قصة المتسول الاخرس فى لبنان
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ومع اشتداد ضراوة الحړب ووصول طلائع الجيش إلى بيروت الغربية يئس الناس من (المتسول الأخرس)، فتركوه لشأنه، ووقف بعضهم عند زوايا الطرق وأبواب الأبنية يراقبون مصيره.
وتقدمت جحافل الجيش واقتربت من ( المتسول الأخرس ) عربة عسكرية مصفحة تابعة للمهمات الخاصة، وترجل منها ثلاثة ضباط، واحد برتبة مقدم، واثنان برتبة نقيب، ومعهم خمسة جنود، ومن ورائهم عدة عربات مدججة بالعتاد، مليئة بالجنود.
كانت المجموعة التي اقتربت من المتسول_الأخرس يحملون بنادقهم المذخرة بالړصاص، ويضعون أصابعهم على الزناد، وهم يتلفتون بحذر شديد.
كان الجو رهيباً، مليئاً بالړعب، والمكان مليئ بالچثث والقتل ورائحة الدم، ودخان البارود تنبعث من كل مكان.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وعندما صاروا على بعد خطوتين منه انتصب قائماً، ورفع رأسه إلى الأعلى كمن يستقبل المۏت سعيداً، رفع المقدم يده نحو رأسه، وأدى التحية العسكرية (للمتسول الأخرس )، قائلاً :
باسم جيش الدفاع أحييكم سيدي الكولونيل العقيد وأشكركم على تفانيكم في خدمة ، فلولاكم ما دخلنا بيروت !
رد (المتسول الأخرس) التحية بمثلها بهدوء، وعلى وجهه ذات البسمة اللطيفة، وقال مازحاً : [لقد تأخرتم قليلاً]، وصعد العربة العسكرية المصفحة وتحركت العربة المصفحة وخلفها ثلاث عربات مرافقة، تاركة في المكان كل أنواع الصدمة والذهول، وأطناناً من الأسئلة، كان بعض المثقفين قريبين من المكان، وكانوا يسمعون الحوار، ، لكنهم عجزوا عن ترجمة وجوه الناس المصډومة من أهالي تلك الأحياء البيروتية التي عاش فيها الجاسوس المتسول الأخرس .
المصدر كتاب: كنا هناك
والقصة حقيقية حسب مصادر الكتاب.