الخميس 21 نوفمبر 2024

رواية وبها متيم انا بقلم امل نصر

انت في الصفحة 4 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


نحو المصعد لكنها صعقټ فور أن رأت هذا المتسمر أمامها كالتمثال وعينيه المسلطة عليها تحدق فيها بشړ لا تعلم سببه جارها الغريب في الشقة المقابلة يبدو أنه على هذا الوضع منذ فترة وهي كانت غافلة عنه ومطمئنة بهدوء البناية في هذا الوقت بعد ذهاب الجميع إلى عملهم والأطفال والأبناء إلى مدارسهم والجامعات ابتلعت ريقها وارتبكت محلها لا تعلم كيف تتجه إلى المصعد مع وقوف هذا الرجل خلف شقته المجاورة له تشعر بجفاف حلقها فهذا المخلوق دائما ما يخفيفها بهذه النظرات الغريبة منه إليها همت لتستدير كي تعود إلى منزلهم حتى ينصرف ولكنه أجفلها بتحرك خطواته السريعة نحوها حتى ظنت أنه سوف يأذيها ف ارتدت بخطواتها للخلف بړعب إلى أن وجدته يتخطاها سريعا ويهبط الدرج المجاور لشقة ابو ليلة في الناحية الأخرى من البناية حطت كفها على موضع قلبها لتهدئ من روعها الذي تسبب فيه جارها الغريب متمتمة بالآيات الحافظة حتى تمالكت نفسها لتغمغم بعد ذلك بحنق

