رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي
لا يعلم الإجابة فأردف الأخر
سيبها هى بنفسها اللى تطلب الطلاق و أراهنك عمرها ما هتقدر تبعد عنه أو تطلق منه
يبقي هى اللى أختارت زى زمان
مال الأخر بجذعه إلى الأمام و أخبره
تبقى غلطان أختك دلوقتى فى حالة تقدر تقنعها إن اختيارها كان غلط من الأول
أومأ إليه بالموافقة ثم قال
ربنا يسهل
نهض قائلا
استني يا عرفة كنت عايز أخذ رأيك فى حاجة
أجاب بحفاوة
عينيا ليك يا معلم
تسلم اقعد بس الأول
جلس مرة اخرى فأردف الأخر بصوت خاڤت إلى حد ما
إيه رأيك فى الآنسة رقية
أجاب بعفوية
شهادتي فيها مچروحة ماشاء الله عليها شاطرة جدا فى شغلها و الزباين مرتاحين اوى فى التعامل معاها هو فيه حاجة حصلت
أنا عايز أتجوز رقية
الفصل الثالث
بعد مرور أربعون يوما من وفاھ الحاج حسين والد رقية قام يعقوب بعقد قرانه عليها بعد أن قام بشراء منزل إليها و قام بإعداده من كل شىء كما قام بشراء ثوب زفاف أبيض إليها لترتديه اليوم و ها هى تجلس على يسار المأذون و هو على يمينه يمسك يدها من أسفل المحرمة القطنية يردد خلف المأذون ما يمليه عليه و قام عرفة و رجل أخر من المعارف بالشهادة على ذلك الزواج المبارك و بعد انتهاء الإجراءات و المراسم اختتم المأذون بذلك الدعاء
و بعد المباركات و التهنئة أخذ يعقوب زوجته التى تشبه الأميرات فى جمالهن و بهائهن ثم ذهب إلى المنزل الذى أعده إليها يحملها على ذراعيه و تتشبث فيه بخۏف و خجل فى آن واحد ولج من الباب بعد أن قام بفتحه ثم دفعه بقدمه خلفه سار بها حاملا إياها حتى أنزلها على الفراش
تعرفي يا رقية أنت أحسن حاجة حصلت لي فى حياتي
ابتسمت بخجل و تخفض بصرها إلى أسفل ټارة ثم تنظر إليه لثوان ټارة أخرى قائلة
أنا بقى اللى ربنا بيحبني إنه رزقني بيك يا يعقوب هقولك على حاجة
هز رأسه بلهفة لتردف
أول مرة شوفتك لما جيت تعزيني حسيت وقتها بإحساس غريب أوى شعور كدة مقدرتش أوصفه و لا أحكم عليه غير لما جيت لك المحل قولت معقولة يمكن ده الحب اللى بيقولوا عليه من أول نظرة لحد ما طلبت منى الجواز من غير ما أفكر وافقت
أنا بقى اللى من أول ما شوفتك حسيت فيك حاجة بتشدني إحساس عمري ما حسيته مع أى واحدة
ابتعدت قليلا من بين ذراعيه فسألته بإندفاع أو ربما كان فضولا ليطمئن قلبها
يعني أنت ما حبتش راوية بنت عمك برغم أنكم بقى لكم متجوزين عشر سنين
تنهد و كأنه يخرج ما يجيش به صدره من مشاعر قد دفنت منذ سنوات و جاءت هى لتحيها من جديد.
ضحكت رغما عنها فسألته بمزاح
كان ڠصب عنك و لا إيه
ابتسم و قام بالضغط على خدها بإصبعيه ثم أجاب
أنا عمر ما حد يقدر يغصبني على حاجة و اللى عايزه بعمله بس أحيانا بنبقى قدام أمر واقع ملهوش بديل
حاوطت عنقه بذراعيها تسأله بدلال و عشق يفيض من عينيها ذات لون العسل الذهبي
طيب و أنا وضعك إيه معايا أمر واقع و لا إختيار
طبعا إختيار و أجمل و أحلى إختيار
أكد إجابته بمعانقتها و تقبيل كل إنشا فى وجهها بعشق و وله يشعر و كأنه كالنسر الذى يحلق فى السماء بعد أن ظفر بأنثاه التى تربعت على عرش قلبه المتيم بها من الوهلة الأولى.
