رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الغرفة تترقب سماع ما سيحدث
ابتسم عنتر وهو يقود سيارته يرافقه فتحي الذي أسترخي بمقعده ينفث دخان السېجارة التي اعطها له عنتر
سېجارة فخمه زي صاحبها
رمقه عنتر بنظرة سريعة يشعر بالغبطة لأنه سينال ما يريده أخيرا وستصبح بسمة زوجته
عاد خياله يسبح مع تلك الأحلام التي تخيلها بها خيالات كانت وقحه فلم يشتهي أمرأة من قبل كما اشتهاها هي
افاقه سؤال فتحي من نشوته مع خيالاته فستاءت ملامحه متمتما
يعني هكون سرقها
ده كلام يا جوز اختي
تمتم بها فتحي وقد جالت عيناه بالسيارة
أنا بسأل عشان عايز اشتري زيها
امتقعت ملامح عنتر فاردف فتحي وقد ارتسمت فوق ملامحه ابتسامه واسعه.. وهو يرسم الأحلام في مخليته...فسوف يجني من هذه الزيجة الكثير من المال
كشړ عنتر بملامحه بعدما لفظ بقول بذئ
أوعى تكون فاكر إني هدفع أكتر من العشر آلاف.. لا فوق كده ده أنت تحمد ربنا إني عايز اتجوز اختك على سنه الله ورسوله..
ليه كده بس ما احنا كنا حلوين وصحاب مزاج
استمرت ثرثرة فتحي حتى ضجر عنتر زافرا أنفاسه بقوة.. يلوم حاله لأنه بحث عنه حتى يزوجه شقيقته و يأخذها من ذلك المتغطرس الذي يفرض سيطرته عليها وكأنها ملك له وسرعان ما كان يعود لخيالاته بها يقضم فوق شفتيه
وعلى بعدا منها توقف بخطواته ولهفته..توقف مطمئنا وهو يراها جالسه فوق أحد المقاعد الخشبية خارج المشفى تطالع ما حولها في صمت.
زفر أنفاسه وقد عاد الاسترخاء يرتسم فوق ملامحه واكمل تقدمه نحوها يدقق النظر فيها وكلما كانت تقع عيناه عليها وعلى خلجات وجهها كان يتأكد من حقيقة واحده بات يدركها تماما زوجته مازالت طفله صغيره طفله تبحث عن طفولتها التي ضاعت في النضج بين والدين لم يكونوا مؤهلين لأن يكون لديهم طفلا واحدا وليس سبعة أطفال
فالتمعت عيناها بالدموع وهي تنظر نحو كفيهم المتشابكين
كلام والدتك كان صح يا فتون الغلطه غلطتي أنا لكن الغلطة هتتصلح
وتفتكر الناس برضوه هتسكت ساعتها هيسألوا نفسهم إزاي أنت اتجوزتني ازاي قبلت تتجوز مرات السواق
أنا هفضل في نظر الناس الخدامه اللي قدرت تغوي السيد فاتجوزها
قالتها بمرارة فكلما باتت تظهر أمام مجتمعه.. أصبح الجميع يتسأل كيف تمكنت هذه الفتاة التي لا يميزها شئ أن تنال رجلا كسليم النجار رجلا لم يكن يوما من الرجال الذين يفضلون النساء صاحبات المستويات المتدنية
امتقعت ملامحه وقد تركها تهذي بما تريده..
