رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
ملك حديثها فهي تعيش في بيته.. مهما كانت بداية زيجتها بجسار لكنها ليست عاله عليه ما تناله حقها
أنت عايشه في بيت جوزك يا بسمة كل اللي بتاخدي منه ده حقك
اطرقت رأسها تفرك كفيها بقوة زواج كانت نهايته معروفه أن ينال من خلفه حقه.. فتكون نهايتها فيه كبائعة هوا
بصيلي يا بسمة ارفعي وشك وقوليلي ليه.. قدمتي نفسك ليه بسهوله
أنا قولتلك اوعي تحبي في يوم راجل مش شايفك.. لكن إظاهر نصيحتي قدمتها متأخر
لعقت بسمة شفتيها وقد انفلت صوت شهقاتها منها رغما عنها
ڠصب عني يا ملك.. حاولت كتير اكرهه.. أنا حبيت الصورة اللي أنت رسمتيها عنه.. لكن طلعت غبيه.. حتى جيمي قدمته ليه عشان اخلص من لعڼة حبي ليه.. انا بكرهه
كرهك ليه كذبه بتضحكي بيها على نفسك يا بسمه.. اسأليني أنا..
لا خلاص أنا عايزه ابعد عن حياته..
عايزه اعيش بعيد عنه.. خليه يطلقني
هتفت بها بسمه باندفاع تشيح عيناها بعيدا عنها
بسمه لو القرار نابع من جواكي.. صدقيني هقف جانبك..
ارجعي بس لنفسك يا بسمه وأنا هكون جانبك في أي قرار لكن عشان اريح قلبك.. جسار لمسك حب راجل لست.. أنت مش مجرد بضاعه لرد الجميل يا بسمه..اوعي تقللي من نفسك يا بسمه
أنا تعبانه اوي يا ملك..قلبي وجعني أوي وخاېفه.. مش قادره أتجاوز اللي حصل.. انا بقيت بخاف من الناس يا ملك.. انا كنت شايفه الدنيا وحشه عشان فتحي فيها.. كنت بخاف من شخص واحد.. دلوقتي بخاف منهم كلهم يا ملك
طالعتها ملك مصډومة من ذكرها وسط الكلام إنها كانت ستوافق على ذلك الرجل الذي حاول اغتصابها
معقول يا بسمه.. كنتي عايزه تتجوزي واحد اغتصبك عشان تهربي من غلاظة جسار..
عادت دموعها تغمر خديها تقضم فوق شفتيها بقوة
تنهيدة طويلة خرجت من شفتي ملك لقد عاشت هذا الشعور.. ولن تنكر وقوف جسار معها.. رغم غلظته معها في البداية إلا إنه أكرمها في منزله وحياته
عادت لبكائها وقد عاد مشهد تلك الليلة يقتحم عقلها تضم جسدها بذراعيها
هو في ناس كده يا ملك.. أنا من ساعه ما طلعتي من حارتي وأهلها الطيبين اللي آخرهم كل واحد يتخانق مع تاني وفي نفس اليوم يتصالحوا وانا بعيش في صدمات..
تحول بكائها لضحكات ساخره
كان صاحب المصنع آخره يمد أيده...وفي اللي يقبل وفي اللي زي لما يقول لاء.. يبقى يشتغل زياده ويتهان..
