رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الرغبات
تشبثت مكانها حانقة من حديثه تنفض يده عنها
رغبات مين يا دكتور شكلك نسيت إني كنت رافضه جوازنا
لا ده احنا كده هنطول في العتاب ومين قال ومين مقالش
وانحني يحملها بين ذراعيه
شايفه أنت قلبك أسود إزاي لكن أنا مش فاكر أي حاجة ولا بفكر في اللي فات
وبقدرة رهيبة بات يجيدها بل بات يفهم طباعها همس بأنفاس ساخنة
اغمضت عيناها مسترخية مع أحاسيسها وببطئ وتمهل بدء يخبرها كيف هو رجل عاشق ومتيم
.........
طالع هيئتها وهي تتظاهر بالنوم وقد اتخذت طرف الفراش
ابتسم مرغما من فعلتها و تسطح على الطرف الآخر ينظر لتشبثها الشديد بالغطاء
عارف إنك صاحيه يا فتون
اطبقت فوق جفنيها بقوة حتى يدرك إنه بالفعل يتهيأ له إنها مستيقظه
ارتفعت وتيرة أنفاسها عن مدحه لشهيرة هذه الليله ألا يكفيها ما اسمعه لها منذ ساعات وما شعرت به من تخاذل مرة أخرى مع حالها
ديما كان يعجبني عقلها وحنكتها في إدارة الأمور
هذه المرة كانت شفتيها تنال نصيبها من شدة ضغطها عليهم ازاد الجرعة التي أراد أن يجعلها تعيشها الليله فربما الغيرة تجعلها تنضج وتتعقل
ما دام عجباك أوي طليقتك ردها ليك
صوتك يا فتون
تعلم أكثر ما يضايقه هو علو الصوت ولكنه الليله أجاد اثار مشاعرها بجدارة وأثبت لها إنها بالفعل بائسة وستظل دوما تحت الأقدام
أنا جبانه وبستخبى في الجحر لكن شهيرة هانم ست عظيمة ونسيت إنها حاولت كتير تخرجني من حياتك عشان ترجع لمكانها
قالها متعمدا كل حرف ينطقه الجمها دفاعه تنظر إليه في صدمة تبلل شفتيها بطرف لسانها
إظاهر إن حفلة النهاردة رجعت مشاعرك لطليقتك
أكيد
تمتم بها ردا على سؤالها ينظر متفرسا ملامحها
تقصد إيه
لو قولتلك إن بفكر أرجع شهيرة لعصمتي يا فتون هيكون إيه جوابك
أينتظر أن يسمع جوابها أم يتلاعب بها بدهاء حتى يعاقبها
طال صمتها فمنحها الوقت مسترخيا في رقدته مستمتعا من هذا الصمت المحبب إليه
الصمت طال وإنتظاره قد طال يرى في عينيها ۏجعا وضياعا يمزقه إنه لا يريدها بهذا الضعف ولا يريد أن تكون في صورة الزوجة التي لا وجود لها إلا كنزوة عابرة
فتون
خرج صوته مترقبا ردة فعلها بعدما فهمت تلاعبه بها أشتدت عيناها حدة تبحث عن وسادتها القريبة منها تلتقطها وټحتضنها بقوة لعلها تخرج مقتها فيها
لما تتجوزها أكيد هتعرف جوابي
هل أبهره جوابها أم رؤية حنقها وغيرتها
تركته في ذهوله وعادت لتسطحها في الناحية التي اتخذتها بعيدة عنه
ضغطك عليا عشان تخرج فتون جديدة أنت عايزها مش هيتحقق بطريقتك الجديدة لأني مش هتغير يا سليم طول ما أنت عايزني أتغير
تجمدت ملامحه ولأول مره يكون حديثها مشفرا بالنسبة له فما الذي تقصده
انسابت دموعها تشعر بالعجز أن تكون قوية مثل قريناتها شهيرة و جنات نموذج يبهرها تتمنى لو كانت مثلهن ولكن هي ليست مثلهن
للأسف أنا مش هكون الست اللي أنت عايزاها أنا عايزه أكون نفسي عايزه أعيش حياة بسيطة من غير خوف من المجهول أنت تقدر تكون بطل الحكاية لكن أنا لا
تعالت شهقتها رغما عنها ترفع كفها تمسح دموعها السخية
أنا منفعش أكون بطله أنا النموذج الضعيف من النساء نموذج أنت عمرك ما الټفت له ولا حبيته
فتون
مين قالك إني مكنتش عايزه احضر حفلة عيد ميلاد بنتك مين قالك إني مكنش نفسي أقف جانبك بفستاني الجديد اللي أنت بنفسك اختارته ليا