عارفة يا فتون الحاجه الوحيدة اللي بتثبت ليا إني عمري ما شوفتك زي ما شوفت اي ست مرت في حياتي
توقف عن الحديث وقد علقت عيناها به تنتظر سماع باقية حديثه
إن أنا راجل بحب أي شئ مميز ست تكون واثقة من نفسها.. لكن معاك أنت اختياري كان مختلف
توقفت عن ذرف دموعها تنظر إليه بتشوش وضياع وهو ينهض من جوارها
شكلي حسدت الدروس التثقيفيه وحسدت نفسي مش عارف متعلمتيش مني ليه الثقة بالنفس
تمتم عبارته حانقا فزوجته الحمقاء..كلما ظن إنهم تجاوزوا تلك النقطة عن حياتها السابقه.. تعود وتتحدث عنها
أنا مش هنفع في أي حاجة يا سليم
ازدادت تقطيبة ملامحه وهو يسمعها وقد بدء يشعر أن هناك شئ بها تخفيه عنه شيئا يراه في عينيها منذ الصباح
فتون في حاجة مخبياها عني أنت متعودة طول عمرك علي كلام الحجة عبلة فمافيش حاجة جديدة.. لكن في حاجة تانية
وعند تلك النقطة كانت تلمع عيناه وهو يتذكر شحوب وجهها عندما أخبرها بحجز موعد لدي الطبيبة
اخفضت رأسها أرضا تفرك يداها لا تعرف كيف ستخبره بعلتها وتطلب منه الصبر او فقد الأمل إذا لم تستطع الإنجاب
فتون
رفعت عيناها إليه فعاد يجاورها ينتظر سماعها
خاېفة يا سليم
سردت له التفاصيل التي اخبرتها به الطبيبه وذلك الدواء الذي تتناوله حتى تحل مشكله ذلك الخلل الذي حدث في هرموناتها بسبب تناول أقراص منع الحمل وبحشرجة تمتمت بعدما تمكنت من مسح دموعها
لكن الدكتوره قالتلي إن الموضوع بتاع ربنا.. ممكن يطول العلاج وممكن لاء
لانت ملامحه وهو لا يستوعب إنها تخاف من أن يكتشف أمرا وارد حدوثه بل ويحدث
فتون معقول خۏفك وصل لدرجادي مني
لو مخلفتش مش هيكون لوجودي أي أهمية معاك هتزهق مني بعد فترة وترميني
احتقنت عيناه وهو يسمعها.. مهما خرجت زوجته من قوقعتها ستظل تابعه لغيرها تترك لهم أذنيها.. وتستمع لهم
يخبروها إنها ناقصة.. فتجيبهم بنعم
يخبروها إنه سيتركها.. فترثي حالها مصدقة على كلامهم
رمقها بنظرة احتدت معها عينيه مؤسفا عليها وعلى تذبذبها
كويس إننا لسا مجبناش طفل يا فتون
وانسحب من أمامها لا يفسر حديثها إلا إنها تخشي أن يكون رجلا نذلا معها
والحمقاء لم تدرك حتى اليوم إنه احبها بجميع نواقصها احبها لدرجة أصبح لا يصدق إنه نفس الرجل الذي كان عليه منذ سنوات رجلا يختار نسائه بعناية
وقفت أمامه تهذي بالكثير من الحديث عن الكرامه وعن عدم حاجتها لشئ منه وقد فعل ما أوجب عليه فعله حينا ادخلها بيته وبالطبع كل ذلك كان إكراما لملك التي لولاها ما كان ساعدها يوما
وبأنفاس متسارعة كټفت ذراعيها أمام صدرها تنظر نحو علبة الهاتف الذي وضعته فور أن دلفت فوق سطح مكتبه.. تنتظر سماع أي حديث منه أو حتى أن ينظر لها ولكنه كان جامد مكانه ينظر نحو ما وضعته أمامه بملامح جامده
أمتي هتجوز عنتر يا بيه
أخيرا سمحت للسانها بالسؤال عن الموعد المرتقب لذلك الزواج الذي كلما فكرت به ارتفعت أنفاسها وانقبض روحها
هو أنا هفضل اكلم نفسي كتير
وجسار كان صامت يقاوم ذلك الضجيج الذي يخترقه.. لا يصدق أن غضبه أجبره على التفوه بكلمة زواج ومن من.. من تلك التي اشفق عليها وادخلها منزله..
فهل ينطقها مجددا ويخبرها إنه سيتزوجها حتى يجعل طليقته تتحسر على حديثها معه تتحسر على تلك الساعة التي تلاعبت فيها معه.. وعن سمعته التي أصبحت على الألسنة بسبب فتاة شديدة الغباء متمسكة برجل أراد اغتصابها يوما
عموما يا بيه هديتك عندك..تقدر تديها للخدامة الجديدة
احتدت ملامح جسار وقد صوب عيناه نحوها أخيرا.. فارتجف جسدها من نظراته ولكن سرعان ما كانت تقف في ثبات وتحدي
ولدهشتها هذا اليوم إنه لم يتحدث بل نهض مغادرا غرفة مكتبه بعدما رمقها بنظرة طويلة ذبذبتها ولم تفهم لها معنى
اقتربت منها السيدة سعاد بعدما أصابها الذهول تنظر إليها غير مصدقة أن السيد لم يتحدث بشئ
لا لا البيه فيه حاجة مش طبيعيه.. ده سابك تتكلمي من غير ما يتكلم..
عندك حق يا دادة ده بصلي بنظرة غريبة.. نظرة مش عارفة افسرها هي ڠضب ولا لوم ولا...
وابتعلت مرارة غصتها تخشي الإعتراف بينها وبين حالها أن نظرته كان يملئها الازدراء
يا بنت ما بعد كلامك ده كويس إن