رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
سعاد بابتسامة صادقة محبة تسألها عن يومها بالمعهد وكان اهم سؤال أصبحت السيدة سعاد تحب السؤال عنه منذ أن صارحتها بسمة بنظرات المحاضر الشاب واهتمامه بها رغم إنها اقل جمالا من الفتيات اللاتي يحضرون معها دورة الحاسوب
قوليلي بصلك كام بصه النهاردة
تعالت ضحكات بسمة غير مصدقة ان السيدة سعاد أصبحت مهتمه بالأمر رغم إنه كان مجرد حديث عابر بينهم
وكظتها السيدة سعاد بخفه مستمتعه بذلك التورد الطفيف الذي أحتلى ملامحها
ما هي بتبدء بنظرة إيش فهمك أنت
تعالت ضحكات بسمة عاليا يبدو أن السيدة سعاد كانت امرأة حالمة بشدة في صباها
النهاردة مدح فيا قدام زمايلي وقالي إني ذكية وبفهم بسرعة
طالعت السيدة سعاد فرحتها بسمة منذ أن بدأت تتعلم مهارات جديدة وتخرج من ذلك الإطار الذي وضعت حالها داخله وقد بدأت تخطو أول خطواته إنها باتت مطمئنة أنها حينا تغادر حياة السيد جسار ستكون قوية لقد استغلت ما قدم لها بإصرار
ابتلعت بسمة تلك المرارة التي احتلت حلقها كلما لاحت أحدى الذكريات داخلهاعليها أن تنجح وتصبح أمرأه عاملة مستقلة عليها أن تؤكد لعقلها كل ليلة أن ما تعيشه تحت كنفه سينتهي يوما لأنها ليست باقية بحياته بل هي مرحلة أتخذها بأرادته وكانت هي الرابحة إذ فكرت بالعقل دون حساسية.
جسار بيه على وصول وأنا لسا مخلصتش الأكل
هطلع أغير هدومي وأنزل اساعدك يا دادة
رمقتها السيدة سعاد بنظرة دافئة وهي تغادر تزفر أنفاسها بتنهيدة طويلة فماذا سوف تفعل عندما ترحل بسمة عن حياتهم حينا يطلقها السيد جسار
........
مالك يا بسمة المفروض تكوني سعيدة بقى عندك كل حاجة ومبقاش حد عارف إنك اخت واحد رد سجون حتى هو بقى يعملك كويس صحيح معاملته اتغيرت لإنه بقى متعاطف معاك أكتر لكن على الاقل مبقاش يوجعني لا بنظراته ولا كلامه
والذكرى المريرة عادت ټقتحم ذاكرتها تلك الليلة أقسمت أن تجعل لنفسها شأن وترفع رأسها غير عابئة بنظرات أحد
كان بيت ريفي يحاوطه كل مظاهر الريف ولكن بأهتمام وعناية سنوات عمرها قضتها في الشوارع الضيقة المعبئة بالأدخنة وصياح البائعين ولكن هنا كانت الحياة مختلفة
المكان جميل أوي
بلاش أنبهارك الشديد بأي حاجة تشوفيها هنا
سقطت قسۏة كلماته على مسمعها هي لا تنبهر بشئ لأنها تعرف تماما أن الكثير من ترف الحياة ليس لها لكنها كانت مجرد كلمات قالتها لأنها احبت المكان الذي أتت إليه مجبرة
أنا حافظة الدرس كويس يا جسار بيه
هتفت بها وهي تمد يدها نحو باب السيارة تفتحه فعلقت يدها في الهواء وهي تشعر قبضة كفه فوق ذراعها
أهي أول حاجتين غلط بيأكدوا إنك متعلمتيش أي حاجة في واحدة تقول لجوزها بيه وكمان من التحضر تستنيني أنزل من العربية وافتح الباب أنت ناسية إننا عرسان جداد
ترددت صدى الكلمات داخل أذنيها فاطبقت فوق جفنيها بقوة لعلها تستطيع زفر أنفاسها
السيد شريف و زوجته السيدة رقية جايين علينا ارسمي ابتسامة على وشك الناس اللي زي ديه بتهتم بالعلاقات الزوجية
غادر سيارته ليطبق ما يراه صحيحا في العلاقات ولكن معها كل شئ يمثله بإحتراف
فتح لها باب السيارة وساعدها في الترجل منها يرسم فوق شفتيه ابتسامة واسعة
متعرفش أنا اتبسطت أد إيه لما بلغتني بترحيبك للفكرة
رحب به السيد شريف بحرارة كما رحبت زوجته بها وقد حاولت أن تجيد الدور الذي حفظته لا تثرثر كثيرا بضعة كلمات تكفي
السيدة رقية رغم لطافتها إلا إنها كانت شديدة الاهتمام بالتفاصيل تتسأل عن المكان الذي تجلب منه ثيابها وعن مصفف الشعر الذي تذهب إليه وعن النادي الرياضي الذي يجب عليها الإشتراك فيها إن لم تكن عضوة به
أنت خريجة إيه يا بسمة
وها هي تذهب لنقطة أخرى من الأسئلة علقت عيناها بجسار وقد وقف جوار السيد شريف يرتشوف قهوتهم ويتحدثون عن العمل
أنا...
