الخميس 05 ديسمبر 2024

لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي

انت في الصفحة 1 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

لحن الزعفران
الفصل الأول والثاني 
أفراد عائلة الراشد
فيروزة بطلة الرواية فتاة جميلة لديها روح مرحة ولطيفة ذات الشعر الذهبي و العيون الفيروزية مزيج بين الأخضر والأزرق عندها ٢٧ سنة الابنة الكبري والمتبنيه للواء عامر الجارحى وزوجتة نازلى 
أنيس الابن الثانى لعامر عمره ٢٣ والذي مازال يدرس فى كلية الطب ولكنه تم تعينه طبيبا فى أحدي المستشفيات بسبب تفوقه وذكائه 

أدم تؤام أنيس ظابط ويعمل مع والده فى الداخليه ويختلف فى الملامح عن أخيه قليلا 
عمر الابن الرابع شاب مرحا يعشق الضحك والسعادة ويلقب بمچنون العائلة لديه عين بندقية مثل اخويه فى تانية هندسة 
لارين الابنة الصغرى والمدللة لابيها لديها عيون عسلية وشعر قصير بلون القهوة فى ثالثة ثانوى 
أبناء العم 
العم خالد وزوجته نادية لديه ولدين وليد وهو شاب طويل وعريض يعمل محاسبا فى شركة العائلة وخاطب ابنة عمه فيروزة عمره ٣٠ سنة 
طارق فى نفس سن عمر فهو صديقه ويدرس معه فى نفس الكلية 
العم أحمد وزوجته حسناء لديه بنتين وولدين
أسمائهم سارة والتى فى نفس عمر أنيس وأدم 
سهر الابنة الصغرى بنفس عمر لارين وصديقتها المقربة 
معاذ شاب طموح وذو روح خفيفة عمره ٢٥ سنة معيدا فى كلية الهندسة 
على عمره ٢٢ سنة فى رابعة تجارة 
الجدة سعاد عمرها ٧٥ سنة
الفصل الأول
كل منا يفقد شيئا عزيزا عليه فرصة إمكانيات مشاعر لا يمكن اسعادتها كل هذا جزء من كوننا نعيش ولكن فى رؤوسنا نخزن الذكريات فى غرفة صغيرة غرفة كرفوف المكتبة ولنعي الأعمال التى كتبتها قلوبنا علينا أن نصنفها وننظمها ببطاقات ونزيل عنها الغبار من حين لآخر ونجدد لها الهواء ونغير الماء فى أوانى الزهور بكلمات أخرى ستعيش إلى الأبد فى مكتبتك الخاصة 
انهمر المطر ولطمت المياه النوافذ وزلزلت الجدران بصواعق الرعد وومض البرق كالنذر وصړخت الرياح كعزيف الجان كانت جالسة على الاريكة تحتسي فنجانا من القهوة الفرنسية التى تعشقها أرتشفت القليل منها ثم وضعتها على الطاولة الجانبية وبدأت تدون بعض الكلمات فى مذكراتها 
في بعض الجراح عطايا وفي قسۏة العيش أحيانا هدايا 
كن على ثقة بأن الخير دائما حولك وبالقرب منك 
قد يأتيك مختبئا في زحام مصېبة وأشجان بلية ودموع فقد حارة 
فلا تبتئس حتى أوجاعنا رحمة من الله 
قمة آلطمآنينة 
ورحمتي وسعت كل شيء 
ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك 
كن علي يقين تآم آنه لن يستثنيك منهآ 
أمان وسلام وإستسلام وتسليم وطمأنينة ورضا 
أمورنا مرتبة في السماء نظن أننا نختار نظن بأننا نقرر ثم تأتي كن فيكون !
ونعرف أننا لا نملك من أمورنا شيء 
لن ينس الله خيرا قدمته و هما فرجته و عينا كادت أن تبكي فأسعدتها !
عش حياتك على مبدأ 
كن محسنا حتى وإن لم تلق إحسانا ليس لأجلهم بل لأن الله يحب المحسنين 
بعد ما انهت كلماتها ووضعت زهرة حمراء فى المذكرة ثم أغلقتها ووضعتها فى ذاك الصندوق الفضي الخاص بها طرقات خفيفة تطرق بابها تحدثت متسائلة
مين 
أتاها صوت أخيها بعد ما فتح الباب وولج إليها قائلا أنا عمر ينفع أدخل ولا لأ 
أرتسمت أبتسامة خفيفة على ثغرها وقالت
أدخل ياعمر هو أنا أقدر أقولك لأ 
جلس بجانبها ثم أمسك فنجانها ليرتشفه على دفعه واحدة وقال 
ينفع كدا تشربى قهوة من غيرى دا انا كدا أزعل 
معلش المرة الجاية هبقى اقولك قبل ما اشربها لوحدي 
أستدار عمر ينظر إلى النافذة وهو يقول
