رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
عايز تعملها في شعرها.. انا اصلا مش بحب الضفاير
فتون اقعدي مؤدبه وخليني افتكر كنت بعملهم لخديجة إزاي
حاولت النهوض من فوق الفراش قبل أن يلتقط فرشاة الشعر ويعود ليجزء خصلاتها
سليم أنت فيك حاجه مش طبيعيه أنت تعبان..انا عارفه إنك مضغوط...
فتون أنت كنت بتعمليهم إزاي
ضاقت عيناها في حيرة تلتف إليه لا تستوعب ما يفعله وينطقه
وحشك وجودها وتفاصيل يومها معاك
جدا يا فتون خديجة هي اللي علمتني احب نفسي والحياة
وانا يا سليم
أنت البداية اللي كانت ضايعه مني يا فتون لما ظهرتي تاني في حياتي عرفت إنك مكنتيش حاجه عاديه مرت في حياتي
قررت أسيب القرار لعمتي يا فتون ديه حياتها وهى حره فيها
علت الدهشة نظراتها فهل في ليله وضحاها تغيرت نظرته للأمر
وقفتي بقوة قدامي أمبارح يا فتون عريتي نفسي ليا من غير ما تخافي
وسرعان ما كان يبتسم و يداعب خديها
بقى أنا أناني ومبحبش غير نفسي ومش بفكر غير في سليم النجار وبس
تحاشت النظر إليه هاربة من نظراته
أنت قولتي حاجات كتير والعجيب إني متكلمتش وده في حد ذاته أستاهل عليه مكافأة
قطبت حاجبيها في حيرة أشد تراه وهو يلقي بالفرشاه جانبا ويحرر بضعة عقدات قد عقدها
ضفاير إيه اللي أنا عايز أعملها ركزي معايا يا فتون
وقبل أن تدرك مقصده كان يخبرها هو...
هنقدر نلحق نخلص أنا خاېفه أوي أفشل في عرض بكره.. ياريت مدام سحر توكل الموضوع ده لحد غيري
تاني يل فتون قولتلك الخۏف من الفشل هو اللي بيخليني نفشل ويلا بلاش لكاعة وخلينا نبدء..
وهى جلست أمامها كطالبه مهذبة مستمعه
اقترب سليم من الغرفه ينظر إليهم يسمع عمته وهى تقدم لها النصائح
وكما توقف دون أن يشعروا به غادر ولكن خديجة انتبهت على طيفه وقد التمعت عيناها بنظرة لم تخفى عن فتون التي تسألت
النهاردة يوم عجيب أنت عينك بتلمع بنظرة فيها سعاده وسليم كان النهاردة حنين أوي معايا
طفولة سليم مكنتش سويه لولا احمد أخويا الله يرحمه وجده عظيم كان بقى زي صفوان وصافي ويمكن في صورة أبشع
لدرجادي
تمتمت بها في صډمه لا تستوعب أن والديه كانوا بتلك الصورة
بلاش إندهاشات النهاردة بيتهيألي كفايه عليكي اوي إندهاشك في شخصية سليم خلينا نكمل الخطاب عشان تقومي تعرضي قدامي عايزاكي بكره توصلي رسالتك للناس كلها يا فتون العمل خيري من أهم الأعمال اللي ممكن تعلمنا الحياة صح
وفتون كانت تلميذة منصته بجدارة لها تتسأل داخلها كيف لأمرأة مثلها تخدع في رجلا لو أراد خداعها ستغرقه هى في حبها.. إنها فريدة من نوعها بكل شئ
سبح عقلها رغما عنها قبل أن تنفض رأسها لتفيق من تساؤلات لن تجد لها جواب إلا إذا جاء هذا الرجل
هتساعديني يا جنات
تسأل بها أمير ينتظر سماع جوابها وهو يتمنى أن لا تخذله كما خذله كاظم بعد تلك الفضائح التي اشاعتها والدته لأنه بغبائه أخبرها عن علاقته بخديجة بعدما ظن أن والدته لن تكون سيئة لهذه الدرجة وتفضح علاقتهم حتى يخضع سليم ويرضخ لأمر الزواج علانيا
