خلف الأشجار
كان يومًا هادئًا، مليئًا بنسائم الخريف اللطيفة. قرر أحمد وليلى الذهاب في نزهةٍ إلى الأطراف الهادئة للمدينة، حيث تنتشر الجبال الصغيرة والأشجار المتفرقة. كانت المنطقة تبدو فارغة، باستثناء خطواتهما التي كانت تخترق الصمت العميق بين الصخور.
أمسكت ليلى بيد أحمد، يسيران معًا ويتحدثان عن أحلامهما وخططهما المستقبلية، يحاولان الهروب من ضغوط الحياة اليومية ولو لساعات قليلة. وبينما كانا يسيران، توقفت ليلى فجأة، مشيرةً إلى شيء خلف تلك الشجيرات.
قالت بصوتٍ منخفضٍ وحذر: "هل ترى هذا؟ هناك شيء يتحرك خلف الشجيرات." تراجع أحمد قليلًا، ثم تقدما معًا ببطء وحذر، محاولين معرفة ما يحدث.
وبينما كانا يقتربان، انفتحت الشجيرات فجأة، كاشفة عن شخص يجلس وحيدًا، بدا عليه الإرهاق والقلق. كانت عيناه محمرتان، وكأنه قد مر بوقت عصيب. بادر أحمد بالسؤال: "هل أنت بخير؟ هل تحتاج إلى مساعدة؟"
نظر إليهما الرجل بامتنان وابتسامة حزينة، وقال بصوتٍ منخفض: "كنت أبحث عن الهدوء بعيدًا عن الضوضاء. الحياة قاسېة أحيانًا، وأحتاج لبعض الوقت للتفكير."
جلسوا معه لبضع دقائق، شاركوه بعض الكلام الدافئ والإنساني. وبنهاية اللقاء، شكرهم الرجل وعادوا جميعًا إلى المدينة، كل واحدٍ منهم مستشعرًا عمق اللحظة.