الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 160 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


مامي هي أخدتك مني ومن مامي يا بابي
حړقت الدموع مقلتي الصغيرة ثم نظرت لوالدها ولأهتمامه المنصب عليها وعلى حديثها كعادته
ضمھا إليه يخبرها بطريقته وحنانه الخاص بها وحدها إنها أميرته الجميلة
 فتون بتحبك يا ديدا هي أكيد مش هتحبك زي مامي لأن مامي واحده بس ومحدش يقدر ياخد مكانها عندك
تعلقت عينين شهيرة به هو يمنحها أحقيتها في أبنتها لكن حياته لم تعد إلا لأمرأة أخرى يصورها لابنته إنها تحبها لكن حبها لن يكون مثل حب والدتها

 تعرفي يا ديدا إن فتون هي اللي عملتلك تورتة عيد ميلادك وكل الحاجات الحلوة اللي أنت بتحبيها
ابتعدت عنه الصغيرة تومئ برأسها بعلمها لما فعلته لها
 طيب ومن أمتى بنفرح في حد تعبان أو متعور مش المفروض نطبطب عليه ونديله من حاجتنا الحلوه ونشجعه ونقوله هتبقى كويس
عادت الصغيرة تومئ له برأسها تفهم مقصد والدها وحديثه
 بس أخوها وحش وبيشدني من شعري كتير ويقولي أنت شبه الكرتون
لانت ملامح سليم وهو يسمعها تعبر عن حنقها هذه المرة بتذمر طفولي
 ما أنت يا أميرتي شبه فعلا أميرات الأساطير
وامسك ذراعها يديرها حول نفسها عدة مرات فتعالت ضحكاتها وهي ترى فستانها يدور حولها كما تحب
 أميرتي الحلوة النهاردة كبرت سنه وبابي كل يوم حبه ليها بيكبر ويكبر
وانحني ليحملها بين ذراعيه فاسرعت في ډفن رأسها في تجويف عنقه تلهث أنفاسها
 أنا بحبك أوي يا بابي أنت كمان أمير..
تعالت ضحكات سليم فاتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى الدلال الذي تحصل عليه أبنتها من والدها إنه دلال يرضيها كأم وامرأة متعطشة له وأبنة حرمت منه في وسط عائله لا تبحث إلا عن كسب الصفقات والمزيد من الأموال والعراقة
 لا أنت ملك يا بابي
قهقه سليم عاليا من نظرة صغيرته إليه وهي تفكر في لقب أخر له
عاد لضمھا إليه يتنفس رائحتها بعمق فالتمعت عينين شهيرة بسعادة وهي تراهم بتلك الصورة التي دوما ما سلبت قلبها وجعلتها تزداد إطمئنانا أن أبنتها ستظل دائما تنال أهتمام والدها ولن تحرم مما تمنته هي يوما
وليت باتت تنطقها كثيرا في حياتها مؤخرا ليت ما أنجبت من هذا الرجل المزيد من الأطفال ليتها كانت مثل الخادمة التي نالت قلبه رغم افتقارها لكل شئ
اطبقت فوق جفنيها بقوة تطرد دموعها العالقة بين أهدابها تنفض رأسها من مشاعر الضعف والحسړة
 تعالوا ناخد صوره حلوه سوا رغم إن بابي لسا مش جاهز وهيطلع وحش في الصورة وهو مبهدل كده
ضحكت الصغيرة وصفقت بيديها متحمسة تنظر إلى ملامح والدها
 ومامي وديدا هيطلعوا حلوين في الصورة وبابي لاء
عبس سليم بملامحه ثم أنهال عليها بالقبلات يدغدغها بذقنه
 بقى كده يا ست ديدا بتنضمي لحلف مامي 
 ايوة لان مامي أحلى منك يا بابي دلوقتي
اتسعت عينين شهيرة تصوب نظراتها نحو الذي صدحت ضحكاته
 البنت ديه بتبيع كل واحد فينا في ثانيه يا سليم
 بنت شهيرة الاسيوطي عايزاها تكون إزاي يا شهيرة
ارتفع حاجبي شهيرة ترمقهما بأستياء مصطنع
 نعم يا سليم باشا تقصد إيه وليه متقولش إنها طالعه ليك
تعالت ضحكاته مجددا يمد لها يده لأخذ الهاتف منها حتى يلتقط هو الصورة
 تعالي يا شهيرة خلينا ناخد الصورة عشان ألحق أجهز 
التقطت الصورة والتقطت معها مشاعر أخرى 
غادر سليم الغرفة بعدما بعث لابنته قبلة فطالعت ابنتها وانحنت صوبها تأخذها بين ذراعيها تهمس لها بكلمات كثيره نادمة.. 
تخبرها إنها لم تكن تقصد أن تهملها إنها هدية من الله لها وهدية من الرجل الذي لو ظلت قربه كثيرا ستموت من شدة قهرها وما عليها إلا الرحيل لبعض الوقت حتى ترمم حالها وتعود شهيرة القوية
ولا بأس أن نخسر فصل من فصول حياتنا لنغلق الفصل ونبدء في فصل أخر