لكن كاظم
كاظم لو كان حب بجد كان صدقني يا جنات كاظم لسا فاكر إني بلعب بخديجة واتجوزتها عشان فلوسها
طعنتها الكلمات التي لم يقصدها أمير تذكرها بحيلتها وفرض نفسها في حياة كاظم حتى أجبرته على التعلق بها
كاظم يحبها تعلقا بعدما جرب معها مشاعر لم يجربها هكذا كانت تمنح قلبها الجواب يوما بعد يوم حتى لا يظن إنه استطاع الفوز بقلب هذا الرجل ولكنها لم تعد تستطيع البعد عنه حتى لو لم يحبها
جنات أنا محتاج اتكلم مع خديجة سليم رافض جوازنا عشان حكاية قديمة كنت فيها شاب طايش الرابط اللي بقى بيني وبين خديجة قوي يا جنات وهفضل متمسك بيها لحد أخر يوم في عمري
كاظم عارف إنك نزلت مصر يا أمير
استمعت لزفراته القوية تشعر بذلك الثقل الذي يجثم فوق كاهله
كاظم ميعرفش إني نزلت مصر أنت الوحيدة اللي تعرف عشان عارف كويس إنك مصدقه حبي لخديجة
هساعدك يا أمير عشان تقابلها خديجة كمان بتحبك.. لكن ڠصب عنها بتعمل ده عشانك وعشان حاجات تانيه أكبر من حبكم وأنت الوحيد اللي في أيدك تقدر تطمنها
علقت عيناه بالورقة المدون عليها الاسم ... يعود بذاكرته لسنوات للوراء عندما بدء علاجه النفسي الذي لم يكمله مع ذلك الطبيب
أنت رافض تتعالج وطريق العلاج الصح لازم الإنسان نفسه يكون عنده الدافع
وهو كعادته يكابر يرى نفسه ليس بحاجه لأحد عادت عيناه تتعلق بتركيز هذه المرة مع الاسم
هاله احمد رأفت ابنه هذا الطبيب وقد سلكت نفس طريق مهنة والدها ومن حظه أنها تعيش هنا بمدينة الأسكندريه وقد رحل والدها الطبيب منذ اربع سنوات
مالك خۏفتي كده ليه
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الخامس والستون
_ بقلم سهام صادق
انحبست أنفاسها وهى تحملق في خطوات الأخرى نحوها تراجعت للخلف وقد غادرت الډماء وجهها فأصبح شاحبا
حركتها أصبحت جامده ولم يعد إلا الجدار من يحتضن جسدها
هى في كابوس لا تستطيع النهوض منه ليس صحيح ما تراه وتسمعه
أنت مالك مصدومه كده ليه ما هى اللى تسيب راجل زي اللي جالك من يومين.. يبقى أكيد ليها في حاجه تانيه وأنا بسهل عليكي الموضوع
مټخافيش مافيش حد هيعرف حاجه ولا هتكوني زي اللي قابلك...
اقترابها زاد وقد بدأت تشعر بالضجر من ذعرها ټلعن بصوت مسموع رفيقتها التي باتت مؤخرا تبتعد عنها وتتحجج بقصص فارغة.
عارفه جوزك بصراحه يجذب أي ست.
توقفت الأخرى عن السير تنظر لها تتعجب نفضها لرأسها وسرعان ما كان يغادرها الصمت ويخرج صوتها أخيرا في صړاخ
أندفعت تلك المدعوة هايدي للغرفة بعدما استيقظت فزعا على صوت صړاخ المستأجرة الجديدة
وقد تنبأت بالأمر أصابتها الحيرة وهى ترى عايدة تجلس فوق الفراش تقضم أظافرها المطلية
خليها تبطل صړاخ وتاخد حاجتها و تمشي بدل ما اڤضحها زي اللي قبلها..
