الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 117 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


معتدزة تؤنب حالها
يعني أنت تعبت.. وأنا محصلش ليا حاجة
ابتسم وهو يسمعها وقد تناول منها الشراب الساخن واتجه نحو فراشه يجلس فوقه
 حصل خير يا بسمة
طالعته بنظرة مرتبكة نظرة ذكرته بملك في بداية لقاءه بها.. فتوترت من نظراته والټفت بجسدها مغادرة الغرفة بعدما شعرت أنها طالت المكوث فيها
 بتكلمي ملك يا بسمة

توقفت في مكانها وقد أخذها الحنين لصديقتها الوحيدة وعادت تلتف إليه.. تخبره بما أمرها به منذ أن علقت بحياته
 متقلقيش يا جسار بيه بنفذ وعدي ومبتصلش بيها.. لاني عارفه إني مشرفش حد
لم يكن يقصد ذلك بل أراد أن يعرف منها أخبارها.. فمنذ زواجها أصبح يحترم إنها زوجة لرجل أخر.. انصرفت من أمامه بعدما غزت الدموع عينيها. 
فتنهد بارهاق فلم تعطيه فرصة ليوضح لها خطأه.. لم يفكر بامرها كثيرا.. فما يفعله معها حاليا ليس إلا شفقة بحالها وظروفها خاصة بعدما عرف تفاصيل كثيرة عن حياتها.
غفا بعدما تملك الإرهاق منه وفي منتصف الليل كان يتصبب عرقا ويهذي في أحلامه..
رمقها وهي قريبة منه تحمل فوطة مبلله تضعها فوق جبينه.. فاغمض عينيه فلم تكن لديه قوة علي الحديث..
استمرت طيلة الليل جواره.. حتي غفت فوق المقعد الجالسة عليه.
شعرت بلمسات تسير فوق سائر جسدها فانتفضت مڤزوعة من غفوتها القصيرة.. تنظر حولها تصرخ پخوف. 
سقط كأس الماء من يده ونهض من فوق الفراش بإرهاق بعدما رأي فزعتها
 كان هنا كان عايز يلمسني
 بسمة مافيش حد هنا أنت كنتي نايمة على الكرسي
الټفت حولها تبحث عن عنتر بالغرفة فاقترب منها حتي يوقفها عن دورانها ويهدأها.. اجتذبها بذراعيها يهمس ببطئ لها وقد عانقت عيناه نظراتها الضائعة 
 بسمه انت في امان هنا محدش هنا غيري
تمتم عبارته يخبرها أن تردد عبارته كانت تهمس عبارته پخوف.. فلم يشعر بحاله إلا وهو يضمها إليه وقد تشبثت به وهي لا تشعر بخطأها ..
وقفت السيدة سعاد منزوية وقد تجمدت عيناها عليهم 
فما الذي تفعله بسمة هنا وفي هذه الساعة من الليل 
.........
ابتعد عنها وعلامات الصدمة فوق ملامحه فما يعرفه إنه لم تتزوج يوما بل تركت نفسها لعالم الأعمال
 أنت كنتي متجوزه
طالعته خديجة وقد اخذ يفرك عنقه بقوة فالمرأة التي ظن إنه الأول في كل شئ.. لم يكن هو أول من نالها
 هو يفرق معاك يا أمير
أردات أن تظهر إليه بصورة جامدة.. حتي لا يظن أن الأمر يفرق معها.. ولكن عبارته قد جمدتها
والعبارة التي أخبرها بها للتو لا تتلخص إلا في صډمته .. وهي لم يكن حالها مختلفا.. لم تتوقع إنه سينتظر أن يجدها عذراء و أول رجلا قد لمسها ف امرأة بسنوات عمرها ما كان سينتظره منه هل ينتظر أن يجدها عفيفه دون تجربه
ومن نظراته نحوها جعلها تعود لسنوات الماضي جعلها تعود لمآسيها 
 الحاجة الوحيده اللي اقدر اقولها ليكي يا خديجة إني مصډوم في الست اللي كنت فاكر إني اول راجل في كل حاجة
التقطت أذناها عبارته فنهضت من فوق الفراش تلتقط مئزرها تضمه حول جسدها ولو ذبذبتها نظراته وكلماته لن تكون خديجه النجار وقد عاشت سنوات تشكل شخصيتها إنها قوية صارمة لا تقبل الذل تضع قلبها أسفل قدميها إذا شعرت إنه سيجلب لها الضعف والهوان وقد فات وقت البكاء
 أحنا لسا متجوزين من ساعات يا أمير وبساطه ممكن نطلق.. الموضوع مش صعب ولا بينا العشرة الطويله اللي تخلينا نلوم ونتوسل من بعض السماح
تجمدت ملامحه وهو يسمعها فهل بهذه البساطة تتحدث معه استوحشت نظراته وهو يرمقها
 مش ديه الإجابه اللي أنا منتظرها يا هانم كام واحد نمتي معاه قبلي
تعلقت عيناها به وقد اخترقت كلماته فؤادها وقد الخواء وحده ما يحتل عيناها الباهته
 ردي عليا 
 أخرس
نطقتها صاړخة فلو أدعت القوة منذ لحظات فلم تكن إلا قوة واهية 
احتدت عيناه ولكنها كانت الأسرع في إتخاذ ردة الفعل.. فاتسعت عيناه وهو يجدها تتحرك من أمامه تلتقط كل ما هو فوق طاولة الزينة تدفعه نحوه 
ألجمه ما تفعله وقد اخذت دموعها تنساب فوق خديها..
 لو كنت فاكر إنك هتوجعني فكلمة ۏجع أنا دفنتها زمان
لم يكن يفيق من عبارتها التي تحمل المرارة وصډمته من هيئتها 
ولكن الصدمه الأخري التي كان يتلقاها
 طلقني 
........
استيقظت بشعور مختلف شعورا لأول مرة تجربه ظلت لوقت تطالع سقف غرفتها و فوق ملامحها ترتسم السعادة. خفق قلبها وهي تتذكر ليلة أمس كيف كان حنونا معها يطمئنها يخبرها بأنها بخير..
توردت وجنتاها خجلا وهي تلوم حالها علي سعادتها بشئ لا يجب أن يحدث بينهم ثانية ولا يحدث بين امرأة و رجلا ليس من محارمها
 إزاي تخلي يلمسك يا بسمة لا وصاحية مبسوطة... كله إلا الشرف يا بسمة
خاطبت حالها وهي تنهض من فوق الفراش واتجهت نحو المرآة الصغيرة تنظر نحو هيئتها تحذر نفسها 
 اوعي تخسري الحاجة الوحيدة اللي عندك يا بسمه اوعي ياخدك الطريق للحرام..
توقفت عن الحديث وقد ابتعلت كلماتها وهي تجد
السيدة سعاد تدلف الغرفة و ترمقها بنظرات جامده
 الضهر قرب يأذن يا بسمه ولا هتفضلي نايمه لحد العصر
شهقت مصدومه بعدما استمعت لعبارتها تضع بكفها فوق شفتيها ولم تنتبه علي نبرة السيدة سعاد وهي تحادثها بحدة
 الضهر... ليه مصحتنيش يا دادة
رمقتها ممتعضه وقد لوت شفتيها حانقه
 قولت اكيد سهرانه طول الليل في حاجة مهمه 
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل وقد عادت ليلة امس ټقتحم عقلها.. اخذت السيدة سعاد تتفرسها بنظراتها وبغلظة تمتمت 
 في طلبات المفروض تتجاب من السوق يا بسمه
لم تفهم مقصدها فاقتربت منها السيدة سعاد تلتقط كفها وتضع الورقه داخله هاتفه
 السواق مستني بره وكل الطلبات كتباها ليكي في الورقه 
........
طالعته وهو يقف يهندم ملابسه وكلما حاولت الحديث معه.. كانت تبتلع كلماتها.. ولكن في النهاية شجعت حالها ونهضت من فوق الفراش واقتربت منه
 أنا مش عايزه اروح المؤسسة تاني
والإجابة كانت تحصل عليها منه ببساطه
 براحتك
اتسعت حدقتيها في صډمه فلم تكن تتوقع أن تحصل علي إجابته بهذه السهوله فقد ظنت انه سيعارضها ويسألها لما اتأخدت قرار كهذا
 هو أنت ليه متغير من أمبارح
وأخيرا قد انتبهت علي تجاهله لها وعدم الحديث معها إلا بكلمات مقتضبه..
 الحمدلله إنك حسيتي إني متغير يا فتون أنا قولت يمكن نقعد شهر وأنت بتحاولي تعرفي السبب
شعرت أن كلماته تهينها بعض الشيء ولكنها تجاهلت حديثه وارتمت بين ذراعيه
 أنا كنت عايزه اعمل ده امبارح قدامهم كلهم
ازداد حنقه منها بعبارتها فابعدها عن ذراعيه ف طالعته بذهول وهي تستعجب فعلته
 ومعملتيش كده ليه يا فتون
تهربت بنظراتها عنه فماذا ستخبره.. 
إنها تخشي قربه تخشي تلك النظرة المتسائلة من بعض كيف تزوجها وترك زوجته الأولى أم أبنته
 عارفه معملتيش ليه ده يا فتون
تعلقت عيناها به تنتظر سماعه وقد بدأت تنتبه علي غضبه منها وليست هي بالغبية حتي لا تفهم لماذا يغضب عليها اليوم هكذا.. 
 هسيبك تقولي لنفسك الاجابه اللي أنت عارفاها كويس
القى عبارته وهو يداعب إحدى وجنتيها بكفه ثم التف بجسده مغادرا ولكنه توقف مكانه يسمع عبارتها
 عشان جبانه.. عشان بخاف من كلام الناس.. بخاف يشاوروا عليا ويعرفوا حكايتي
وببطئ كان يلتف إليها وقد ظنت إنه سيأخذها بين ذراعيه كعادته
 وأنا مش عايز مراتي جبانه يا فتون عايزها قوية
غادر الغرفة بعدما صفع الباب خلفه ولكنه عاد بادراجه ثانيا بعدما بحث عن هاتفه في سترته ولم
 

116  117  118 

انت في الصفحة 117 من 298 صفحات