رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
يا خيبتك في بنتك الكبيرة يا عبلة
انتفضت فتون من غفوتها في ذعر ومازال النعاس يثقل جفنيها.. تنظر إلى والدتها التي وقفت فوق رأسها تهتف بعبارات لا تستوعبها
جوزك كان نايم بره الاوضه ليه يا بنت بطني وليه مقومتيش معاه شوفتي محتاج إيه..خيبه عليك.. مش هتتعلمي ابدأ ازاي تكوني زوجه
عبارات وعبارات تدافقت فوق رأسها وهي حتى الأن لا تفهم سبب اقټحام والدتها غرفتها وحديثها بهذا الشكل
هتفت عبارتها وهي تلتقط هاتفها تنظر للوقت.. ثم حكت رأسها تستعجب مغادرته باكرا عن موعده
طالعتها السيدة عبلة في مقت وتبرم.. تنتظر سماعها ولكنها لم يكن لديها جواب علي اسئلتها التي تشعرها كم هي خائبة الرجا
جوزك لو ضاع منك هتبقى خايبة يا بنت عبدالحميد.. ومحدش هيقبل يتجوز واحده اتطلقت مرتين
ده اخواتك بقى وخدينك قدوة دلوقتي ومعلقين أحلامهم عليك..
والحقيقة المرة التي كانت تتجرعها مع كل كلمة تنطقها والدتها إنهم يعلقون امالهم علي سليم النجار وامواله
أنتم معلقين أمالكم علي سليم مش عليا
وماله مش جوز بنت
تمتمت بها السيدة عبلة وهي تلتف بعينيها في ارجاء الغرفة.. ثم أندفعت صوب أحد الأبواب ولكن سرعان ما كانت تغادر ما أندفعت داخله ووجدت به ضالتها تنظر إليها مبتسمه وهي تقبض بيدها فوق احد اثواب النوم
كده قلبي اطمن
ابوك واخواتك ماشين النهاردة وأنا هفضل هنا مع أخوك لحد ما يعمل العملية واطمن عليه
.........
دلف غرفة مكتبها بعدما سمحت له سكرتيرتها بالدلوف..
فعلقت عيناه بها وهي بهيئتها العملية وجلوسها فوق مقعدها الجلدي الوثير.. تدقق النظر في الأوراق التي أمامها
إنها أمرأة محظوظه ولكنها لم تشعر يوما بذلك الحظ الناقص.. هي قدوة ومثال للمرأة الناجحه التي تتمنى الكثيرات أن تسير علي دروبها ولكنها وحيدة احبها رجلا يتمتع بالشباب يعرف كيف يعطي امرأته الحب ولكنه يصغرها بسنوات عديدة
الزوجة هي اللي بتتذمر من انشغال جوزها عنها لكن في حالتنا إحنا الموضوع مختلف
ضحكت علي دعابته وهي تفهم مغزى حديثه
الزوج كسول زيادة عن اللزوم عايز يفضل طول الوقت في السرير
ارتفع حاجبيه بعدما راق حديثها له وخاصة عندما أتى ذكر احب النقاط إليه
مش معقول أكون متجوز أجمل ست واحب الخروج من البيت
ضحكت وهي تتراجع للخلف.. تسترخي في جلوسها وقد أزالت عن عينيها عويناتها الطبية
كاظم بيشتكي من تأخير الشغل بلغته أن العطله من عندكم أنتم.. فاتوقع هتلاقي منه اتصال قريب
وعلي ذكر اسم شقيقه كان الهاتف يعلو رنينه.. فحدق بنظراتها العابثة وهو يعتدل في وقفته
اممم السيدة خديجة النجار بتبيع جوزها..
فتعالت ضحكاتها وهي تشير نحو هاتفه
رد علي تليفونك يا بشمهندس
وبعبارات موبخة من شقيقه الأكبر وقف يستمع.. يعلل له السبب الذي لا يراه شقيقه إلا استخاف منه ومن عدم قدرته علي النجاح في شئ
تجمدت ملامح أمير وقد ابتعد عنها.. وتلاشي مزاجه السعيد وعبثه..
وهي كانت اذكي من أن لا تبدء في فهم شخصية الرجل الذي تزوجته..