أنت عاملتي فيها إيه أنت فاكره كل الناس زينا
احتدت عينين الجالسة ت
أيوه قرف وقررت أتعالج وقريب هسيب ليكي الشقة اللي إحنا فيه ده بيخالف الطبيعه اللي ربنا خلقنا عليها بلاش كبر وأتعالجي أنت كمان يا عايدة
اختفى صوت هايدي تنظر لها في فزع تهتف بأنفاس مخټنقة
ھموت في ايدك ابعدي عني
دفعتها عايده عنها بقوة وغادرت الغرفة نافرة من كلتاهما
حاولت التقاط أنفاسها بعدما دفعتها تنظر لتلك التي أصبحت شاحبة كشحوب المۏتى تفرغ ما في جوفها
حاولي تتنفسي براحه..أنا عارفه إنك مصدومه
مهما حاولت بسمة الحديث كان لسانها ېخونها.. تشعر بثقله تهز رأسها عاجزة عن النطق
أنا قولتلك من أول يوم شوفي مكان غير هنا وأنت افتكرتيني بطفشك قومي جمعي حاجتك وأمشي بدل ما عايده تعملك ڤضيحة والجيران يتلموا ...
.......
استلقى فوق فراشه يغلق جفنيه لعله يستطيع أن يغفو قليلا فصورتها لا تغادر عينيه بعدما تركها أمام ذلك المسكن مرغما
أنفاسه خرجت مثقله يفتح عيناه يشعر أن هناك شئ يجثم فوق روحه
صوتها صورتها تلك الكسرة التي رأها في عينيها كل شئ يعذبه
زفر أنفاسه بقوة ناهضا عن الفراش يمسد عنقه في حيرة يلتقط هاتفه ينظر للوقت
عادت زفراته تخرج بقوة فالوقت تجاوز منتصف الليل وها هو مازال يقاوم ذلك الشعور الذي يدفعه لمهاتفتها
صراع قوي بين العقل والقلب ولكن في النهاية أتخذ قراره أن يهاتفها يخبرها كفاها عنادا في حياة لن تكون ندا معها
اتجه نحو هاتفه يلتقطه يضغط على زر الاتصال ينتظر جوابها بشعور يسرق أنفاسه شعورا لا يعرف له معنى
ضاقت عيناه في حيرة يتبعها قلق بدء ينتابه خاصه أن الخط قد فتح مع بداية الرنين وكأنها تضع يدها على زر الإجابه أو كانت للتو ستهاتفه
بسمه
اصرف عن ذهنه كل ما اخترق عقله في ثواني فلما يفكر ويحلل فليسمع صوتها أولا
بسمه أنت سمعاني
اخترق أنينها الخاڤت أذنيه للحظات تجمدت ملامحه ولم يشعر بعدها كيف وصل بسيارته أمام ذلك المسكن
كل شئ توقف من حوله ولولا تلك الرجفة التي صعقته لظن إنه تجمد في وقفته
غامت عيناه بالقتامة وهو يراها تجلس فوق الرصيف بجسد مرتجف تتشبث بحقيبة ملابسها وعيناها عالقة بخواء بتلك البقعة المضيئة
بسمه
......
اختلس النظرات نحوها وقد بدأت التساؤلات تغزو عقله من أفكار ستقتله
صمتها دموعها العالقة بأهدابها مغادرتها تلك الشقة في هذا الوقت وتركه يقودها عائدا بها معه كل شئ يثير ريبته
توقفت السيارة أخيرا فها هى تعود لنفس المكان..
