المشتعل للحد الذي جعل ظلمة عيناه تزداد أكثر... فتراجعت ناريمان إلى الخلف ذعرا من مظهره وكذلك زينات التي حاولت تصحيح الموقف قائلة بتوتر
_ الحمد لله على سلامتها يا شاهين سنغادر إلى المنزل ونرسل إلى هدى بعض الثياب فهي لم تبدل فستانها بعد.
وكأنه بحاجة لأن تذكره بهذا الفستان اللعېن اأطلق زفرة قوية وهو يتوجه إلى داخل الغرفة مغلقا الباب خلفه بهدوء يتنافى مع چحيم غضبه المشتعل ليخطو عدة خطوات متجاهلا وجودها وهو يقترب ليضع قبلة دافئة على جبين طفلته وسط أنظارها الجامدة والتي تتحاشى الاصطدام به تتمنى لو يغادر حتى تستطيع استرداد أنفاسها ولو قليلا... ولكنه أطال الوقوف مم ضاعف شعورها بالڠضب منه فحاولت أن تكظمه قدر الإمكان وعم
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات