رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
طبعا لاء
أراد الرحيل حتى يهدء قليلا فلم تشعر إلا بالذنب لأنها كانت الوحيدة من رأت تلك النظرة المستهزءة التي رمقته بها تلك المرأة بعدما رأتهم معا
وقفت أمامه تمنع خروجه تشب فوق اصابعها تلثم كدمته في هدنة دون جدال دون ان تخبره عن أحد..
أنا اسفه
عيناه علقت بها يسمع اعتذارها ينظر نحو كفيها بعدما احتضنت بهم وجهه
ارتفع حاجبه في تعجب هل تتلاعب به هذه المرأة التي صارت تتوغل داخله فأصبحت داء و دواء قلبه
وأنا برضوه حنين يا جنات
أنت قلبك كله حنية يا كاظم
التوت شفتيه في سخريه
من كذبتها التي لا يستطيع ابتلاعها
مش مصدقني يا كاظم
عادت تشب فوق اصابعهاتخبره ان ينظر في عينيها
شوف عينيا وهيقولولك الحقيقة
عيونك بتقول إنك بتكذبي يا حببتي
أبدا أبدا
أبدا أبدا
حركت رأسها وقد ازاد التصاقه بها لم يتركها لتنطق بالمزيد
وبعد وقت كانت تتعالا ضحكاته
اعرفي من فتون اسم مسعد بالكامل او صوره ليه.. وسيبي الموضوع عليا
....
فيك حاجه مش طبيعيه مخبيه عني إيه يا فتون
كل ده عشان عايزه اروح لاهلي أنت وعدتني
عادت تردد نفس عبارتها وعلى ما يبدو أنها قررت أن تفعل ما فعلته عمته
الفكره في التوقيت يا فتون أنت مسمعتيش الدكتور قال إيه.. الحمل ضعيف يعني ممكن ينزل في اي وقت.. وحضرتك واقفه تجادلي معايا
ارجوك يا سليم أنا عايزه اروح لأهلي هو أنا مش من حقي اشوفهم
لم يتحمل رؤية دموعها يقسم داخله إنه سيعرف الحقيقة غدا.. لقد اطمئن على عمته ومكان وجودها حتى لو لم تعلم أنه علم بمكان اختفائها
هخليهم يجوا ليكي بيتنا مفتوح ديما ليهم يا فتون
أنا عايزه اروح ليهم يا سليم عايزه بيتنا البسيط..ليه عايز تحرمني من أبسط حقوقي..
عيناها حملت الألم تنظر إليه لعله يفهمها لمرة واحدة يفهم فتون تلك الفتاة التي أتت من قريتها متعلقة بذراع رجل أخبروها إنه زوجها رجل ذبح طفولتها.. ورسخ داخلها ذكريات ظنتها اخمدها ما صار يمنحه هو لها..
.....
فتح عيناه يبحث عنها جواره اجتذبه ذلك الضوء الاتي من المرحاض فنهض من فوق الفراش يفرك عينيه لعله يطرد النعاس عن جفونه
توقف خلفها فعلقت عيناها بصورته المنعكسة
شوفت ناهد في الحلم ومها بتصرخ.. بتقولي سامحيها وسامحيني يا ملك
عادت دموعها تنساب رغما عنها كل أحلامها صارت تراهم فيها يطالبونها بالسماح..
أنا سامحتهم سامحتهم..
تركها تخرج ما يجثم فوق روحها كلما عادت تلك الأحلام إليها..