توقفت عن الحديث تبتلع غصتها بمرارة كعلقم الدواء
تعرفي أن اختارت عربيته هو بالذات ليه اهرب فيها.. من كلامك عنه واد إيه هو راجل كريم.. مد ايده ليكي وفضل واقف معاكي.. حتى بعد ما اطلقته.. وقت ما بتحتاجي بتلاقي.. قولت هيكرمني عنده ويساعدني.. لكنه
اطرقت بسمه رأسها تسلط أنظارها نحو كفيها
لكنه إيه يا بسمه ملقتيش منه اللي كنتي مستنياه.. عارفه ليه اتوجعتي من جسار.. عشان حلمتي بي كراجل يحبك
حلمت حلم مش من حقي يا ملك
والله اه اتحقق يا بسمه.. رغم عدم اقتناعي بطريقة جوازه منك إلا إني بقيت اشوف الأمور إنها أقدار ممكن نكره البداية نستغربها لكن في النهاية بنعرف إن طول ما الإنسان ما بيخططش ولا بيدبر للشئ.. بيلاقي اللي نفسه فيه
ضاقت عينين بسمة في حيرة حديثها اليوم مع ملك عجيب ولكن روحها عادت إليها معها.. ملك وحدها نقطة أمان داخلها
خلينا ننسى جسار وحكايتكم دلوقتي يا بسمه.. حتى اللي حصل في الليله ديه تجاوزي واتعلمي منه ونعلم غيرنا إزاي في بقى في واقع مفروض علينا بأفكاره.. أفكار فيها هلاكنا وهتكون لينا نهاية
التمعت عينين ملك وهي ترى بسمة تحرك له رأسها مستوعبة حديثها تنفض عن رأسها بشاعة ما عاشته
لازم ترجعي بسمه بتاعت زمان.. بسمه اللي رغم كل الألم إلا إنها كانت بتضحك ومبسوطه.. حلم تعليمك.. كليتك اللي كلها ايام وهتدخليها..دوراتك اللي بتاخديها.. ميادة قالتلي إن كان نفسك تتعلمي التصميم وأهم حاجه قربك من ربنا.. هتتجاوزي كل حاجة وحشة صدقيني
عضت فوق شفتيها خجلا فقلبها نال سكينته عندما أخرجت كل حديث عالق بقلبها في سجودها
...
الساعه السادسة صباحا في محافظة البحر الأحمر وقف بسيارته قرب المنزل الذي أرسل له عنوانه من رقم مجهول
خرج من سيارته يدور بعينيه بالمكان..
مشاعر متضاربة يشعر به.. ڠضب حب حنين واڼتقام رجولة مهدورة وشوق اكبر يدفعه.
فتحت عيناها بصعوبة تنظر نحو الساعة المعلقة تستعجب تلك الطرقات فالممرضة التي أخبرها عنها رحيم لرعايتها قدومها في الثامنة
التقطت هاتفها لتهاتف رحيم فالساعة الأن السادسة صباحا
استمرت الطرقات تنظر لهاتفها.. فهاتف رحيم مغلق
بقلق تحركت نحو الباب تهتف پخوف صار يستوطنها
مين
لم يصدر أي صوت فابتعدت عن الباب مرتعدة.
أسرعت نحو الشرفة التي ربما تطلعها على هوية من بالخارج ولكن قدميها تيبست مكانها تستمع لصوته
أفتحي يا خديجة
.............
ابتسم الواقف ينظر نحو ابنة شقيقته وقد وقفت تحدق بالسماء شاردة
اخفيتي الأوراق التي كنت أسعى لارسالها لابن النجار اليوم حتى لا يسبقنا پقتل حامد.. تريدين حماية أفراد عائلتك يا صغيرة
اطبقت فوق جفنيها للحظات تزفر أنفاسها ببطء قبل أن تلتف إليه
أريد النزول لمصر.. عليهم معرفتي..
هز الواقف رأسه ينظر لعينيها الشبيها بعينين والدها حتى ملامحها
قد أن أوان ظهورك ليندا
تقهقرت للخلف تنظر إليه وقد احتلت الدهشة عينيها هي بالتأكيد تحلم بوجوده.. شعور الحاجة إليه جعلها تظن إنه هنا وواقف أمامها.
اغمضت عيناها لعلها تفيق من حلمها أمير ليس هنا.. لا أحد يعلم بمكانها إلا رحيم وسليم.
صوت إنغلاق الباب جعلها تعود لفتح عيناها وقد ازداد قربه منها عيناها هذه المرة تعلقت بعينيه.. عتاب وشوق وحدهم ما كانوا يحتلوا مقلتيه
أمير
خرج اسمه من شفتيها في همس يثقله الحنين ثم ازدردت لعابها وهي ترى نظراته يغلفها الجمود يقبض فوق كفيه بقوة.. يمنعهم عن لهفتهم
الزوجة الهربانة ولا نقول الجبانه افضل
تجمعت الدموع في مقلتيها تقاوم ذرفهم تطرق رأسها أرضا تتمنى لو تخبره إنها لا تتحمل فراقه ولكن قربها منه لعڼة.. وسيدفع حياته ثمنا
المرادي مش هسألك عملتي كده ليه.. لأني خلاص عرفت دوري كان إيه في حياتك
انسابت دموعها تهتف داخلها في آسف لم تكن تقصد چرح كرامته.. لكن ماذا عساها