يابنتى المشكلة مش فى إنك تشربيها لوحدك أنتي الوحيدة فى البيت دا اللى بتعمليها مظبوطة وانا لما بصدق ألقيكى عملها 
خلاص ياسيدي كل لما أجى اعمل ليا هعملك معايا مرضى كدا 
نظر إليها بابتسامة قائلا
طبعا مرضى المهم إيه اللى مسهرك لحد دلوقتي الوقت متأخر أوي والجو برا متلج على الأخر 
تحدثت فيروزة بهدوء قائلة
مش نعسانة وبعدين أنا بحب السهر فى الشتاء أوى وبحب صوت المطر والرعد حاجه كدا عسل من الآخر 
الشتا عسل والله أنتى اللى عسل عمرى ماشوفت حد بيحب الشتاء زيك سيبك من الكلام دا انا عايزك فى موضوع مهم لا يحتمل تأجيله أكتر من كدا 
نظرت إليه بشك وهى تقول 
موضوع ايه أنا شاكة فيك ياواد أنت ومش مستريحه ليك شكلك عامل مصېبة 
اختااااه لا تقلقي وبعدين أنتى تعرفى عن أخوكي حبيبك كدا 
لوت شفتيها الوردية وقالت بسخرية
دا أنت أبو كدا هو أنا هتوه عنك يعنى ياعمر 
أممممم هو انتى دايما فقساني 
اعملك اي ما أنت كتابك مفتوح قدامى وبعدين ما تخلص تقولى هببت ايه ياقدرى المهبب 
أشاح وجهه بعيدا عنها ليقول وهو يطرقع أطراف يديه
الصراحة ومن غير زعيق وصويت أنا عايز ١٠٠٠٠ تالاف جنية 
صاحت بصوت عال قائلة
ناااااااعم عشر ايه ياخويا جت عشر عفاريت يعفرتوك ويجننوك أكتر ما انت مچنون 
أنا قولتلك ايه من غير زعيق وصويت مش بتسمعي الكلام ليه يااستاذة انتي وبعدين فيها ايه يعني دا انا طالب مبلغ قليل خالص 
نظرت إليه بدهشة قائلة نعم مبلغ ايه اللي قليل هما ١٠٠٠٠ تالاف بالنسبالك رقم قليل هو انت ليه محسسني انك طالب ١٠٠ جنية 
أمسك يديها بتوسل وقال
وحياة عيالك ياشيخة أنا محتاج الفلوس دي ضرورى ربنا يسترك ساعدي عبد فقير ومحتاج تدخلى الجنة 
وهما فين عيالى دول يااهبل وبعدين انت هتشحت ولا ايه وليه محسسني أنك مش لاقى تأكل 
ياروزا ما انتي مش فاهمة ليه انا محتاج المبلغ دا 
اتفضل قولى محتاجه فى إيه 
زفر عمر بهدوء وقال
علشان ادفع مصاريف الجامعة بدل ماترفد منها 
تحدثت فيروز بذهول قائلة ليه هو انت كنت كل دا مدفعتش المصاريف طب والفلوس اللي بابا ادهالك وديتها فين 
أبتعد عنها ليقول بتوتر عايزة الحقيقة ولا الكدب 
الحقيقة طبعا 
أنا صرفتهم قطبت حاجبيها بضيق ليكمل حديثه سريعا متبصيش كدا ما انا اعملك ايه يعنى أبوكى كان مانع عنى الفلوس وانا كنت بصرف من مصاريف الجامعة ولو روحت قولتله أكيد هيقتلنى 
طب والله لو قټلك تستاهل علشان انت عيل مستهتر ولما منعك من الفلوس دا كان عقاپ بسيط ليك بسبب أفعالك المستفزة 
طب هتساعديني ولا لأ ما هو أنا ماليش غيرك اللى أطلب منها الفلوس وكمان علشان عارف انك الوحيدة فى البيت دا بتساعديني دايما ومش بتتاخرى عليا بس دلوقتى شكلك هتتخلى عنى ومش هتعبريني خلاص مش مهم أنا هبقى اتصرف جاء أن يذهب إلى الخارج امسكته من يديه وقالت بإبتسامة ساحرة 
وأنا عمرى ما هتخلى عنك أنت مش مجرد أخويا الصغير ياعمر لا أنت بالنسبالى اخويا وابنى وروحى واغلى حد فى حياتى استنى ما تمشيش 
أتجهت إلى الخزانة وأخرجت مبلغا ماديا من الصندوق وأعطته أياه بينما تحدث هو قائلا بس دول أكتر من اللى طلبتهم 
ابتسمت فيروزة بود وحب أخوى قائلة الزيادة خليهم معاك علشان لو احتاجتهم فى حاجه 
ألتمعت عيناه بالدمع ثم اقترب منها وضمھا إلى أحضانه
بجد أنتى أجمل وأحسن أخت فى الدنيا ربنا يديمك ليا وميحرمنيش منك ولا من حنانك عليا بجد أنا مبسوط أن عندي اخت زيك 
ربتت على ظهره بحنان وهى تقول خليك عارف ان أنا جنبك في اي وقت تحتاجني فيه تمام 
تمام 