البكاء يرحيها ولا يهنأ لها بال حتى الصباح كما صار مؤخرا يخبرها ليشاكسها
حلم حياتي اصحى من النوم على ابتسامة حلوه . لكن طول عمري محظوظ
فهو بالفعل محظوظ بالزواج من امرأة ليس لديها في حياتها إلا الكوابيس او الحكايات التي لا تحمل إلا المرارة
للأسف طلعت محظوظ في كل حاجه في حياتك يا دكتور إلا الجواز
التوت شفتيه في تهكم الحمقاء تظن نفسها إنها ليست أجمل حظوظه في الحياة
نفسي اعرف ليه بتقولي كلام على لساني مين قالك يا هانم إني مش محظوظ
عيناها الضاحكتين كانوا يخبروه كم هو رجل محظوظ بها
لو الألم ينفع يتاخد من القلوب.. كنت اخدت كل الألم من جواكي وحطيته في قلبي
قاومت ذرف دموعها تأخذ حديثه بمزاح حتى لا تبكي مجددا
كلامك طرب يا دكتور
دفعها برفق بعد مزحتها هى تتعمد أن تخرجه من حالة هيامه بها
خلينا ننام يا ملك خلينا ننام عشان انسى إن بعد ساعات هشوف طليقك يا بتاعت الطرب يا عديمة المشاعر
ضحكاتها الجميله تعالت بصخب تشق السكون فيتردد صوت صداها
اجتذبها إليه يخبرها إنه بحاجة لرشوة حتى يتحمل رؤية طليقها في منزله.. فهو ليس برجل متحضر ولكنه يحاول من أجلها وعليها تقديم العربون
.....
انتفضت الغافية أرضا فوق تلك الفرشة التي افترشتها كما أمر هو تنظر إليه وهو جاثي فوق ركبتيه قربها ويكمم فمها قبل أن يخرج صړاخها
صوتك لو خرج.. هقطع عيشك وهشردك أنت وأهلك سامعه
أسرعت فرحه في تحريك رأسها لا تفهم شئ لتجحظ عيناها بقوة بعدما سارت يده نحو مبتغاها
الفصل الواحد والسبعون
_ بقلم سهام صادق
أشرق الصباح ينسج خيوط نوره وها هو مازال واقف مكانه ينظر للاشئ شارد الذهن يغمض جفنيه بقوة كلما عادت عباراتها تخترق صداها أذنيه
فهل كان بتلك الصورة التي شبهته بها رغم كل ما فعله معها اختارها عن دون النساء وفي النهاية كان في صورة السجان
عايزني اكون في عالم سليم النجار لكن سليم النجار يكون في عالم فتون بنت عبدالحميد بنت الفلاح اللي بقى عايش في خيره هو و ولاده طبعا لاء
ضحيت بطفولتي عشان اكون ام لاخواتي اتجوزي يا فتون عشان الحمل يخف اسكتي ومتتكلميش عشان الست مينفعش تتكلم.. اتجاوزي يا فتون كل اللي حصلك
الاستسلام للناس الضعيفه لكن أنت قوية لازم تكوني سيدة مجتمع أنت بقيتي خلاص مرات راجل مهم خدامة اختارها الباشا.. يبقى لازم الباشا يرضى عنك.. لازم تكوني شبههم.. وفتون بتحاول تكون زيكم.. تلبس وتتكلم وتتصرف كأنها منكم وتنسى كل اللي حصل معاها.. وإزاي متنساش هى اصلا متملكش قرارها متملكش قرارها ولا حياتها.. فتون مينفعش متقولش غير حاضر ونعم
تسارعت أنفاسه في تخبط يفتح جفنيه المغلقين..وحقيقة واحدة ټقتحم عقله لا يثور المرء ويعود لنقطة البداية إلا وإذا عادت الذكريات ټقتحم حاضره تقتحمه لتخبره أن لا شئ مضى
رفعت عيناها نحوه بعدما دلف الغرفة وقد قضت ليلتها مثله في سهاد لم ينظر إليها رغم يقينه إنها مستيقظة واتجه نحو المرحاض
اغمضت عيناها بأرهاق يصحبه صداع الرأس تلمس موضع جنينها تخشى فقده كما فقدت الآخر من قبل..
دموعها انسابت رغما عنها اقنعوها أن چروحها التئمت وأصبحت الذكريات من الماضي والحاضر لديها يفتح لها ذراعيه ولكنها عادت لنقطة البداية.
كل شئ عاشته مع حسن عاد يقتحم ذاكرتها دون رحمه حتى هذا الرجل الذي طمع بها يوما عاد بشره
تعلقت عيناه بها بعدما غادر المرحاض يجفف خصلاته ومازالت شاردة الذهن فزاده الأمر يقينا أن ما تخفي عنه ليس بهين ولن يخرج عن شخص واحد حذره كثيرا أن يبتعد عن طريقه وطريقها
عيناها توسعت في صدمة تنظر