السيده العجوز وطبيب الاسنان
انت في الصفحة 2 من صفحتين
حبس وغربة !
عاملني أبناء زوجي بكل حب وانسانية ولما انقضت العدة كنا على أبواب ذي الحجة..
فسألت ابنه البكر أن يرافقني للحج إن تكرم !
فأجابني لطلبي
حججت ذلك العام وعدت ليخيروني العيش بينهم أو العودة لبلدي !
فاخترت العودة
كان زوجي لايملك سوى البيت الكبير
قدروا الثمن وأعطوني حقي ومؤخر صداقي وطقم ذهب كان قد اشتراه لي قبل ۏفاته .
وضعتهم في كيس داخل كيس داخل كيس وحملتهم في شنطة يدي..
في المطار كيف والله لا أعرف كيف سړقت تلك الشنطة إلى اليوم لا أعرف !!!!
وعدت لبلدي كما خرجت ولم أحظ من تلك التجربة إلا بالحج .
لكني حين سألت الله سألته بصدق وكان قد أخبرني في كتابه الكريم
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
فأنا أطلب من ضعف وهو يعطي من فضل
بعد فترة من وصولي يخبرني ابن زوجي أن الوالد كان موظف وله راتب تقاعدي يؤول بعد ۏفاته لزوجته..
فبت أستلم كل شهر راتب زوج الليلة الواحدة !
وهو مال حفظني من سؤال الناس وأعانني على العيش بكرامة.
ومازلت للآن وبعد ثلاثين سنة أساعد به أولادي وأحبابي !!
صدقوني يا أبنائي أني أترحم عليه كل يوم وأذكره كل يوم
ولا أكاد أذكر أبو أبنائي الذي عشت معه دهرا .
كان قد انتهى تصليح طقم أسنانها حين ختمت حديثها قائلة
اسأل الله يا ولدي ما تريد وهو يعطيك من فضله
غادرتنا وبقيت قصتها في رأسي لا أنساها أبدا .
الحكمة الثقة بالله واللجوء إلى الله هي المنجية والملبية لرغباتنا
مهما كانت المطالب ومهما جارت عليك المصائب والنوائب فتوجه إليه موقنا يقينا تاما بأن الله لن يخذلك ولن يردك خائبا