فى مكان آخر كان جالس صاحب البدلة السوداء فى أحدي المقاهى الليلية أقتربت منه فتاة ذات شعر الأحمر الڼاري ترتدي ثوبا قصيرا من اللون الأسود وتضع أحمر شفاه قاتم مما جعلها أكثر فتنة تسير على الأرض مدت يديها بكأس من الخمر فأخذه منها ووضعه أمام
تحدثت تلك الفتاة التى تدعى لارا قائلة
بسبب تغير الجو والمطر كانت الشوارع زحمة فعشان كدا اتاخرت عليك 
ماشي يابطل المهم انك جيتي بالسلامة 
نظرت إليه وهى تبتعد وقالت متسائلة
هتعمل ايه مع خطيبتك هتستمر فى الجوازة دي ولا هتسيبها 
تحدث وليد وهو يشعل تلك السېجارة ليقول بغموض
أكيد هسيبها بس بعد ما أخد اللى عاوزه منها 
وايه بقا اللى انت عاوزه منها يابيبى 
نظر إليها من مقدمة رأسها إلى أخمص قدميها ثم أبتسم
مش مهم تعرفى الا قوليلى عملتي إيه مع محاسن لسه مصممه أنك تسيبى الشغل 
عايزة اسيبه ولكن محاسن ماسكة فيا بايديها وسنانها ومش راضية تسبني بتقولى أنتى اللى مشغلة المكان ولو مشيت شغلها هيخسر كتير 
أردف وليد قائلا الصراحة هى عندها حق لولاكي كان البار دا اتقفل من بدرى 
تحدثت بملل وهى تعبث بخصلات شعرها
طب انت شايف ايه أفضل مستمرة ولا اوقف الشغل هنا واشوف مكان تانى غير دا 
خليكي هنا احسن بدل ماتروحى مكان تانى ولسه هتاخدي وقت لحد مايكون ليكي أسم هناك لكن هنا أنتى ليكى شهرة وبتقدري تعملى كل اللى عيزاه والكل تحت أمرك 
امممممم خلاص مدام انت شايف كدا افضل هنا ايه رأيك نقوم نرقص شوية 
امسكها من يديها ليتجه بها إلى ساحة الرقص لتبدا سهرتهم مثل كل ليلة 
استيقظت فيروز على تلك الضوضاء الصاخبة الذى ازعجتها لتفرك جفن عينيها بكف يديها الرقيقة أعتدلت فى جلستها وهى تنظر فى الساعة لتجدها ١٠ صباحا ثم نهضت بكسل وبعد مرور نصف ساعة أتجهت إلى الأسفل لتجد والدها يستشيط ڠضبا شعرت بوخزة جارحة فى قلبها مثل وخزات الخڼجر عندما رأته يتحدث پغضب مع صديقه قائلا
لارين بتكون بنتي الوحيدة و مش هسمح لأى حد مهما يكون أن هو يزعجها او يمس شعرة منها 
تحدث صديقة رؤوف محاولا تهدئته
أهدى يا عامر الأمور ما تتحلش بعصبيتك دي 
نظر إليه بضيق وقال
أهدى أزاى ها انا مصدقت أن ربنا رزقني بيها بعد وقت طويل وفى الاخر يجي مدرس متخلف زي دا يضربها دا أنا هطبق الدنيا على دماغه هو لسه شاف مني حاجه 
عارف إن الزفت دا غلطان بس مش لدرجة انك تتسبب فى حپسه انت كدا قطعت عيشه وهتشرد عياله ودا ميرضيش ربنا فاهدئ كدا وأوزن الأمور بعقل و بلاش تهور 
جلس على أحد المقاعد القريبة منه بزهق ليقول
أنت متعرفش أن بنتى دي غالية عندى قد ايه لما أتولدت هونت عليا مۏت أختها وخاېف عليها ليجرالها أى حاجه وأخسرها زيها أنا عانيت كتير فى حياتي بعد مۏت أول بنت ربنا رزقني بيها قعدت سنين بعدها محروم من الخلفة لحد ما فقدنا الأمل أنا ومراتي علشان كدا روحت أتبنيت فيروزة من الملجأ كان عمرها أربع سنين أول ما عينى وقعت عليها حسيت باحساس غريب معرفتش أوصفه لحد دلوقتى ومش فاهمه وبعدها بشهر ربنا كرمنا ومراتي حملت وخلفنا
٣ صبيان فى كل مرة كان نفسي يكون عندي بنت من

دمي كنت حاسس بنقص جوايا برغم وجود فيروزة مكنتش مكتفى وفضلت أدعى ربنا فى كل صلاة لحد ما رزقنا بأجمل بنوتة 
تنهد رؤوف وهو يربت على ذراعيه قائلا 
أنا عارف أنت مريت باوقات صعبه ولكن أياك تظلم
حد ياخالد
أنت
عمرك ما كنت كدا و ياريت تخرج المدرس بلاش تشرد أسرته هو كدا خد اللى يستحقه وزيادة 
ماشى بس هربيه الأول وبعدها
هبقى أخرجه 
سارت بخطوات بطيئة فقد بدأت تتعود على تلك الكلمات التى
 

انت في الصفحة 1 من 33 صفحات