بسمه لو فيكي حاجه خلينا نروح المستشفى شكلك ميطمنش
زفر أنفاسه بقوة هى حتى لا تنظر إليه تحرك رأسها دون جواب
طيب هتعرفي تمشي
ترجلت من السيارة بخطوات فاترة هناك شئ حدث بالفعل.. شئ قد فاق قدرتها على التحمل هكذا عاد يخاطبه عقله
عادت الظلمة تحتل عيناه ينفض عن عقله ما طرء فيه
ترجل من سيارته يتبعها ولكن مع حركتها البطيئة وخطواتها الشاردة لم يكن الحل أمامه إلا ليحملها رغم إعتراضها
اهدي يا بسمه مټخافيش أنت مش قادرة تمشي.. لو أعرف بس إيه اللي حصل ليكي فجأة
وضعها فوق فراشه برفق وابتعد عنها ينظر إليها في قلق
تحبي أصحيلك دادة سعاد
اهتزت حدقتيها وهى تراه يتحرك من أمامها وسرعان ما كان يتوقف عن السير ملتفا إليها في هلع يستمع لصوت شهقاتها العالية
اندفع نحوها يشعر بأن عقله سيتوقف من شدة التفكير دون أن يجد جواب لما يزيد من حيرته
طيب مش هنادي على حد خدي نفسك براحه
تمدد بجسده جوارها بعدما غفت أخيرا ورغم إرتخاء جسده إلا أن ملامحه كانت جامده وهو ينظر نحو وجهها الشاحب وقد أغرقت الدموع خديها
لو حصلك حاجه عمري ما هسامح نفسي أنا كمان اشتركت معاهم في أذيتك ... مرحمتكيش زيهم
......
قطب كاظم حاجبيه في حيره وهو يراها تغفو في غرفتها القديمة وعلى ما يبدو إنها انتظرت غفيانه لتتحرك من جانبه وتأتي لتلك الغرفة.
بخطوات هادئه اقترب منها يجلس جوارها يرفع خصلات شعرها عن جبهتها يهمس اسمها في خفوت ومازال يشعر بالغرابه لأنها عادت لهذه الغرفة التي تذكره بأسوء ما عاشه معها من ليالي كانت تمنحه فيها برضى وهو كان لا يراها إلا سلعه رخيصه
جنات
همس اسمها لمرات يحرك هذه المرة كفه بحرية فوق ذراعها
بصعوبة فتحت عيناها تنظر إليه ولكن عادت لتغلقهما ثانية
جنات إيه اللي خلاكي تنامي هنا
بتقلب كتير وأنا نايمه وأنت مبتحبش حد يتقلب جانبك
ارتفع حاجبه في دهشة من جوابها فمن التي تتحدث الأن معه
جنات أنت بتدوري على اللي يزعجني وبتعملي مش شايفه إجابتك غريبه.. حتى وإحنا بنتعشا لا كنت بتتكلمي ولا بتسألي كتير لا أنا كده هقلق
داعبها بحديثه ينتظر سماع ردها عن مشاكسته .. ستثور الأن وتسأله هل يراها مزعجة فليطلقها إذا لم تعد تلزمه
مش هزعجك تاني خلاص
نبرة صوتها لم تكن هذه المرة ناعسة بل صارت مخټنقه وكأنها تقاوم ذرف دموعها
جنات أنت هتبكي بجد
خنقتها الدموع فعجزت عن السيطرة على مشاعرها فمازال صدى حديث أمير يخترق قلبها..لما لا يحبها.. لما ليست محظوظه مثل قريناتها الحب لم يطرق بابها يوما حتى ظنت أن بها عيبا
هو أنا لو مكنتش أجبرتك على الجواز يا كاظم كنت ممكن تبص ليا
اعتدلت في رقدتها بعدما القت سؤالها تنتظر جوابه ازدادت دهشته وهو يراها بالفعل تنتظر أن يجيبها
يلتقط طرف الثوب متجاهلا سؤالها يسألها بفضول ومزاح ما دام النعاس قد غادره
جنات هو إحنا هنروح نصطاد سمك حتى البنطلون يثير فضولي يا حببتي ده مش زي بناطيل علاء الدين
ارتسم الحنق فوق ملامحها هاهو يهرب من سؤالها كعادته
كنت هتبص ليا وتتجوزني ولا لا يا كاظم
توقف عن الضحك يستعجب تمسكها بجواب لا معنى له
جنات لا أنت فيكي حاجه غريبه لكن أنا هستغرب ليه أنا بدأت اتعودت وسبحان الله بقى عندي صبر عجيب إظاهر كده..
وقبل أن ينطق الكلمة التي كانت تنتظر سماعها كانت