رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
جانبي يا بابي
أصابها الحزن وهي ترى صمته قد طال تشعر بلمسات يديه فوق شعرها وظهرها
إيه رأيك ننام في السرير بتاعي أنا
لا فتون بتنام جانبك فيه
ابتعدت عنه متذمرة فاتسعت ابتسامته على فعلتها يحاول إقناعها
فتون پتخاف تنام لوحدها يا ديدا مش حرام نسيبها لوحدها
زمت صغيرته شفتيها متذمرة تعقد ساعديها أمامها تخبره بطريقتها إنها رافضة لإقتراحه
وصغيرته سريعة الرد تشبهه تماما
ما أنا قولتلها شكرا مع مامي وبوستها من خدها
شوفي إحنا بنضيع وقت في الكلام وبابي عايز ينام
حاول إقصار الحديث فهو أكثر الناس دراية بطبيعة صغيرته فكلما أقنعها كلما زاد تشبثها بقرارها
تثاءبت صغيرته مثله تنظر إليها تنتظر منه أن يغفو جانبها
وأنا كمان عايزه أنام وكل ما هنام بدري كل ما هنكبر بسرعة
جاهد في تمالك ضحكاته بصعوبة حتى لا يشعرها بإستهزاءه بحديثها وبخفه أخذ يداعب خديها مستمعتا بقوة تلك المشاعر التي يعيشها مع أميرته الصغيرة
وصغيرته هذه المرة لم تجادل بل القت جسدها الصغير بين ذراعيه حتى يحملها
بابي هيفسحك فسحة حلوة ويجبلك حاجات حلوة كتير
ولولا النعاس الذي أثقل جفنيها لكانت ارهقته أستفسارا عن نزهتهم ولكتها اكتفت بسؤاله
هيكون فيها فيل يا بابي
مش عارف إيه حبك في الفيلة يا خديجة لكن هيكون فيها سفينة كبيرة
وضعها فوق الفراش برفق ينظر نحو فتون التي غفت وعلى ما يبدو إنها كانت تنتظره
خلينا منعملش صوت عشان فتون نايمه
ولكن على أثر همسه كانت تفتح عينيها تنظر نحوهم مبتسمه للصغيرة
لم تبادلها الصغيرة الابتسامة بل انكمشت متشبثه بوالدها. أصابها اليأس من صعوبة تقبل الصغيرة لها مرة أخرى
نفذ ما قاله وتسطح في الوسط بالفعل ولكن ما جعله ينفجر ضاحكا وهو يرى سرعتهما في أخذ أماكنهم جواره
بقيت محاصر انا كده لكن تصدقوا حصار ممتع نايم وسط اتنين بيتنافسوا على الجمال
اتسعت ابتسامة الصغيرة كما اتسعت ابتسامة فتون مجيبة على مديحه وهي تنظر نحو عينين الصغيرة
ديدا هتلبس تاج الملكات صح يا بابي
وصوتهم كان يخرج معا يخبروها بأنها بالفعل جميلة كالأميرات
غفت الصغيرة أخيرا بعدما نعمت بنظرات والدها صوبها
بخفة أدار رأسه نحو صغيرته الأخرى وقد ازداد تشبثها به ټدفن رأسها في عنقه مستمعه
سليم أنت بتحبني زي ما بتحب خديجة
أدهشه سؤالها وقد سألته بجدية بل وانتظرت سماع جوابه.
داعب خدها بأنامله يحدق في عينيها المكحلتين مستفهما بمزاح
افهم من سؤالك إنك غيرانه ومحتاجة أحبك شوية
وكظته بخفة في ذراعه فاهتز جسده قليلا ليشعر بحركة صغيرته فاسرع في مداعبة شعرها حتى تعود لغفوتها
وتفتكري هعرف احبك وأنا في الحصار ده وكل واحده فيكم نايمه على دراع
أنا عايزه حقي زي خديجة اتكلم معايا زي ما بتتكلم معاها
انفلتت ضحكته رغما عنه فعن أي حديث تريده هذه الليلة
لم تمهله لحظة ليتسأل فاسرعت تخبره عن محوى الحديث
العب في شعري زي ما بتعلب في شعر خديجة واسألني عن أحلامي
داعبت شفتيه ابتسامة خفيفة يركز عيناه نحو تفاصيل ملامحها الشهية
طلباتك بسيطة خالص يا فتون هانم
ظنته يسخر منها ولكن وجدته بالفعل ينصت إليها منتظر سماعها
قوليلي يا حببتي نفسك في إيه
تسأل وأنتظر أن يسمع عن أحلامها التي بات يعرفها.
تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيها قبل أن تسبح مع أحلامها
نفسي في حاجات كتير أوي يا سليم نفسي اتعلم العوم نفسي ألبس فستان قصير مجرد ما الف بي يدور معايا فستان قصير منفوش
واحلامها الصغيرة اخذتها نحو طفولتها وصفت له تفاصيل الثوب وهو يستمع لها مبتسما لوصفها زوجته تريد فساتين وتنانير جميعهم ذو قصة دائرية ب ورود منقوشة تزينها وحذاء مسطح وردي اللون كاحذية خديجة أبنته
وعايزه اركب عجلة كمان يا سليم
حديثها طال كما طال سكونه فطالعته منتظرة سماع جوابه
سليم هو أنا اتكلمت كتير
مستمتعا هو بالنظر إليها الصقها به يشم رائحتها متلذذا بقربها ونعومتها
هو من حيث إنك أتكلمتي كتير يا فتون ف الإجابه اه
تصلب جسدها بين ذراعيه فازدادت ابتسامته إتساعا
إحلمي يا فتون وطول ما أنا قادر أحققهالك هحققها
اخترقت الكلمات قلبها فانسابت دموعها رغما عنها حتى أحلامها البسيطة سمعها ولم يسخر منها
هذه المرة كانت هي من تضم جسدها إليه تتمنى أن تكون له المرأة التي يريدها
لو نطقتي بكلمة غبية هلغي كل كلمة قولتها
ابتعدت عنه وقد أذهلها حديثه لا تصدق إنه بالفعل قرء أفكارها وإنها كانت ستخبره إنه يستحق أمرأة افضل منها وليست طفله تريد تحقيق أحلامها
شكل كلامي صح عشان كده نكتفي بالكلام وتنامي يا حببتي
لو قولتلك إني بحبك اوي اوي يا سليم
اتسعت ابتسامته شيئا فشئ ينظر إليها بعينين ناعستين يمسح فوق خدها
ما أنا عارف إنك بتحبيني يا حببتي
عانقها بقوة كما عانقته حتى غفا من شدة إرهاقه وفوق صدره وضعت الصغيرة رأسها
صورتهما حركت غريزتها الفطرية ولأول مرة كانت تنطقها من قلبها تتمنى تحققها أن يهبها الله طفلا منه.
.....
دلف رسلان غرفته بالمشفى يمسح فوق جبينه من شدة الأرهاق لقد قضى ليلة ادرك فيها تماما معنى إلحاح النساء حينا يريدون شيئا
زفر أنفاسه مستنكرا موافقته على ذهابها لمدينة الأسكندرية مع شقيقته لحضور حفل زفاف طليقها
أصرت رغم أعتراضه وفي النهاية كان يرضخ حتى لا يحزنها.
التقط هاتفه فوجدها قد هاتفته لمرات عدة.
أخرجته الطرقات من تحديقه في شاشة هاتفه
ولم يكن الوافد إلا سليم أتى إليه بعدما اطمئن على دلوف الصغير شقيق فتون غرفة الرعاية بعد أن تمت عمليته اليوم بنجاح
أوعى تقولي إنك جاي تشكرني يا سليم كده هبدء أصدق إنك فعلا اتغيرت
شوف أنا الجواز غيرني لراجل مؤدب بيفهم في الذوق لكن أنت بقيت ظريف يا دكتور
مش عايز ابهرك واقولك إن بقى يضحك عليا بكلمتين
ارتفع حاجبي سليم في تساؤل ولكن سرعان ما كان يختفي تساؤله ينظر إليه بعبث بعدما جلس قبالته
ما أنت طول عمرك قلبك حنين يا رسلان إيه الجديد
قلبي حنين أه بس مش أوافق إن الهانم تحضر فرح طليقها
هتف بها رسلان حانقا ينظر نحو الرساله التي بعثت لهاتفه للتو تخبره فيها إن وصلت منزل جسار حتى تطمئن على بسمه أولا وتتأكد من شكوكها ثم ستعود للفندق لتتجهز هي وميادة ويقضون ليلتهم فيه
ضاقت عيناه في عبوس بعدما قرء الرساله
ما دام مضايق كده مروحتش معاها ليها
وبمقت ارتسم فوق ملامحه
عندي عمليات ملتزم بيها ومنهم كانت عملية اخو المدام ولا أنت نسيت
أخفى سليم ابتسامته بعدما رأى ضيقه يعطيه الحق فيما يشعر به نحو الأمر بأكمله.
.........
الساعة كانت تشير نحو الثالثة عصرا عندما وقفت ميادة بسيارتها أمام المنزل الذي يقطن به جسار
طالعت ميادة المكان وبعض العاملين يخرجون منه وعلى ما يبدو إنهم من فريق تنظيم الحفلات
بيتهيألي إن العنوان صح يا ملك
حدقت ملك بتفاصيل المكان تومئ لها برأسها مؤكده
مش هتنزلي معايا
لا