لم يتحمل سماع المزيد هو أكثر الناس دراية بالحياة التي عاشتها وشخصيتها الضعيفة المهشمة
أخبرته عمته أنه أخطأ في تسرعه بالزواج منها فتون قبل ظهوره مجددا في محيطها قد بدأت تتعافي وتبني شخصيتها كان عليه الصبر والتمهل قبل وضع خطته وإخضاعها لأمر الزواج بعدما لم تجد مفر من عودتها لحياته
اسرع في التقاط ذراعها يديرها إليه
ليه لازم اضغط عليكي عشان تتكلمي وتعبري عن مشاعرك ليه لازم حاجة تحركك
شخصيتى كده هي كل الناس شخصيتها زي بعضها
ابتسم مستمتعا بمذاق عبارتها بين شفتيه
لا طبعا محدش شبه التاني يا فتون
دفعته عنها بعدما أقر حقيقة ما نطقته
تصرفك كان غلط لما مشيتي من البيت وسيبتلي مجرد ورقة اتباعك لكلام السيدة ألفت بثقة عمياء رغم إني بثق فيها وعارف إن خاڼها التصرف لكن ليه تتبعي كلام حد ليه مستنتيش لما ارجع ليه مفكرتيش تتصلي بيا كنا هنتناقش ونتكلم ومكنتش هجبرك على حاجة وأنت عارف ده كويس
ارادت أن تتحدث ولكن الحديث توقف على طرفي شفتيها وهي ترى حالها محاصره بين ذراعيه وقد اختلطت أنفاسهم معا من شدة تقاربهما
أوعي تكوني فاكرة إني مش عارف سبب كرهك للمؤسسة عارف كل حاجة يا فتون لكن فضلت أخد دور الصامت.. استنيتك تيجي تحكيلي او تواجهي خۏفك لكن أنت فضلتي الإنسحاب والهروب عمرك ما هتحققي حاجة لأنك بتبصي ديما على الناس شايفينك إزاي
لم يمهلها ليسمع منها أي حديث فعناقه لها كان حديثه هذه المره
شهيرة ست مميزة وحلم أي راجل وكانت في يوم من الأيام حلمي
تخشب جسدها بعدما بدء يلين بين ذراعيه إنه يمتدح طليقته مجددا بمتدح المرأة التي يقارنها بها الجميع
أنت غير أي ست يا فتون أنا حبيتك حتى وأنت مرات السواق بتاعي.. أنت الست اللي سألت نفسي معاها فين سليم النجار القديم الست اللي ندمت في يوم إن أذتها الست اللي يوم ما فكرت أذيها ونلت عقاپي من ربنا قولت لنفسي ده ذنبها
والليلة التي كانت الفيصل في حياته عادت تطرق حصونه مرة أخرى
صړاخها وسوسة الشيطان إليه أن ينالها دون رحمه ينال وزر الخطيئة وما يشتهيه في جسد امرأة ليست إلا مراهقة والأبشع إنها زوجة
وببطئ أخذ يبتعد عنها يرفع طرف بنطال منامته عن ساقه اليسرى يريها أثر الحاډث الأثر الذي لم ترغب في السؤال عنه رغم فضولها
الأثر ده بيفكرني بسوء نفسي بخطيئتي مع كل ست خليتها تخضع ليا.. خرجت من الحاډثة بأعجوبه ويمكن كنت فقدت رجلي فيها
وفي صمت وجدها ترفع كفها تمسح فوق ساقه متسائله
بټوجعك
لم يشعر بحاله إلا وهو ينفجر ضاحكا يجذبها لحضنه يخلص حاله من أنقضاضها عليه بعدما أثار حنقها
هتصدقيني لو قولتلك إني بضحك على حالنا إحنا الاتنين
سليم أبعد عني
أبعد إيه عنك بس مش لازم اصالحك الأول زي ما بصالح خديجة بنتي
حاولت التملص من قبضته ولكنه عاد يحتجزها بذراعيه
هو أنت مش كنت عايز تعاقبني وادتني دروس في الثقة بالنفس وصرحتني بحقيقة شخصيتى الضعيفه المهزورة وإن مافيش أي ميزة من مميزات الستات اللي كانوا في حياتك
أنت قولتي كانوا في حياتي غير إن خلاص عقاپي خلص يا فتون.. أنا عارف مراتي ذكية وبتتعلم من اخطائها وهتبطل تمشي ورا كلام الناس
تمتم عبارته وهو يعطي لكفيه حريت التجول فوق خديها ينظر إلى عينيها مستمتعا بنظرتها المستكينة أسرته ارتجافت شفتيها تنظر إليه وهي كارهة لضعفها وتخبطها
أنا كنت عايزه اكون