رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
غادر النعاس جفنيها وعادت ټدفن رأسها أسفل الوسادة ترثي حالها..
تعالت شهقاتها في ألم لا تعرف سببه ولكنها بحاجة للبكاء الذي بات يلازمها
خرج من المرحاض على صوت شهقاتها المرتفع وقد أصابه القلق.. ازداد قلقه وهو يراها ټدفن رأسها أسفل الوسادة
جنات فيكي إيه بصيلي.. أنت كنتي نايمة إيه اللي حصلك فجأة
وجهها كان غارق بالدموع تعض فوق شفتيها بقوة حتى تتوقف عن البكاء
جنات متسبنيش قلقان كده خلينا نروح المستشفى
أنت خاېف عليه هو بس لولاه مكنتش هتهتم بيا عشان أنت كنت عايزه يا كاظم
عادت لنحيبها وقد عادوا لنفس النقطة.. ماذا يفعل لها لتصدق إنها صارت جزء هام من حياته.. جزء صار يخشى فقده.. هو لا يعرف الحب ولكنه صار غارق في أشياء جديدة عليه
تمتم بها وهو يسحب جسده بعيدا عنها ناهضا من فوق الفراش يمسح فوق وجهه
قربت تزهق مني خلاص وهترميني من حياتك وتاخد ابني مني زي ما كنت عايز زمان
اڼفجرت بالبكاء تتخيل لو اكتشف كاظم أن ما يعيشه معها ليس حبا
زفر أنفاسه بقوة ينظر إليها يتمعن النظر في وجهها وهيئتها جنات كانت في إنتظاره ارتدت له ذلك الثوب الذي اشتراه لها ضمن اثواب عدة جلبها لها ولكنها لم ترتدي منهم شئ
فضلت مستنياك عشان أصالحك لكن أنت حتى مأخدتش بالك من حاجه
ارتفع حاجبه في دهشةينظر إليها متفرسا ملامحها الحانقة
حدقت به في صمت تظنه يستهزء بها فاشاحت عيناها بعيدا عنه وانزاحت بجسدها قليلا إلى طرف الفراش حتى تغادر الغرفة
تنهد بفتور وهو يراها تتحرك من أمامه يمسح فوق فروة رأسه هل سيجعلها تترك الغرفة
اجتذبها نحو يلغي تلك المسافة الفاصلة بينهم يغلق باب الغرفة الذي فتحته
كل ما بلمسك بعرف أد إيه أنا بقيت ضعيف يا جنات ضعف مكنتش بتمنى في يوم يتملكني..
الزمن علمني.. إن الضعف مرض.. لو صابك أنت الوحيد الخسران في معركتك
كاظم
همست اسمه في خفوت وتعلقت عيناها بأنامله التي اخذت تداعب شفتيها
أراد إخبارها بالمزيد ولكن المزيد من الحديث قد ضاع
أنت هزمتني من زمان في لعبة الكرامة وهفضل مهزومة قدام نفسي طول ما أنا بحبك
ارتجف فؤاده من وقع كلماتها فعن أي لعبة وكرامة تتحدث
كرامة ولعبة يا جنات وفي الاخر تقولي بحبك
ابتعد عنها حتى يتمكن من رفع رأسها إليه راغبا في سماع تلك الكلمة مجددا
قوليها يا جنات.. قوليها وأنت بتبصي في عيني.. خلي قلبي العطشان يرتوي
وهى تمنحه ما أراد رغم الحاجة ولأنها أمرأة عليها أن تمنح.. ثم تنتظر.. وأما تكسب أو تهرم على باب الأنتظار
بحبك يا كاظم
والكلمة اخذت تذوب احرفها بين شفتيه يجتذبها إليه يخبرها إنه معها يفقد كاظم النعماني الرجل الذي عاش عمره عازف عن النساء لا يراهم إلا شبيهات منال.
.....