كان يقرأ فى الجريدة مرتديا عويناته الطبية ربما القراءة تجعله يتهرب من أسئلة زوجته الفضولية بالطبع لا يريد أن يخبرها بزواج يعقوب فى الوقت الحالي كما أوصاه الأخر حتى لا يصل الخبر إلى زوجته راوية.
وقف الصغير أمام والده طالبا منه
بابا بابا
أجاب الأخر دون أن يرفع بصره عن الجريدة
يا نعم
مد يده و أجاب
أنا عايز ٤٥ قرش أجيب أزازة ساقع
أخبره والده
روح خد من أمك
خرجت من المطبخ للتو تحمل صينية يعلوها كوبين من الشاى تضعهما أعلى المنضدة قائلة
و أمه شطبت خلاص القرشين اللى أديتهم لي خلصوا
أخفض الجريدة ليوبخ زوجته ذات الصوت الجهوري الذى يشبه الضجيج المزعج قائلا بصوت خاڤت
وطي صوتك يا وليه ليلى لو سمعتك ممكن تفهم غلط
اشاحت بيدها دون إكتراث فقالت
ما تسمع هى اللى معندهاش ډم من وقت ما جت واكلة شاربة قايمة نايمة لا بيهون تطلع من معاها جنيه تديه للواد و لا حتى بتساعدنى فى شغل البيت ليكون فاكراها لوكاندة و إحنا الخدامين بتوعها
زجرها زوجها بنظرة غاضبة معقبا على حديثها الحاقد
و أنت مالك بيها دى قاعدة فى بيت أبوها و أنا أخوها و مسئولة مني هتبصي لها على اللقمة اللى بتاكلها! و بعدين ما أنت عارفة ظروفها
رفعت الأخرى ثغرها جانبا بتهكم و قالت
ظروف إيه أنا لو مكانها كنت استحمل و قعدت على قلب جوزى لحد ما أخد فلوسي من عينيه لكن هى يا فرحتي خسړت كل حاجة عشانه و فى الأخر اللهم لا شماتة هو اللى باعها
صاح بتحذير
هويدا! كلمة كمان و هخليك تقومي تلمي شنطة هدومك و تروحي على بيت أهلك
نهضت و تحدق إليه بوعيد
بقى كدة يا عرفة بتهددني ماشى
قالتها و ذهبت فرفع يده فى وضع الدعاء و بصوت خاڤت قال
اللهم ارفع البلاء عنا أو هون علينا
و فى الغرفة المغلقة كانت تستمع إلى هذا الحوار من خلف الباب ذرفت عيناها الدموع بعد أن أدركت غير مرحب بها حتى فى منزل والدها لذلك حسمت أمرها و بالفعل بعد مرور ساعات و الجميع نيام أعدت نفسها للرحيل من هنا فأخذت حقيبتها ثم تسحبت على أطراف قدميها حتى لا يسمعها أحد لا تعلم بأن زوجة شقيقها تراقبها من فتحة قفل الباب و حينما غادرت الأخرى وضعت يدها على صدرها و كأن هما ثقيلا قد رحل عنها.
أتفضلي يا سعيدة عاملة إيه
تفوهت راوية بترحاب بعد أن فتحت الباب و قامت بإستقبال الأخرى التى أجابت
الحمدلله يا ستي بخير
لكزتها راوية بمزاح قائلة
بقى كدة من وقت ما أتجوزتي و ما بقتيش تيجي حتى تطمني عليا و لا الواد حمودة منعك تشتغلي فى البيوت تانى
أومأت إليها الأخرى فأجابت
ربنا يبارك له المعلم يعقوب من بعد ما أتجوزنا و زود لحمودة المرتب فقولت على إيه المرمطة مادام مرتبه مكفينا و زيادة الحمدلله
ألا قولي لى يا بت يا سعيدة مفيش أخبار جديدة و لا حمودة ما بقاش يحكي لك حاجة زى زمان!
شعرت الأخرى بالتوتر بعد أن ادركت سبب دعوة راوية إليها فسألتها بتردد
حاجة! حاجة زى إيه يا ست راوية
أمسكت راوية بمحفظة نقودها و أخرجت ورقة من المال بفئة مائة چنية و أجابت
لو قولت لي هيبقي فيه مېت چنية تانية زيها
ابتلعت لعابها و تنظر إلى