...........
جالت عيناه في أرجاء الغرفة يبحث عن طيفها فهو متأكد بأنها ليست بالأسفل ولم تذهب اليوم للجامعه ولا تدريبها بالمؤسسة بعدما توقفت عن الذهاب إليه رغم إستمرار زميلها أحمس ذلك الشقيق الروحي
وعندما تأتي ذكرى على أحمس على ذاكرته ترتسم ابتسامة ساخرة مستنكرة فوق شفتيه هو لا يستهوي هذا الشاب رغم يقينه إنه شاب مكافح طموح ومجتهد ويعيل والدته تلك السيدة التي جعلت حياتها له بعد ۏفاة والده 
لن ينكر أن مثال أحمس يعجبه ومن أكبر أسباب قبول تدريبه لديه هو إجتهاده وحصوله على تقديرات عالية بجامعته
ولكن زوجته الحمقاء المحبه لمهنتها تركت الفرصة وفضلت أن تقضي سنوات الدراسة كأي سنوات من العمر تقضى
وكحال الكثير من الناس يدرسون أشياء لا يجيدون عقولهم وشغفهم يهواها
اخذت عيناه تدور بالغرفة فتأكد من عدم وجودها بها.. فعلقت عيناه بساعة يده وخرج من الغرفة يبحث عنها والجواب كان يأخذه من الخادمة التي كانت تصعد للتو ومتجة نحو غرفة شهيرة
 الهانم فين
توترت وردة قليلا كعادتها حينا يسألها رجلا سؤالا
 خرجت يا بيه من ساعتين لا من تلت ساعات كده والله ما أنا فاكرة يا بيه
ضاقت عينين سليم ينفخ أنفاسه حنقا
 روحي ناديلي مدام ألفت 
أسرعت وردة في تنفيذ أوامره ناسية الغرض الذي كانت متجها به نحو السيدة الأخرى شهيرة ولكنها توقفت مكانها 
 هي البنت اللي بعتها تساعد الهانم موصلتش
أسرعت وردة بالجواب متذكرة الفتاة التي أتت قبل ساعات وعلى يبدو من اختصاصها وما تحمله إنها خبيرة تجميل
 جات يا بيه ولما ملقتش مدام فتون.. شهيرة هانم استعانت بيها تجهز خديجة هانم وتساعدها في تسريحة شعرها والحاجات اللي أنت عارفها يا بيه
وسرعان ما كانت تتسع حدقتي وردة وهي ترى امتقاع ملامحه بسبب ما اردفت به غير واعية من تجاوزها في الحديث
 أنا بقول أروح انادي مدام ألفت لحضرتك
وفرت هاربة راكضة من أمامه يتبعها سليم بنظراته الغاضبه عائدا لغرفته يضع الهاتف فوق أذنه
........
 وعلى رأي المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب
هتفت بها السيدة عبلة وهي تنظر لأبنتها مستنكرة وجودها بالمشفى اليوم
رفعت فتون عينيها نحوها وأغلقت الكتاب تنتظر سماع المزيد من عبارات التهكم من والدتها
 مش عجبك كلامي يا بنت بطني
 ما أنا قفلت الكتاب اللي مش عجبك
 ايوة مش عجبني هو أنت هتعملي إيه بالتعليم
التمعت عينين فتون بالحسړة تتذكر نفس عبارات والدتها منذ سنوات حينا عادت من مدرستها بشهادتها تأمل أن تكمل تعليمها
 نفس الجملة قولتهالي زمان وجوزتيني حسن وأنا معرفش يعني إيه جواز.. قولتيلي هتفرحي بالجواز والجواز حاجة حلوه وفي الأخر إيه اللي حصل
امتقعت ملامح السيدة عبلة من نفس الحديث الذي تكرره عليها لتشعرها بالذنب
 ما أغلب بنات القرية بيتجوزوا في سنك ومحدش طلع خايب زيك وكلهم معاهم بدل العيل عيلين وفاتحين بيوت
ابتلعت فتون غصتها المريرة تتذكر قسۏة حسن معها
 ليه خلفتينا كتير وظلمتينا
ازدادت ملامح السيدة عبلة إمتقاعا
 ظلمتك يا بنت بطني عشان سترتك بدري
وأخذت السيدة عبلة ترثي حالها تطرق فوق فخذيها تخبرها عن الټضحية التي قدمتها لها ولأشقائها
بدء الصغير الراقد فوق فراش المشفى يستيقظ ينظر إليهم مدهوشا مما يحدث أمامه متمتما بحلق جاف
 فتون أنت لسا هنا
واردف متسائلا عن الدراجة التي وعده بها سليم وبات يتسأل عنها كل يوم
 هو سليم هيجبلي العجلة أمتى يا فتون
توقفت السيدة عبلة عن الندب وسرعان ما انشرحت ملامحها تنظر لأبنتها لتؤكد عليها أن خسارتها لزوجها خيبة لها ولهم جميعا
 جوز أختك يا حبيبي هيجبهالك متخافش ومش أي عجلة.. عجلة كبيره كمان عشان باقية
 

159  160  161 

انت في الصفحة 160 من 298 صفحات