اقتربت منه بعدما انتهت المكالمه أخيرا ودون أن تنتظر سماع شيئا منه جاورته فوق الأريكة التي تحتل غرفتها
في قانون البيزنس يا اما تنجح وتظهر لمنافسينك قوتك وذكائك أو تنسحب وتبقى مجرد شخص تابع بيحركك غيرك
أنا مجرد تابع لكاظم وجوده باشا.. العيل الفاشل اللي قبل ما يوكلوا ليه حاجة مستنين فشله
أنت مش فاشل يا أمير أنت حاطت نفسك في خانة الفشل
طالعها في صمت وقبل أن تنهض من جواره.. كان يجتذبها إليه.. يخبرها بالطريقة التي يجيدها إنه ناجح بشدة.. ناجح لدرجة استطاع الزواج من المرأة التي لم يتمكن احد للوصول إليها ولم تعري نفسها إلا أمامه.. ليته فقط يعرف من هذا الرجل الذي اڠتصبها يوما وجعلها تعيش سنوات من عمرها في مرارة ترمم فيها حالها
انتفضت عنه وهي تلهث أنفاسها لا تصدق إنه جعلها تنجرف معه في غرفة مكتبها.. لتنهض من جواره وهي تغلق أزرار قميصها بعجالة
أمير إحنا في المكتب
وفيها إيه يا خديجة أنت مراتي
الټفت إليه بعدما استمعت لعبارته التي نطقها بهدوء
مراتك في السر يا أمير.. علاقتنا مش لازم حد يعرف بيها
وبهدوء أشد كان يخبرها وهو يقترب منها مجددا
ومين قال إن علاقتنا هتفضل في السر
لتتجمد ملامحها وقبل أن تسأله عن معنى حديثه والشئ الذي يسعى إليه.. كانت سكرتيرتها تدلف غرفة المكتب بعد طرقة واحده طرقت بها فوق الباب
لتقع عيناها نحو رئيستها وذلك الشريك الذي يقف قربها..
.........
زفرت أنفاسها ضجرا وهي تطرق الأرض بحذائها ومن مكالمة لأخرى كان ينهيها كان ضجرها يزداد حتى نهضت من فوق الأريكة التي تجلس عليها في غرفة مكتبه بالطابق السفلى
مش معقول هفضل قاعده في البيت عشان ساعدتك موجود ومينفعش اخرج طول ما الباشا قاعد
طالعها بنصف عين ثم عاد نحو أوراقه متمتما
تقدري تقومي تعملي اي حاجة في البيت.. أو ممكن نطلع اوضتنا
احتدت عيناها بعدما استمعت لعبارته الأخيرة واقتربت منه تلطم فوق سطح مكتبه بقوة وهي تميل بجسدها صوبه
بتحلم أني ارجع لصورة الست اللي أنت عايزاها..
ترك أوراقه ومال هو الأخر فوق سطح مكتبه
تعرفي اكتر حاجة بقيت بستمتع بيها التحدي اللي بشوفه في عينك... وانا راجل مبحبش اللعب مع الخصم الضعيف..
اللعبه خلصت وانت انتصرت عايز إيه تاني نفسي افهم
وبابتسامة عابثه كان يمنحها نفس الجواب
عايزك لحد ما أنا اللي اقول دورك أنتهي من حياتي يا جنات
أنت إيه بالظبط.. مش عارفه اوصفك بأي لقب.. مريض ولا متملك ولا عديم القلب.. صحيح تربية جودة النعماني هيطلع إيه
جنات
صړخ بها قبل أن ينتفض من فوق مقعده فانتفضت هي الأخري مبتعده تتراجع للخلف وهي تراه يقترب منها بتلك الشرارات التي خرجت من حدقتيه
اختارتي تدخلي العيلة ديه بأرادتك فضلتي تدوري وتلعبي وتتوسطي لسليم النجار عشان توصلي لهدفك.. محدش ضړبك علي ايدك يومها
شعرت بقبضته تفتك ذراعها حاولت تحرير ذراعها ولكنه اخذ يضغط بقوة فوقه
طلاق مش هطلق وهتفضلي محپوسه في البيت لحد ما أنا اقرر امتى اخرجك من حياتي
وسحبها بقسۏة نحو الشرفة التي تطل علي الحديقه يشير نحو الاربعة الرجال الواقفين
عارفه مهمتهم إيه
طالعته في ذهول وقد علقت عيناها بالاربعة رجال بالاضافه لحارس البوابة
أنت هتسجني
لو مشيتي معايا بالعقل يا جنات هتعيشي في راحه
دفعته بكل قوتها بعدما عادت تتمالك صډمتها
اعيش معاك ازاي وأنت عايزني مجرد ست في حياتك تلبي رغباتك لحد ما ترميني بنفسك.. ليه عايز تعمل فيا كده
والإجابة بالتأكيد ستكون كما أخبرها مرارا سيتركها حينا يرغب حينا يشعر بالضجر والشبع منها.. حينا تنطفئ شهوته