حاولت ترتيب كلماتها لتخبرها إنها بعد شهران وستبدء أول فصل دراسي لها لأنها أجلت دراستها لظروف ما مرت بحياتها ومنها مۏت والدها.
هكذا اتفقوا إذا سألها أحدا عن مستوى تعليمها ولكن السيدة رقية لم تنتظرها أن تتحدث عن حالها بل أخذت تتحدث عن تعليمها واصلها و والديها الأطباء وشقيقها الضابط وشقيقتها الصغرى التي أتت أخيرا من أمريكا بعد إتمام دراستها وقد اقترحت على جسار و زوجها أن تعمل معهم وتدير خطة التسويق
سيرين تلك الفتاة التي صارت تسمع اسمها في بعض مكالمات الصباح.
زفراتها الحارة خرجت بحړقة لا تعلم سببها تلوم حالها لأنها مازالت حتى اليوم تنظر لهذا الرجل بنفس النظرة التي نظرتها له في أول مرة أتى فيها حارتهم وطرق باب ملك.
.......
هي كما قال لها إنها لا تعرف ماذا تريد صحيح تلك العبارة أوجعتها ذلك اليوم الذي اڼفجرت فيه باكية تطالبه بالطلاق ولكن مع الأيام الأخيرة صارت تدرك حقيقة ما أخبرها به.
غادرت الجمعية وقد أصبحت مواظبة على الذهاب إليها يومين بالأسبوع ويومين آخرين خصصتهم للرياضة حتى تزيل عنها تلك الطاقة السلبية التي تأتيها من حينا إلى أخر والمحافظة على رشاقتها.
فتون صارت تهتم بجسدها وبهيئتها إنه لشئ عجيب على شخصيتها ولكن بعد رحلة الغردقة و رؤيتها لتلك القوة والأنوثة المتسلحة بهم شهيرة باتت تتسأل لماذا لا تكون هكذا جميلة وصاحبة قرار
ليتها لم تترك الجمعية عندما صارت زوجة لسليم ليتها انضمت إليهم بعدما باتت تملك ما يجعلها تقدم المساعدة.
استقلت السيارة بعدما ترجل السائق ليفتح لها الباب وقد أصبحت فكرة تعلمها القيادة تراودها بشدة لما لا تتعلم قيادة السيارة.
ورغما عنها كانت تبتسم لحالها إنها باتت ترغب بما لا لم ترى فيه حالها وعلى ما يبدو أن التوازن الذي احدثته في حياتها اثمر بفوائده.
يومين مع تلك الطبقة التي ينتمي إليها سليم في النادي الرياضي الذي لا يرتاده إلا من يملكون المال ويومين بالجمعية ترى من هي منهم وهم منها تستمع وتقدم النصائح التي لا تعلم إنها تمتلكها.
اليوم كلفتها السيدة سحر بأمر رأته محرج ولكن وحدها من تستطيع فعله لقد اقترب الإحتفال السنوي لمجموعة النجار وهم يحتاجون فرصة لتسليط الضوء نحوهن هن بحاجة لبعض الوظائف فمنهن ليست لديها حرفة أو هواية منهن من تحتاج لوظيفة ولديها الشهادة الجامعية ولكن الفرصة لم تمنح لها.
ممكن نغير طريقنا ونروح لسليم الشركة يا عم محمد
والعم محمد ينفذ ما يؤمر به
ترجلت من السيارة وسارت بخطوات واثقة ترتسم فوق شفتيها ابتسامة لطيفة.
استقبلتها سكرتيرته بترحيب لأنها باتت على معرفة بأنها زوجته رغم إنها لم تلقاها إلا مرة واحدة.
دلفت دون أن تطرق الباب لتجده مندمج في عمله يحاوطه الكثير من