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
يا ساتر يارب وقال اسمه شادي قال دا كانوا سموه عفريت أحسن.
همت لتتحرك وتتناسى ولكنها استدركت فجأة لتطل برأسها من أعلى درجات السلم التي اختفى بها تتمتم باستغراب
يا نهار اسود دا هينزل خمس ادوار على رجله. 
مصمصت بشفتيها لتتخذ طريقها نحو المصعد قائلة.
أما بني أدم غريب صح على العموم أحسن اهو كدة ادخل انا الأنساسير براحتي بقى.
بداخل السيارة القديمة والتي ورثتها عن والدها منذ رحيله أي منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا والتي كانت تقودها بتوجس مخترقة الأماكن الجديدة والغربية في هذه الصحراء التي تعمرت حديثا بالأبنية الجديدة للمدارس والعمارات والمصالح وغيرها من أوجه مظاهر الحياة المعاصرة كانت شهد تتحدث عبر سماعة الهاتف بأذنها متابعة للطريق بتركيز حتى لا تغفل عن العنوان الذي تقصده
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ايوة يا لينا معاكي والله بس لازم اركز في الطريق.......
ېخرب عقلك يا بنتي بقولك لازم اطل ع العمال بنفسي واشوف حركة العمل....... عارفة يا حبيبتي والله بس استني كدة ساعتين تلاتة اكون رجعت المكتب فيها واطمنت على الموقع التاني كمان........ ماشي يا ستي الله يسامحك........ والله مش انتي بس انا كمان محتاجة حد افضفض معاه اكتر منك......... خلاص لو انتي مجتيش هعدي عليكم انا واسلم على الست الطيبة والدتك دي وحشاني اوي والله....... تمام يا حبيتي اتفقنا اسيبك بقى سلام .
بعد مرور ربع ساعة تقريبا وصلت لتصف سيارتها في المنطقة المخصصة للسيارات بعيدا إلى حد ما عن الموقع لتكمل الباقي سيرا على الأقدام حتى توقفت على صوت النداء بإسمها
يا ست شهد يا سيادة المقاول شهد. 
الټفت بكليتها نحو الشاب العشريني موظف الحي بهذه المنطقة وقد علمته من صوته حتى إذا اقترب بادرته هي بالمصافحة كي ترحب بعجالة
اهلا استاذ هشام عامل إيه
بادلها الاخير المصافحة والترحيب بمودة قائلا 
اهلا بيكي يا فندم يارب تكوني بخير .
اومأت برأسها مرددة بسرعة 
بخير والحمد لله تسلم يا عم هشام ع السؤال اسيبك بقى عشان اطل ع العمال.
طب استني بس.
هتف بها فور أن همت بالتحرك كي يوقفها ويردف
انا عارف انك مستعجلة بس انا كمان مستعجل والله ونفسي تطمنيني.
سألته باستفسار
على إيه
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قال هشام بعتب ولوم
إيه ده معقولة لحقتي تنسي اللي مكلمك عليه بقالي اسبوع
هو إيه اللي انت مكلمني عليه
قالتها ثم تذكرت سريعا مع رد فعل الرجل الذي انخطف وجهه فتابعت بتذكر
اه إنت قصدك على موضوع صبا حاضر والله بس اقابل ابو ليلة واقوله...
قاطعها هشام قائلا بلهفة
ما هو وصل النهاردة الموقع وتقريبا دلوقتي هتلاقيه عند ڼصبة الشاي القريبة انا شوفته من شوية رايح هناك وحياة اغلى ما عندك يا شيخة روحي وكلميه قبل ما يمشي ويختفي في حتة تانية ريحي قلبي بقى.
همت لتعترض ولكن امام نظرة الرجاء في عيني الرجل اضطرت صاغرة لتغير طريقها لتغمغم بحنق
يا دي صبا وحوارات صبا مش هخلص انا من الصداع دا بقى
طبعا قاعد انت بتشرب شاي الحبر هنا بمزاج عالي ولا هامك حاجة
هتفت بها شهد وهي تقترب من ڼصبة الشاي الجالس بقربها مسعود ابو ليلة يرتشف من كوبه بتلذذ ويتسامر بصوته العالي مع عبيد عامل الڼصبة انتبه لها الرجل ليتلقاها بابتسامة مشرقة منه كالعادة قبل أن يرد بمناكفة
طب سلمي الأول صباحك جدامك ولا وراكي يا بت
ضحكت له شهد مرددة وهي تتناول كرسي بلاستيكي لتجلس أمامه
لا انا صباحي قاعد قدامي اهو وبيشرب شاي .
وه دي جاية تهرج.
قالها ابو ليلة مخاطبا عبيد قبل أن يطلق ضحكته الرجولية المتقطعة ذات الصوت العالي فقال عبيد بعد ان هدأت ضحكات الرجل
تؤمري بإيه يا ست شهد شاي ولا قهوة .
ردت شهد بابتسامة ودودة للفتى
لا بقى معلش يا عبيد خليها وقت تاني انا جاية في كلمتين للراجل صاحبنا ده وماشية على طول اشوف الهم اللي ورايا. 
أومأ لها عبيد برأسه ليعود لعمله وسألها ابو ليلة
خير يا ست شهد عايزانى في إيه 
تبسمت له الاخيرة تجيبه
صبا.
اشمعنى
قالها فردت شهد بابتسامة متسعة
متقدملها عريس وسايقني عليك واسطة عشان ترضى بيه.
رد مسعود على الفور
لا 
هتفت به شهد مستنكرة
لا على طول كدة! طب مش لما تعرف هو مين الأول
هزهز رأسه بعدم اهتمام وهو يعود ليرتشف من كوب الشاي خاصته ف استطردت قائلة
دا الاستاذ هشام موظف الحي اللي بيجي يشرف ع المباني احيانا بيقول انه شاف صبا بالصدفة معاك وسأل عليها وعرف إنها بنتك ومن يوميها الراجل هيتجنن ويكلمك وبيقول إن شقته جاهزة من مجاميعه وهو تحت امرك في اللي تطلبه و.....
قاطعها ابو ليلة
ولو هيجيب نجمة من السما بلغيه رفضي وريحي مخك ما انتي عارفة رأيي يا شهد لزومو إيه بس الأخد والرد في أمر منهي
توقفت الكلمات على طرف لسانها بعد أن افحمها برده القاطع لكن وبرغم علمها المسبق برده حاولت مرة أخرى
طب فهمني بس يعني انت هتسيبها كدة زي البيت الوقف من غير جواز العمر كله يا عم ابو ليلة
رد يجيبها وبكل بساطة
هي حرة بقى انا راجل ومرضيتش اجبرها ع الجواز من واد عمها بس كمان محدش هيفرض عليا كلمته يعني مدام هي مقبلتش بواد عمها يبقى تقعد كدة بقى من غير جواز خالص ايه يعني.
ضړبت كفيها ببعضهم تقارعه بدهشة لهذا المنطق الغريب
يا عم الحج هي الدنيا وقفت على ابن عمها وبس مفيش بقى ناس محترمين يصلحوا
لا مفيش.
قالها بحدة ليردف بعد ذلك
انا شوفت ولفيت كتير لكني برضوا مش هتنازل ع اللي في دماغي لحد ما هي توافق على واحد من عيال عمامها اللي طالبينها ما يصون العرض غير واد العم يا بت اخوي فهمتيني
تبسمت شهد بحنين وقلبها يرفرف داخلها مع جملته العابرة والتي ألقاها بدون تركيز بت اخوي لا يعلم بوقعها عليها وكأنها كالبلسم الذي ينزل على جرحها ليطيبه ويذكرها بمساندته الدائمة لها من وقت رحيل أبيها رغم عدم وجود صلة قرابة حقيقية تجمعها به سوى أنه كان صديق والدها أبو ليلة ظهرها وبفضله فقط هي استطاعت
 

انت في الصفحة 4 من 187 صفحات