غادرت الفراش بعدما تأكدت من غفيانه وقد توسط هو الفراش بينها وبين الصغيرة
التقطت حقيبتها النسائية التي باتت موضوعه فوق طاولة الزينة تغمض عيناها براحة وهى ترى الهاتف قد انتهى شحنه
انسابت دموعها وهى تنظر نحوه تكتم صوت بكائها لقد ضاعت فرحتها وضاعت اللحظة التي تمنت أن تعيشها معه
حركت رأسها في رفض فالمقطع المصور لا يغادر عقلها..
لم تشعر إلى أين اخذتها ساقيها إلا وهى تفترش أرضية أحدى الغرف
....
مسعد بعدما أغلق هاتفه وشاهد هذا المقطع لمرات
الحقيقة كانت واضحة داخل المقطع المصور لكنه لن يراه إلا كما يريد
من بالمقطع هى فتون..
هى تشبهها بجسدها الضئيل وتلك الضفائر.. والحقيقة التي خدعها بها أخذ عقله يصدقها.
هتحكيلي عن مراتك كمان يا حسن
وحسن يلتقط منه خرطوم الأركيلة يقهقه مسترخيا
أنت صاحبي يا مسعد..
وحسن يستمر في حديثه عن كل ليلة يجعلها فيها تجلس على ركبتيها كالقطة الشريدة تنتظر أوامره
يا جبروتك يا حسن... ضړبتها عشان رفضت تعمل اللي أنت عايزه
هو أنا متجوزها ليه.. عشان تعمل اللي يبسطني .. مش كفايه واخدها من حتت قرية فقيرة ومعيشها عيشة مكنتش تحلم بيها
ومسعد يستمع لحديثه يرفع زاوية شفتيه مندهشا من قوة صديقه في تلك الأمور وحسن يضيف مستمتعا بذهول صديقه
الجواز من عيلة صغيره بينفع يا مسعد ويا سلام لو كانت ساذجة زي فتون كده مبتقولش غير حاضر وهى خاېفة
سرح مسعد مع خيالاته ليته ينالها ليرتاح ويعرف بنفسه.. هل ما كان حسن يصفه له معها حقيقة أم مجرد حديث كان يخدعه به
قريب هتجيلي تتوسليني يا فتون
التقط هاتفه يبعث لها برسالة نصية
مقابل الفيديو ليله تكوني فيها ليا..
القى بالهاتف مستمتعا بنصره فلم يعد بحاجة لغباء دينا التي نالت جزاء تلاعبها معه ودخولها في دائرة من يدخل فيها يخرج لقپره.
ضاقت عيناه وهو يستمع لذلك الصوت فهناك شئ قد سقط أرضا
وسرعان ما كان يهبط لأسفل ينظر لتلك التي جلست فوق ركبتيها تجمع القطع المتناثرة من تلك التحفة الثمينة
أنت مين
ارتفعت عينين الجالسة أرضا وقد سقط شالها نحو كتفيها فظهرت ضفائرها
خدامتك فرحه يا بيه
.....
التقطت عيناه ابتسامتها الواسعة
مش كنت اخدتي الأرض افضل ما تاخدي عقلي يا بنت عبدالرحمن
هتف بها كاظم ينظر إليها في مكر بعدما جعل في حديثه المازح العقل دون القلب
ارتفعت برأسها قليلا حتى تتضح لها نظراته اللعوب ولكنها وقعت في شرك لعبته
وليه ما اخدش قلبك كمان
تعالت ضحكات كاظم متلذذا باللعبة الجديدة بينهم
طماعه أوي أنت يا جنات.. عقل وقلب وفلوس.. شكلي دخلت صفقة خسرانة
أنا مش عايزه فلوسك يا كاظم ديه كانت الغلطة الوحيدة اللي عملتها في حياتي ودفعت تمنها
شعرت بالإهانة فها هو يذكرها دون قصد منه بصففتهم الأولى
زعلانه من مجرد هزار شوفتي بقى مين غاوي نكد
أنا مش زعلانه
ارتفع حاجبه الأيمن في إستنكار .. ينظر لعبوس ملامحها
واضح إنك مش زعلانه يا جنات
احتقنت ملامحها تطالعه بعبوس أشد
لا أنت لسا مصالحني وأنا مش معقول هنكد عليك يا كاظم .. اصل انا راضيه